التلفزيون في المغرب أحسن من السينما

المخرج إبراهيم الشكيري قال إن شريط "الكنز المرصود" استلهام للحكاية الشعبية قدمت القناة الثانية، أخيرا، الشريط التلفزيوني الجديد للمخرج إبراهيم الشكيري بعنوان «الكنز المرصود». عن الأسلوب الذي اختاره في الاشتغال في هذا الفيلم وأشياء أخرى يتحدث صاحب «الطريق إلى كابول» بصراحته المعهودة إلى «الصباح». < خضت أخيرا تجربة جديدة مع القناة الثانية من خلال الشريط التلفزيوني «الكنز المرصود» عدت فيه إلى جنس الأشرطة التلفزيونية بعد نجاح شريط السينمائي «الطريق إلى الكابول». بدا وكأن في الأمر نكوصا إلى مستوى أقل؟< رغم النجاح الذي حققته مع شريط «الطريق إلى كابول» إلا أنني أعتبر نفسي مخرجا تلفزيونيا بالدرجة الأولى، فقبل هذا الشريط السينمائي قدمت ما يناهز 18 عملا تلفزيونيا بينها أربع سلسلات، وبعده كانت بضعة أعمال، ولا أعتقد أن هذا الحكم صحيح إلى حد كبير، فللأعمال التلفزيونية أيضا نكهتها الخاصة وبإمكانها أن تضاهي الأعمال السينمائية. < لكن الملاحظ أنه في اشتغالك التلفزيوني تفتقد العمق الفني الذي حققته في السينما، وتميل إلى البساطة على الأقل في تجربتك الأخيرة من خلال شريط «الكنز المرصود»؟< قد لا أتفق معك بخصوص هذه الفكرة، فأنا لم أعتمد البساطة في مجموعة من الأشرطة السابقة منها شريط «انفصام» إذ سيبدو لك العكس. ربما في شريط «الكنز المرصود» استهدفت شريحة معينة من المشاهدين، باعتماد قصة تنهل من الحكايات الشعبية وتتضمن رسائل أخلاقية تستهوي فئة من الناس تعشق هذا النوع من الأعمال الفنية. < هناك تناص وتشابه في قصة «الكنز المرصود» مع قصة مسلسل «وجع التراب» المأخوذة أصلا عن رواية «الأرض» لإميل زولا، هل المسألة كانت مقصودة؟< التشابه حاصل لأن العملين معا يتناولان العلاقة مع الأب ومع الأرض وقسمة الميراث، وهذه المسألة ليست مقتصرة فقط على إميل زولا، بل هي مواضيع إنسانية نجدها في كل الثقافات، بما فيها الثقافة المغربية التي تزخر الحكايات الشعبية فيها بالكثير من المواضيع المشابهة، وحاولت أن أشتغل بأسلوب مغاير . < هناك نقاش سائد بخصوص الأفلام التلفزيونية والسينمائية بالمغرب، وهناك من يعتبر الأولى أقل شأنا من الثانية؟< أعتقد أن الأفلام التلفزيونية في المغرب أحسن من نظيرتها السينمائية، سواء على المستوى التقني أو المواضيع المعالجة، فهناك أفلام تلفزيونية تستحق أن تذهب إلى السينما، وفي المقابل هناك أفلام سينمائية لا تستحق حتى المرور في قناة «يوتوب» على الأنترنت ولا أن تشاهد حتى بالمجان، وعادة ما نطلق وصف «مخرج سينمائي» على شخص بنوع من الانبهار في الوقت الذي هناك مخرجون في التلفزيون أحسن منهم بكثير، إذ رغم أموال الدعم الطائلة التي تصرف على الأفلام السينمائية في المغرب، إلا أن هناك سوء تدبير لها بدليل أن هذا الكم من الأفلام لا يحقق إلا القليل منه بعض النجاح المطلوب. < وأين يكمن المشكل في نظرك؟< من الصعب تحديد جهة واحدة معنية بالمشكل، فهناك نوع من التيه حول ماهية السينما التي نريد بالمغرب، ونتعامل بمنطق «إما أبيض أو أسود»، وننسى أن المطلوب هو احترام أذواق الناس وميولاتهم، فالمفروض أن تكون هناك سينما شعبية موجهة إلى أوسع الفئات، وسينما عالمة مثقفة موجهة إلى النخبة ويمكن أن تسوق خارج المغرب وتمثله في المحافل الدولية. < إذن استحضرت هذا المعطى خلال اشتغالك على «الطريق إلى كابول» وفضلت إخراج عمل سينمائي فكاهي وشعبي وحركي؟< ربما، لأنه عندما دخلت إلى مجال السينما، كان أمامي هدف واضح وهو استقطاب أكبر عدد من المشاهدين. لم يكن يهمني المشاركة في المهرجانات لأنها لا تعنيني أصلا. ما يهمني هو عودة الناس والعائلات إلى القاعات السينمائية التي هجروها ليس بسبب مشكل القاعات فقط بل ولرداءة ما يقدم لهم فيها. < اهتمامك بالحكاية الشعبية في عملك الأخير يبدو أنه سيتواصل مع عمل آخر هو «حديدان في كيليز»؟< تجربة «حديدان» مختلفة، لأنها مبنية على عمل سبق الاشتغال عليه وحقق نجاحا وانتشارا عبر مواسم، فيبقى التحدي بالنسبة إلي هو عدم تكرار هذا العمل الناجح، وتخيل ما يمكن أن يضاف إليه، خاصة بالتركيز على الجانب الكوميدي ونقل «حديدان» بقفشاته وحيله إلى زمننا هذا وكيف يمكن أن يتصرف. ـ هل هناك مشروع عمل سينمائي في الطريق تتمكن فيه من مواصلة نجاح «الطريق إلى كابول»؟< نجاح هذا الفيلم رفع سقف الاشتغال بالنسبة إلي، وهو ما جعلني لا أشتغل على عمل آخر لمدة جاوزت خمس سنوات، إذ تلقيت سيناريوهات كثيرة كما كتبت بعضها، وتقدمت هذه السنة بمشروع فيلم إلى المركز السينمائي المغربي كان مصيره الرفض، < وهل تبدو لك مسألة عادية خاصة أن فيلمك السابق حقق أعلى إيراد في تاريخ السينما المغربية؟ـ لا أملك إلا أن أردد العبارة الشهيرة «إذا كنت في المغرب فلا تستغرب»، ولا أعتقد أن اشتغالي في السينما سيتوقف على أموال دعم «السي سي إم».أجرى الحوار: عزيز المجدوب

التلفزيون في المغرب أحسن من السينما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق مع مدير سلسلة فندقية بالقنيطرة

الاعتداء على مريض بالسكري شرب الماء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات