العسبي يستعيد سيرة العربي الشتوكي

كتاب من منشورات مؤسسة الزرقطوني عن مقاوم عصامي رافق الكبار صدر ، أخيرا، للكاتب والصحافي لحسن العسبي، كتاب تحت عنوان: «مولاي العربي الشابي الشتوكي.. مسار حياة، مسار للمقاومة المغربية» عن منشورات مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث الكتاب الجديد، إبحار في سيرة واحد من رموز المقاومة المغربية، وأحد الأسماء العصامية التي خرجت من منطقة شتوكة آيت باها ضواحي أكادير، ولعبت دورا محوريا في نسج وتنسيق عدد من عمليات المقاومة المسلحة إلى جانب كل من الزرقطوني ومحمد منصور وسعيد بونعيلات ودا بلعيد و شنطر وعبد الله الصنهاجي وعبد العزيز الماسي. ومن أشهر العمليات التي كانت فيها بصمة الشتوكي حاضرة، منها العمليات الكبرى للمقاومة، مثل عملية القطار السريع بين الدارالبيضاء والجزائر وعملية الكولي بوسطو ومركز البريد و المحاولات الثلاث لتصفية بن عرفة وغيرها. وعن دوافع الاشتغال على سيرة المقاوم العربي الشابي الشتوكي يقول العسبي في مقدمة الكتاب إنها « تستحق أن تروى، عنوانا عن معنى مغربي، لجيل فتح عينيه على الاستعمار، وسكنته تلك الرغبة الجامحة في أن ينحت له مكانا تحت الشمس، مختلف عن تجربة من سبقه من أجيال مغربية، بصيغة أكثر دقة. إن في الكشف عن قصة حياة هذا الرجل البطل (وهو بطل فعلا في الحياة وفي المواقف الوطنية)، بعض من ملامح معنى التحول الهائل الذي عاشه المغاربة كإنسية، بعد صدمة الاستعمار. فهي تجربة حياة، من الغنى والكثافة والتميز والإثارة ما يجعل حياة فرد (مثل حياة مولاي العربي) عنوانا على قصة المقاومة التي قاوم من أجلها أولئك المغاربة، الذين عاشوا ما بين 1912 ونهاية القرن 20» . ويضيف العسبي «ما أثارني، خلال الأسابيع التي اشتغلت فيها، على تتبع سيرة مولاي العربي الشتوكي، هو ذلك المعنى للرجولة الذي أطر حياته. فهي عنده، لا تحتمل غير عنوان واحد، هو: «الوفاء» الوفاء ليس للصحب ورفاق الطريق، أو الوفاء الصوفي لزوجته الإسبانية، فقط. بل، الوفاء في العمق لفكرة الوطنية فوق حزبية، جعلت الالتزام عنده ليس مقايضة لصفقة تجارية (حتى ومهنته التي برع فيها عاليا هي التجارة). بل، إن الالتزام عنده، هو الوفاء لنبل العمل الجماعي التطوعي، الذي يعنيه النضال السياسي. الذي يترجم معنى الايمان بالقضايا التي خرج هو وجيله وركبوا الموت، من أجل بلوغها وهي أن يكون المغرب والمغاربة، تجربة حياة جديدة متصالحة مع حركية التاريخ ومع العالم». واعتبر العسبي الشتوكي «رجل الميدان الذي أطر العمال المغاربة بفرنسا في الأربعينات وبداية الخمسينات، والذي اختار الصمت باكرا، قبل أن يلقى ربه في نهاية التسعينات. هو الذي كان صديق ثقة لعبد الرحيم بوعبيد منذ الأربعينات ببلاد فولتير، ورفيقا مقربا جدا من الشهيد محمد الزرقطوني، ضمن قيادة المقاومة المسلحة الأولى ضد الاستعمار الفرنسي بالدار البيضاء، قبل »ضربة اعتقالات ضيعة يكم« سنة 1954 ، التي أدت إلى اعتقاله في اليوم ذاته هو والمقاوم محمد منصور، بسبب دوره الحاسم في العمليات الفدائية الكبرى للمقاومة». واعتمد العسبي في كتابه عن المقاوم الشتوكي على معلومات استقاها من عائلته أساسا (من ابنته البكر زينة الشابي، التي كانت رفيقة دراسة لفتح الله ولعلو سنة 1952، بمدرسة جسوس الوطنية بحي الليمون بالرباط، ومن أصغر أبنائه مولاي يوسف بفرنسا. ثم من حفيده مولاي حسن بن مولاي يوسف الشابي، الذي كان شغفه بسيرة جده، واعتزازه وافتخاره بها، قد دفعاه الى أن يهيىء أطروحة جامعية بفرنسا حول المقاومة المغربية من أجل الاستقلال ودور جده فيها). مثلما استقى معلومات من أسماء من طينة عبد الرحمن اليوسفي ومحمد بنسعيد آيت يدر، إضافة إلى بحث في أرشيف المكتبة الوطنية بالرباط، وضمن أرشيف الصحافة المغربية في الفترة مابين 1950 و 1965. ومنذ منتصف الستينات اعتزل مولاي العربي الشتوكي عمليا السياسة بالمغرب، بعد أن أفلت من مخالب شبكة الجنرال أوفقير، بمساعدة حاسمة من صديقه الدكتور الخطيب، رغم التعذيب الذي طاله بعد اعتقاله بمراكش في يوليوز 1963، بعد الحملة الشرسة والرهيبة التي جرفت 5 آلاف من مناضلي الحركة الاتحادية. وظلت للرجل مواقفه المؤثرة في العديد من محطات النضال اليساري والاتحادي. دون أن يظهر في الواجهة إلى حين وفاته نهاية التسعينات. عزيز المجدوب

العسبي يستعيد سيرة العربي الشتوكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بطولة الهواة تبدأ في 17 شتنبر

أربعة لاعبين بمعسكر الرجاء بإفران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات