ملامحه الجادة، زادتها اللحية صرامة، لكنها تخفي وراءها وجها آخر لطارق الجرموني، الميال إلى الدعابة والضحك كلما سنحت الفرصة.يرى المقربون من طارق الجرموني أن شخصيته تجمع بين صفتين. فهو جاد في حياته وفي التداريب والمباريات، دون أن يمنعه ذلك من أن يكون مرحا وقريبا من الجميع، يمد كل واحد بنصائح في الدين والحياة والرياضة.يقول حميد الصبار، المدرب السابق للجرموني في شباب المحمدية والوداد الرياضي، «شخصيته محترمة جدا وقوية. يعرف واجباته والتزاماته ومسؤولياته، وينظم حياته جيدا. بل يمكن القول إنه من ضمن لاعبين قلائل يضعون خارطة طريق لمسارهم وحياتهم».ويضيف «أخلاقه كبيرة، الجميع يحترمه. يضحك بطريقة بريئة ومحدودة، تجعله كبيرا في أعين الناس».ويعتقد حميد الصبار، المدرب الحالي لحراس أولمبيك خريبكة، أن للجرموني «تجربة كبيرة، راكمها مع الفرق التي لعب لها بداية من شباب المحمدية، ومرورا بالوداد والمنتخب الوطني والجيش الملكي والرجاء، وهذا يساعده على أن يكون اليوم أحد أبرز الحراس في كرة القدم الوطنية».رأى طارق الجرموني النور بالمحمدية يوم 30 دجنبر 1977، وبها خطا خطواته الأولى في كرة القدم. كان هناك من ينظر إليه لاعبا في أي مركز، لكنه اختار حراسة المرمى، وانضم إلى فريق شباب المحمدية.وواصل الجرموني تكوينه في شاب المحمدية، الذي كان يضم حينها حارسين بارزين، هما عبد اللطيف العراقي وعزيز بوطي، فكان الحلم بانتزاع مكان إلى جانبهما أمرا في غاية الصعوبة، لكنه واصل مثابرته إلى أن انضم إلى المنتخب الوطني للشباب وانتزع مكانا في فريقه الأصلي.وقضى الجرموني، الأب لفاطمة الزهراء وأيمن وسارة، ثلاثة مواسم في شباب المحمدية، ثم غادره إلى الوداد الرياضي، ومنه إلى دينامو كييف الأوكراني، قبل أن يعود مرة أخرى إلى البطولة الوطنية، إذ انضم إلى الجيش الملكي سنة 2005، ليلعب له أربعة مواسم ويتوج معه بأربعة ألقاب (كأس العرش مرتين والبطولة وكأس الكونفدرالية الإفريقية)، قبل أن يغادره قبل الصيف الماضي في اتجاه الرجاء، آملا التتويج بلقب جديد يضيفه إلى سجله. ع.م