شـوارع الـبـيـضـاء تـخـتـنـق فـي انـتـظـار التـرامـواي

أن تقود سيارتك بشوارع الدار البيضاء، فذاك يعني أنك تتمتع بصحة جسدية ونفسية تفوق أمهر السائقين العالميين، أما إن اخترت التنزه صباحا، فذاك ضرب من الخيال، فالمدينة بلغت أقصى درجات الاكتظاظ وشوارعها حلبة يومية لحوادث السير لا تنفع معها أشد مدونات السير صرامة.
لحسن حظ المسؤولين بالعاصمة الاقتصادية، أن سكان الدار بيضاء مسالمون جدا، إذ يتقاتلون، يوميا، من أجل الوصول إلى منازلهم أو مقار عملهم، دون أن يرفعوا أصواتهم احتجاجا، أو ربما بحت حناجرهم من كثرة الصراخ في الشوارع من أجل العثور على موقف للسيارات أو في انتظار إشارة ضوئية معطلة أو أصيبوا بداء الربو من كثرة استنشاقهم للهواء الملوث.
الساعة تشير إلى السابعة والنصف صباحا، ولا شيء يدل على أن هذا اليوم استثنائي بالنسبة إلى السائقين، إلا من برنامج إذاعي يعد السائقين بالتخلص من الاكتظاظ بعد إنجاز «الترامواي» ونصائح لهم بتجنب بعض الشوارع لشدة الاختناق بها وأخرى