“بيجيدي”: دولتنا ودولتهم

حزب رئيس الحكومة أدخل الولاة والعمال وأعوان السلطة في خانة الأعداء كان الله في عون محمد حصاد، وزير الداخلية، ومعه ولاة وعمال وقياد وشيوخ الوزارة، الذين بدأت الحروب تشن ضدهم منذ الآن من قبل الكتائب الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية، حتى قبل الوصول إلى زمن الحملة الانتخابية لاستحقاق سابع أكتوبر المقبل. وبدأت أولى علامات "القيامة" ضد وزارة الداخلية، تظهر من خلال بعض ردود الأفعال الغاضبة التي انخرط فيها قياديون بارزون في حزب "المصباح"، متهمين بدون حجة أو دليل، رجالات الداخلية بالتدخل في توجيه الناخبين، ودعوتهم إلى عدم التصويت على رمز "المصباح" الذي انطفأ نوره في بعض الدوائرالانتخابية بسبب التدافع والتسابق والتطاحن حول التزكيات. وشكلت طنجة وتطوان وفاس ووجدة والقنيطرة عناوين كبرى للاتهامات التي أطلقها أولاد عبدالإله بنكيران ضد وزارة الداخلية التي بدأت تتعرض إلى هجومات منظمة ومتكررة، يتبادل فيها "بيجيديون" الأدوار في ما بينهم. وحتى عندما قام بعض الولاة والعمال بتطبيق القانون، والتجاوب مع تعليمات اللجنة الحكومية المكلفة بالانتخابات بوقف كل الأشغال التي قد تستغل انتخابيا، خرج قياديون من الحزب الأغلبي عن صمتهم، وانخرطوا في حملة تشهير ضد الوزارة الوصية، بهدف الضغط عليها للتراجع عن قرارها، وهو قرار معمم على الجميع، ولا يستهدف فقط المشاريع التي توجد في المدن التي يدير شؤونها رؤساء من "بيجيدي". ويتوقع أكثر من مهتم بشؤون الانتخابات، أن ترتفع حرارة "القيامة" الانتخابية من قبل نشطاء العدالة والتنمية أثناء الحملة الانتخابية، وتحديدا بعد الإعلان عن النتائج الرسمية لاستحقاق سابع أكتوبر. فإذا كانت في صالحهم، واحتلوا المركز الأول، وذاك أمر مستبعد، فإنهم سيصفقون بحرارة، ويقولون إن الانتخابات في العموم كانت نزيهة، ومرت في أجواء ديمقراطية، وبعيدة كل البعد عن الشبهات، أما إذا تراجعوا إلى الوراء، ولم يحصلوا على نتائج تمنحهم الصدارة، فإنهم سيخرجون سكاكينهم "الماضية"، ويبدؤون في "الذبح" و"السليخ" دون رحمة أو شفقة، كما هي عادتهم البعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى عدم اتهام الآخر بالباطل دون دليل أو حجة، وسيبكون ويولولون، ويقولون إن الداخلية زورت ضدنا الانتخابات. ومن المعلوم أن الاتهامات الجاهزة والباطلة، أضحت ملتصقة مع قادة هذا الحزب، إذ كلما كانت نتيجة انتخابية في غير صالحهم، كلما رجعوا للعزف على ألات انتهت صلاحياتها. ويسعى حزب العدالة والتنمية من خلال تسريب معلومات خاطئة إلى "جيشه" الإعلامي بقيادة الوزير "مول الصندالة"، أن يظهر للناخبين أنه مظلوم ومحكور، وأن أيادي التحكم تحاربه، حتى لا يعود وزراؤها إلى الكراسي الحكومية الوتيرة التي تدر عليهم أرباحا مهمة لا تقاس فقط بالأجر الشهري. ويهدف "المصباح" من وراء ذلك إلى كسب تعاطف الناخبين معه، وإظهار أنه مستهدف من طرف حزب "التحكم"، وهو التحكم الذي لا يوجد إلا في مخيلة من قطر بهم السقف ذات انتخابات تشريعية بسبب المقاطعة الكبيرة للناخبين. الترويج لجيوب المقاومة يقول مصدر حزبي، من غرائب وعجائب هذا الحزب، أن من يشرف على نزاهة الانتخابات وشفافيتها، هما بنكيران بصفته رئيسا للحكومة، ومصطفى الرميد، وزير العدل والحريات الذي يشارك محمد حصاد، وزير الداخلية كل كبيرة وصغيرة في اللجنة الحكومية المكلفة بتتبع والإشراف على نزاهة الانتخابات، إذ أن الاستفهام الذي يطرح هنا هو: لماذا لم يأمر بنكيران بفتح تحقيق في كل الاتهامات الرسمية وغير الرسمية التي صدرت عن حزبه، سواء في إطار بلاغات حزبية صادرة عن الفروع الحزبية، أو من خلال تصريحات صادرة على لسان قياديين بارزين في الحزب. ومادام أن بنكيران لن يفعل شيئا بخصوص اتهامات نشطاء حزبه لوزارة الداخلية، لأنه بكملة لا يملك حججا، فإن مسرحية أبناء حزبه، التي اختاروا لها عنوان "التحكم" ستستمر إلى ما بعد استحقاق سابع أكتوبر، وإلى ما بعد تشكيل الحكومية المقبلة. ويتوقع المراقبون للشأن الانتخابي في بلادنا، أن ترتفع وتيرة الاتهامات في حق وزارة الداخلية في المستقبل القريب من قبل نشطاء "المصباح"، وهو ما يستوجب التعامل معه بحزم وقوة من لدن صناع القرار في الوزارة الوصية. وبرأي العديد من المهتمين، فإن هجوم "بيجيدي" المبكر على وزارة الداخلية، حتى قبل حلول موعد سابع أكتوبر، والترويج لجيوب المقاومة، وإظهار أنه "ضحية" لسياسة التحكم، الهدف منه، هو محاولة تبرير عدم قيام الحزب الأغلبي بالإصلاحات الكبرى التي وعد بها المغاربة في برنامجه الانتخابي لـ2011. عبد الله الكوزي

“بيجيدي”: دولتنا ودولتهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التوشيح الملكي أنصفني

لقجع: نتائج المنتخبات الصغرى غير مقبولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات