الصخيرات… استفزاز بلا حدود

مصطافون يستنكرون تحرش حراس السيارات وفرض تعريفة على مزاجهم عند تجاوز قصر المؤتمرات بالصخيرات، تطل مملكة صغيرة يحكمها شباب في مقتبل العمر. مملكة تختفي مباشرة بعد قضاء فصل الصيف، لتعود مرة أخرى، وبقوة، إلى الواجهة، بعدما يعلن موسم الحصاد اقترابه. شباب يفرضون على المصطافين قانونهم الخاص، يشمرون على سواعدهم لتنفيذ مخططاتهم، سيما أن استعداداتهم لهذه المناسبة، كانت على قدم وساق. عند أول امتحان، يدافعون عن قراراتهم، ويواجهون الذين يحاولون تجاهلهم ورفض العمل بها، شاهرين أسلحتهم «الصيفية» . إنهم حراس سيارات المصطافين بشاطئ الصخيرات وزواره. لا تتوقف الحركة بشاطئ الصخيرات منذ أن أعلن فصل الصيف قدومه. مصطافون اختاروا هذا المكان الاستمتاع بأجواء صيفية، وببرودة مياه المحيط الأطلسي. لكن خلف تلك الأجواء التي لا تستمر طويلا، تختبئ حكاية الكثير من المصطافين، أبطالها شباب اختاروا هذا المكان لكسب قوت يومهم، لكنهم في الكثير من الأحيان يبالغون في ذلك، إذ يعكرون صفو المصطافين بفرض تعريفة خيالية غلى السيارات المركونة بالمكان. تعريفة ״على المزاج״ «هادشي باش كيخلصو باركينغ، هنا، إلى ما عجبكش الحال حطها بعيد»، هذا ما اكتفى بقوله شاب، يحرس سيارات المصطافين بشاطئ الصخيرات لردع احتجاجات زبون مفترض فوجئ بأنه مجبر على دفع 20 درهما، مقابل ركن سيارته قرب الشاطئ، قبل أن يتراجع ويطالبه بدفع 10 دراهم. ودون أن يضيف كلمة واحدة، أشار إلى سيارة كانت قادمة في اتجاهه، حاثا صاحبها على ركنها غير بعيد عن المكان، لينهي بذلك حديثه مع الزبون الذي لم ترقه التعريفة. هذه بعض تصرفات حراس السيارات بشاطئ الصخيرات الذين يفرضون قانونا خاصا بهم، على الزوار، ويستمرون في تعنتهم. صراخهم يملأ الشارع المقابل للشاطئ حيث يوجد موقف للسيارات، يمنعون أي مصطاف من استعماله إذا لم يلتزم بالشروط التي يحددونها. ״مجبرون״ صراخ رجل يرتدي ملابس البحر يملأ المكان. توسل امرأة متقدمة في السن، لم يمنعه من رفع صوته في وجه حارس سيارات يضع قبعة زرقاء ويرتدي صدرية بلون أخضر فاقع. عبثا حاولت امرأة أخرى ثنيه عن الاستمرار في ذلك، بعد اصابته بهستيريا. حاول الرجل في بادئ الأمر تمالك أعصابه، والرد على استفزازات الشاب ببرودة الدم، لكنه فقد السيطرة، في الوقت الذي طالبه الحارس بمغادرة المكان وترك المكان لسيارة أخرى ينفذ صاحبها «القوانين المفروضة» على الزوار. والأكثر من ذلك خاطبه قائلا «لن أتحمل مسؤولية السيارة إذا حدث شيء»، ملمحا بأنه من الممكن أن يتم العبث بها إذا تعنت ورفض إعطاءه المبلغ المحدد. «الكثير من المصطافين يرفضون التعريفة التي يضعها هؤلاء الحراس، سيما أنها مزاجية، وغير قانونية»، يقول أحد المصطافين، قبل أن يضيف بأن الوضع يحتاج إلى مراقبة المسؤولين، ومحاسبة الذين يتسببون في هذه الفوضى. وأوضح أنه إلى جانب التعربفة التي يفرضها حراس السيارات قرب الشاطئ، فإنهم يظهرون للزبون أو أصحاب السيارات أنهم على استعداد للدخول في نزاعات إذا تطلب الأمر ذلك «من أجل ذلك فالكثير من المصطافين مجبرون على دفع ما يطلبه هؤلاء الشباب». مبررات واهية في حدود منتصف نهار صيفي بامتياز، شهدت فيه درجة الحرارة ارتفاعا ملحوظا، مازالت الحركة تدب بشاطئ الصخيرات بشكل كبير ومازال المصطافون يتقاطرون على المكان، للاستمتاع بالجو الصيفي. حراس السيارات مازالوا في حماسهم، الذي تشتد حدته، كلما حلت سيارة بالمكان، يضعون ورقة صغيرة كتب عليها 10 دراهم، على زجاج السيارة أمام أنظار صاحبها، للتوضيح أن ركن السيارة في ذلك المكان يتطلب دفع ذلك المبلغ، وإذا امتنع الزبون المفترض عن الأداء، يطلق العنان لمبرراته «راه حنا غير حاضيين، هضرو مع للي كاري البلاصة من الدولة، وكيخلص 41 مليون سنتيم خلال موسم الصيف»، وإذا استمر الزبون في الجدال يضيف الشاب «راه في العشية كيجي يجمع الفلوس والورقة للي خرجنا خسنا نخلصوه عليها، حنا ما علينا والو». ويؤكد الشباب الذين يتحول أغلبهم إلى حراس السيارات، مباشرة بعد حلول فصل الصيف، وانتهائهم من الدراسة، أن لا حول لهم أمام مكتري الأرض، الذي يفرض عليهم أخذ تعريفة محددة حتى يتمكن من دفع السومة الكرائية وتوفير الربح. إيمان رضيف

الصخيرات… استفزاز بلا حدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حبيركو تغني لزوجها

الدميعي يرفض عودة النملي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات