طفولة في الخيرية

لعلو... مسارحارس استثنائي يروي عبد اللطيف لعلو ، الحارس السابق للمنتخب الوطني، تفاصيل عن حياته ومعاناته خلال الطفولة، إذ اضطر للإقامة في الخيرية والاشتغال في العديد من المجالات قبل أن يلتحق بالفريق السلاوي لتفتح له أبواب المنتخب ومعها أبواب الشهرة... لعلو حارس مرمى المنتخب سابقا قال إن المستعمر سلب أموال عائلته < بداية، هل يمكنك أن تقربنا من نشأتك؟ < بكل سرور، فأنا من عائلة عريقة بسلا، وأنا واحد من حفدة الحاج محمد لعلو، أحد أعيان المدينة قبل الاستعمار، ونفي بالتزامن مع الحماية الفرنسية في 1912، إذ كان من الأوائل الذين تم نفيهم عن المدينة إلى جانب الحاج الطبيحي والحاج بنسعيد، وكانوا كلهم أثرياء. والدتي تتحدر من عائلة أمازيغية رحمة الله عليهم جميعا، والظروف التي عشتها كانت قاسية جدا، إذ أن جدي الحاج محمد لعلو رغم امتلاكه ثروة كبيرة في تلك الفترة، إلا أن جميع أحفاده وأبنائه عاشوا الفقر المدقع، بعد أن استولى المستعمر على أراضيه وممتلكاته وسلمها إلى الخونة وإلى الذين شكلوا اليد اليمنى للاستعمار الفرنسي. < ماذا عن والدك؟ <لا أذكر عنه الشيء الكثير، إذ توفي وأنا لم أتعد أربع سنوات، بعد أن أصيب بسكتة قلبية جراء تأثره من الوضع الذي كنا نعيشه، ومرارة فقدانه لثروة أبيه بسبب الاستعمار، هذا الأمر وضع أمي في موقف حرج، إذ أنها وجدت نفسها أرملة ومضطرة إلى إعالة ستة أطفال، بنتان وأربعة أولاد. < كيف عشت فترة الطفولة؟ < أنا ولدت في 20 فبراير 1952، وحسبما أذكره من أمي، فهي كانت تقول لي دائما إنني كنت مشاغبا، لكن الوضع الذي كنا نعيشه دفعني للخروج للبحث عن عمل في سن مبكرة، خاصة أنني لم أكن أحب الدراسة مطلقا، واضطررت للخروج للعمل في سن الثامنة، وأمام هذا الوضع كان لزاما على أمي أن تضعني في خيرية سلا لرعاية الأيتام، قبل أن تصبح مؤسسة اجتماعية تابعة للتعاون الوطني، وأنا في سن العاشرة، وبقيت فيها حتى بلغت 14 سنة . < هل كان لهذا الأمر الأثر في تغير حياتك؟ < ما يمكنني قوله إن وجودي بالخيرية قلب حياتي رأسا على عقب، بل أثر في شخصيتي، ودفعني إلى أن أكون مسؤولا عن حياتي رغم صغر سني، إذ أن هذه المرحلة كان لها الأثر الكبير في تكويني، وذلك بفضل وجود أناس حرصوا على تعليمنا تعليما جيدا، ولن أنسى ما صنعوه معي ما حييت، وأذكر منهم المرحوم الدكالي والمهداوي وعبد الرزاق وعبد الرحمان والمدير الفقيه با يحيى، وكان يشرف على هذه المؤسسة الفرنسي لوسكو الذي كان يملك محطة للوقود في العقبة التي سميت باسمه في الرباط "عقبة لوسكو". < متى ابتدأت لعب الكرة؟ < علاقتي بالكرة كانت في المرحلة الابتدائية من تعليمي، إذ كنت أمارس كرة القدم مع أطفال المؤسسة، وكنت أمتاز بالقفز والحيوية، فكنت داخل الخيرية أعيش فيها مع أطفال في سني ويعانون الظروف نفسها، ومعهم تمكنت من تكوين شخصيتي بفضل رجال تمكنوا من توجيهي بشكل صحيح، كما أنها كانت سببا في اكتشاف موهبتي في كرة القدم، وبشكل خاص في حراسة المرمى، وأتذكر أن المرحوم القباج هو من وجهني إلى حراسة المرمى. < أين صقلت موهبتك في البداية؟ < بدأت اللعب في مباريات الأحياء، إذ أن سلا كانت تعج بفرق كرة القدم، وكان هناك ملعب يدعى "الخميس" على ضفة وادي أبي رقرار، وهناك بدأ اسمي يسطع في أرجاء المدينة، والكل كان يرغب في خدماتي، لكن اخترت فريق الصف على فرق أخرى في حومة سيدي موغيت وسيدي موسى وهذه الفرق بالذات كانت معروفة بقوة فرقها على صعيد سلا، ومن هذه الفرق تكون نادي الأحلام بالجمعية الرياضية السلاوية. < من اكتشفك؟ < تم اكتشافي من قبل بوبكر بوعبيد، بعد متابعة دقيقة ومسترسلة امتدت لعدة أيام، وكان هذا الشخص بمثابة المنقب الصويري المعروف باكتشافه للعديد من اللاعبين. صلاح الدين محسن

طفولة في الخيرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لاعب دولي يعاني في صمت

اعتقال قاطع يد شخص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات