أول منحة 25درهما

لعلو... مسارحارس استثنائي يروي عبد اللطيف لعلو ، الحارس السابق للمنتخب الوطني، تفاصيل عن حياته ومعاناته خلال الطفولة، إذ اضطر للإقامة في الخيرية والاشتغال في العديد من المجالات قبل أن يلتحق بالفريق السلاوي لتفتح له أبواب المنتخب ومعها أبواب الشهرة... والدته لم تصدق أنه حصل عليها من الكرة واعتقدت أنه سرقها < كيف تلقيت خبر التحاقك بالكبار؟ < كنت في المخيم أشرف على تدريب الأطفال عندما تلقيت خبر التحاقي بفريق الكبار، بحكم أنني كنت أتوفر على شهادة مساعد مدرب، إذ كنت مولعا بالمشاركة في المخيمات الصيفية، وهذه المسألة اكتسبتها منذ كنت في «الخيرية»، وجاء عندي عضو المكتب بلحسن إلى الجديدة وطلب مني أن أحزم حقائبي والعودة إلى سلا للكبار، لأن الجميع يبحث عني، أخبرته أنني لم أتدرب وأن الموسم سينطلق بعد أسبوع، إلا أنه طلب مني العودة معه، وعدم الحديث عن هذا الأمر، وكان ذلك يوم ثلاثاء، وتدربت في اليوم الموالي وارتحت الخميس وعدت للتداريب الجمعة. < من هم اللاعبون الذين كانوا يوجدون بالفريق؟ < في ذلك الموسم كانت بداية جيل ذهبي لسلا يتكون من لاعبين كبار أمثال عبد الحي مبارك وبيتشو وشاندرا والمرحوم البوعزاوي وتشيكو والزهراوي وعزيز العمراني ونهيريوي. ورغم أن سني يدخل في فئة الفتيان، إلا أنني كنت سألعب مع كبار سلا، ضمنهم الحاج عباس سيكوك الذي كان بمثابة الأب الروحي لي، وقد كان في نهاية مساره الرياضي، وكنا سنلعب أمام حسنية سيدي سليمان في العاشرة صباحا والملعب كان غاصا بالجمهور، وفي 5 دقائق الأولى جاءت تمريرة من أحد لاعبي الحسنية لزميله حفيظ فالتقطت الكرة من رأسه دون أن أرتكب أي خطأ، وهذه اللقطة كانت بداية إزاحة دهشة البداية بالنسبة إلي، وهي ما منحني الثقة طيلة مساري. < هل فريق سلا كان معروفا بإنجابه للحراس؟ < بالفعل كان الجميع يعتبر أن الجمعية السلاوية فريق ينجب الحراس، وفي تلك الفترة كان عمر الزاكي 11 سنة. < كيف كانت ردة فعل المسيرين؟ < ردة فعلهم بعد أول مباراة لي لا تتصور، إذ منحوني 25 درهما، وكان لها شأن كبير في تلك الفترة. < ماذا فعلت بها؟ < كنت عندما أشتغل وأكسب بعض المال أذهب إلى السينما وأشتري بعض الحاجيات، لكن بمجرد تسلم 25 درهما ظهرت لي صورة الحاجة والدتي، إذ عدت إلى المنزل وسلمتها لها، دون أن أنقص منها فلسا واحدا، وذهبت ووضعتها في حقيبتها الصغيرة. < هل كانت سعيدة بتلك المنحة؟ < بل كانت خائفة، وارتعبت لأنها اعتقدت أنني سرقتها، رغم إخباري لها أنني حصلت عليها من فريقي . < كيف تصرفت؟ < نهضت بسرعة ولبست ثيابها وخرجت تبحث عن بوبكر بوعبيد بالمدينة القديمة بسلا وفي يدها 25 درهما، ذهبت إليه وسألته هل تمنحون المال في كرة القدم، قبل أن يخبرها أنها منحة المباراة أمام حسنية سيدي سليمان، وأن المنحة حلال عليه. < ألم يعد الحراس المضربون إلى الفريق؟ < لم يعودوا وخاض الفريق مساره في بطولة ذلك الموسم، وربحنا ثلاث مباريات متتالية، وكنت ألعب لوحدي ولا يوجد حارس احتياطي، إذ جاءتني فرصة استغللتها بشكل جيد، وفي المباراة الرابعة لعبنا أمام المغرب التطواني بسانية الرمل، وكان يتوفر على ثلاثة لاعبين إسبانيين فرنسيسكو وطوطو ومارسيال، وكان معروفا بقوته داخل الميدان، وهي أول مباراة تنقل لي على أمواج الإذاعة الوطنية بتعليق الصحافي الكبير الحاج أحمد الغربي رحمه الله. < ما هي الأمور التي ترسخت في ذاكرتك من هذه المباراة؟ < التعليقات التي كان يصفني بها الحاج الغربي، أمام مسامع أبناء حيي وعائلتي، الذين سجلوا المباراة واحتفظوا بها للذكرى، والغريب في مواجهة المغرب التطواني أن جميع الفرق كانت تنهزم في الدقائق الأولى بسانية الرمل الذي كان الملعب الوحيد في المغرب الذي يتوفر على مرمى مصنوعة من الحديد وليس الخشب، كما أن لاعبيه كانوا يستعلمون مرهما ذا رائحة قوية تؤثر على الفريق المنافس عندما تنتشر في مستودعات الملابس. استمر الحاج الغربي في الثناء علي طيلة المباراة لدرجة أنه اعتبرني الوحيد الذي واجه المغرب التطواني في هذه المباراة. ويعود تألقي في تلك المباراة، إلى اللاعب مصطفى رينكون المعروف بتسديداته القوية، إذ سدد واحدة في الدقائق الأولى سمع صوتها بقوة أزاح عني دهشة المباراة. صلاح الدين محسن

أول منحة 25درهما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لوبيرا يشرك 25 لاعبا أمام الفنيدق

مثلجات النوكا

مقالات ذات صلة