رياضيون ورؤساء الدول … الفوز أو السجن

القذافي كان يكرههم ويمنع ذكر أسمائهم ونجل صدام كان يجلدهم وموغابي أمر بسجنهم فتح موضوع إيقاف أفراد بعثتي كينيا وزيمبابوي إلى الألعاب الأولمبية «ريو دي جانيرو 2016»، بسبب سوء النتائج، علاقة رؤساء الدول مع الرياضيين. ووصل الأمر ببعض الرؤساء إلى إرغام الرياضيين على سداد الأموال التي صرفتها الدولة عليهم لإعدادهم للأولمبياد في هيأة قروض ميسرة حتى لو استغرق ذلك 10 سنوات. وتثير مواقف بعض الرؤساء وأبنائهم السخرية والتساؤلات بسبب تدخلهم في الرياضة. ولم تكن السلطات الكينية أو الزيمبابوية الأولى أو الأخيرة التي اتخذت مثل هذه القرارات فهناك أبناء الرئيسين الراحلين صدام حسين ومعمر القذافي، الذين كانوا يعذبون الرياضيين. ليبيا...أنا النجم في ليبيا كان للقذافي دور أكثر غرابة مع كرة القدم، حيث كان يكن كراهية للاعبين ويمنع نطق أسمائهم، ويطلق يد أولاده للعبث في الرياضة الليبية بشكل عام. في مقابلة مع التلفزيون الأمريكي، قال عصام الكاديكي، رئيس اتحاد كرة القدم الليبي السابق، إن القذافي كان يكره شهرة لاعبي كرة القدم، ولم يكن يريد الشهرة لأحد غيره، لدرجة أنه كان يمنع معلقي مباريات كرة القدم من نطق أسماء اللاعبين وذكر أرقام قمصانهم فقط. وذكر الكاديكي، في تصريحاته «أبناء القذافي أفسدوا الحياة الرياضية، وسخروا كل إمكانيات الدولة الغنية بالنفط لصالح أهوائهم الشخصية فقط». وكشف الإيطالي فرانكو سكوليو، المدير الفني الأسبق للمنتخب الليبي، تدخل أبناء القذافي في عمل الأجهزة الفنية للمنتخبات الليبية بكل فئاتها. وقال في تصريحات له لصحيفة «كوريرا ديلو سبورت» الإيطالية عقب إقالته: «أقالوني لأنني لم أوجه الدعوة للساعدي ليلعب في المنتخب». وأضاف سكولي «ما كنت لأدعه يلعب ولو لدقيقة، فهو ليس لاعب كرة قدم، ومع وجوده ضمن التشكيل كنا نخسر، وعندما خرج من التشكيل فزنا». وقال المهاجم السابق للمنتخب الليبي لكرة القدم، أحمد الزوي، لصحيفة «التونسية»، «عندما كان الساعدي يوجد في معسكر المنتخب، كان يسهر مع حاشيته في جناحه، ثم يخرج في وضع غير طبيعي ليوقظ اللاعبين مع الفجر، ويسدد ضربات الجزاء عليهم، والويل لمن يخالف أوامره» وتسبب الساعدي النجل الثالث للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، في الكثير من المواقف المحرجة لأبيه، حيث عرف عنه أنه كان مهووسا بكرة القدم ويترأس نادي الاتحاد الليبي. وفي يوم أُقيمت مباراة بين الأهلي والاتحاد الليبيين، وفاز فيها الأهلي وبدأ جمهوره في الاحتفال بالفوز، فما كان من الساعدي إلا أن طلب من قوات الأمن الخاصة به إطلاق النار على جمهور الأهلي، ما أودى بحياة 20 شخصا وإصابة الكثيرين، كما تردد أنه كان وراء تصفية نجم كرة القدم بشير الرياني، بعد تعذيبه والتنكيل به إثر تصريحه بأن الساعدي لا يملك موهبة لاعب الكرة. العراق...الحلق وفي العراق، لم يكن لصدام حسين علاقة مباشرة بالرياضة، لكنه ترك أمرها لابنه عدي، وكان رئيسا للجنة الأولمبية العراقية، والمسؤول الأول عن كل الرياضات، وحسب شهادات عدد من اللاعبين كان عدي يمارس سلطته على المنتخب الوطني لكرة القدم. ويقول إيمانويل بابا دانو، مدرب المنتخب العراقي الأسبق، لصحيفة «نيوريوك تايمز»، إن عدي كان يعاقب لاعبي المنتخب عقب التعادل أو الخسارة في أي مباراة، وفي حال عجز أي لاعب عن تسجيل هدف من ضربة جزاء، أو كان مستواه غير جيد يأمر بقص شعر رأسه بالكامل في ملعب الشعب. وأضاف: «كان يرى في الفوز نصرا شخصيا له وحبا من جانب الشعب، وحينما كنا نفوز في مباراة كان يأتيني مثل الطفل ليقول (انظر كيف راح أهالي بغداد يطلقون النار في الهواء حينما فزنا؟ إنهم يحبونني كثيرا)». فقد رويت عنه عدد من القصص التي أساءت إلى مركز والده، ففي أثناء ترؤسه للجنة الأولمبية العراقية قام بتعذيب وسجن الرياضيين الذين خسروا البطولات، حيث كان يضرب لاعبي كرة القدم على أقدامهم، في حين أكد اللاعبون أنهم أجبِروا على ركل كرة قدم خرسانية، عقابا لهم بسبب فشلهم في التأهل لنهائيات كأس العالم بأوامر من عدي. كوت ديفوار...المأساة أمر الرئيس الإيفواري باعتقال منتخب كوت ديفوار لكرة القدم، عقب تعادلهم مع توغو في كأس الأمم الافريقية عام 2000، ثم الخسارة أمام الكامرون، والفوز في المباراة الأخيرة على غانا بفارق هدفين فقط، بدلا من الفوز بفارق ثلاثة أهداف لضمان التأهل. وعند وصول المنتخب لمطار العاصمة أبيدجان، كانت في انتظارهم شاحنات عسكرية أجبروا على ركوبها، وتوجهوا إلى قاعدة عسكرية، وعقب دخولهم القاعدة صادر الجنود كل هواتفهم المحمولة لعدم إبلاغ الصحافة بالأمر، وأبلغوهم بأنهم سيبقون محتجزين لحين تعلم التحضر والالتزام. وتلقى لاعبو المنتخب الإيفواري معاملة سيئة طيلة 3 أيام كما لو كانوا فرقة من الجنود المستجدين، وذلك بأمر من قائد المجلس العسكري، روبرت جوي، الذي استولى على السلطة خلال عطلة عيد الميلاد السابقة للأحداث، كما أنهم أجبروا على أداء تدريبات الاصطفاف والسير وقراءة كتب عن مفهوم الوطنية. انتشرت تفاصيل القبض على اللاعبين خارج البلاد، ما أحدث حراكا كبيرا من عدة منظمات للإفراج عن اللاعبين، حتى قررت الحكومة أمام هذا الضغط تحرير اللاعبين، وبررت في ما بعد ما حدث بأنه «لم يكن عقوبة، بل لحماية اللاعبين من الغضب الشعبي بعد الخروج من البطولة». موغابي...آخر الحدوثة أصدر رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، قرارا بالقبض على البعثة الممثلة في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ريو. وأكدت صحف محلية أن موغابي طلب من أوغيستين شيشوري، وزير الداخلية الزيمبابوي، القبض على البعثة لحظة وصولها مطار هراري والتي تتضمن 31 لاعبا مثلوا البلاد في الأولمبياد، وجاء قرار رئيس زيمبابوي بعد فشل البعثة في تحقيق أي ميدالية في ريو دي جانيرو. وقال موغابي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام في زيمبابوي، إن بعثة بلاده تستحق «الحبس». كينيا تحذو حذو موغابي اعتقلت الشرطة الكينية، الأمين العام للجنة الأولمبية فرانسيس بول في منزله، ونائبه جيمس تشاتشا، وستيفن أراب سوي رئيس بعثة كينيا إلى دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة. وجاء اعتقال مسؤولي اللجنة الأولمبية الكينية، في إطار التحقيق حول فضيحة ريو، مع سوء إدارة الفريق في جميع الألعاب. ووفقا لما ذكرته الصحافة المحلية، قالت مصادر بالشرطة الكينية، إنهم سيواجهون الاتهام بسبب الفوضى في إدارة الفريق الأولمبي في ريو، وأيضاً بسبب السرقة المزعومة للملابس الرياضية الرسمية. وطالبت الحكومة الكينية في وقت سابق بفتح تحقيق، بشأن مزاعم سرقة الملابس ووجود أشخاص في البعثة الرسمية بمهمات غامضة برغبة قضاء بضعة أيام مدفوعة التكاليف قرب كوباكابانا. واحتلت كينيا الترتيب الخامس عشر في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بعدما حصدت 13 ميدالية. إعداد: أحمد نعيم

رياضيون ورؤساء الدول … الفوز أو السجن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يطلب ود منخرطين جددا

الغيني سيلا يوقع لأولمبيك اليوسفية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات