يخت الملكة الأردنية يغرق محملا بالسلاح

المغاربة في أوراق أول رئيس جزائري مات أحمد بن بلة، أول رئيس جزائري بعد الاستقلال، في 11 أبريل 2012، وفي حلقه غصة حكي لم يكتمل عن تاريخ ووقائع وأحداث كان صانعها وشاهدها و"شهيدها" على مدى 70 سنة. رحل وطويت معه حقائق تجنب الحديث عنها طيلة حياته، منها علاقتــــــــــــه المتفردة والخالصة بالشعب المغربي وملكيه الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.في مذكراته وأوراقه وحواراته الصحافية وكتاباته وبوحه، ظل للمغاربة حضور قوي في سيرة حكيم الجزائر، وحرص على سرد علاقاته الوطيدة به منذ صغره، إذ تربى في كنف أسرة هاجرت من مراكش واستقرت في قرية تابعة لمغنية، القريبة من الحدود المغربية، وصادف أن خاض أول حرب حقيقية له إلى جانب جنود مغاربة قاسمهم الخبز والدموع في جبال نابولي، وحين انتهت "حملة إيطاليا" لم يعد إلى الجزائر، بل عاد إلى وجدة، حيث استقر لشهور.إعداد: يوسف الساكت بعد عملية البريد واعتقال بن بلة، وهروبه "الأسطوري" من السجن ولجوئه فترة إلى فرنسا مختبئا، جاء خريف 1954، إذ اجتمع قادة المنظمة الخاصة في سويسرا وقرروا خارج إطار الحزب (حزب الشعب) ودون علمه الشروع في العمل المسلح ضد الاحتلال الفرنسي بالجزائر. لم يحدد يوم لشن الهجمات لأن أعضاء المنظمة لم يرغبوا في ربط رؤسائها بالداخل بتاريخ محدد، وهم الذين اختاروا، على ضوء الأوضاع الداخلية فاتح نونبر.بدأت الثورة الجزائرية بسلاح قليل جدا: 350 أو 400 قطعة فقط من البنادق الإيطالية من نوع "موسكيتون" وصلت من ليبيا، وهي القطع التي دخلت بصعوبة إلى الجزائر وبطرق ملتوية ودفنت في الأرض وكان ينبش عليها وتنظف وتدهن ثم تلف من جديد في الخرق وتدفن في مكان جديد. وعندما آن الأوان، وزعت القطع في كل مكان تقريبا في البلاد وبالأخص في منطقة الأوراس التي كانت المنظمة السرية تريد أن تجعلها حصنا أساسيا للثورة.ولم توزع أي قطعة في وهران، لأن الثورة الجزائرية تلقت وعدا من الحركة الوطنية المغربية بتزويدها بالسلاح "ضرب الموعد في مكان ما في الريف. وفي الوقت والمكان المعينين حضر رجالنا ببغالهم. وانتظروا أياما طويلة لكن أحدا لم يحضر. وعادت قوافلنا بخفي حنين عشية فاتح نونبر. واستولى اليأس على المسؤول المحلي الكبير في وهران. ولم تعد لديه الوسائل ليخبر رؤساء الداخل بخيبته المريرة لأنه كان يخشى أن يظهر في عينهم بمظهر الجبان، لذا شرع في الهجوم في فاتح نونبر بالوسائل التافهة التي كانت لديه وترك حياته في ذلك الهجوم".كان بن بلة مكلفا، رفقة أصدقائه في الخارج، بدعم الثورة، التي دخلت عامها الثاني، بالسلاح، لأن بنادق فاتح نونبر لم تكن تستطيع أن تدعم طويلا حرب العصابات. كانت مهمته الحصول على عروض أسلحة جدية وإيجاد وسيلة لإدخالها إلى الجزائر.من هذه العمليات التي يذكرها بن بلة واحدة جرت بالساحل المغربي بالريف، بعد نقل شحنة مختلفة من الأسلحة على متن يخت في ملكية الملكة دينا، الزوجة الأولى لعاهل الأردن الراحل الملك حسين.فقد أعارت الملكة دينا يختها للثورة الجزائرية لنقل السلاح من الساحل الغربي. في البداية، استعملت السفينة الأنيقة بغير علم الملكة، لكن فور توقيفها في عرض البحر من قبل دورية بحرية اسبانية، تبنت الملكة العملية، وقالت للإسبان إن اليخت جنح إلى البحر لوحده وابتعد حوالي 3 آلاف كيلومترا من المرفأ.كان اليخت أنيقا يحمل اسم الملكة، واصطدم في جنح الليل بكثيب رملي في خليج صغير في الساحل المغربي. كان ذلك في فبراير 1955، وكان المساء باردا والبحر هائجا، وقد عمل بحارة مجندون على مد حبل من السفينة إلى الشاطئ، وشمروا على سواعدهم وشرعوا في نقل صناديق السلاح الثقيلة من اليخت إلى اليابسة غارقين إلى الصدور في الأمواج الباردة. كانوا يرتجفون من البرد القارس، وكانت الصناديق مثبتة بيد فوق الرقبة واليد الأخرى تمسك بالحبل، وكان كل واحد منهم يقطع مسافة 200 متر وسط هيجان عنيف، واستمر العمل إلى أن أفرغت السفينة من حمولتها.

يخت الملكة الأردنية يغرق محملا بالسلاح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التدخين بشراهة في العيد يؤدي إلى التهاب المريء

هكذا ولدت أغنية "الدار اللي هناك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات