زيارة مفاجئة: “ترمضينة” وفوضى بـ”سيرفيس دي مين”

تجهيزات إلكترونية معطلة بمركز جنوب البيضاء واكتظاظ وصراخ اعتاد زوار مركز تسجيل السيارات البيضاء- المنطقة الجنوبية، على أجواء الاكتظاظ والفوضى في تدبير هذا المرفق العمومي، بالنظر إلى اتساع المجال الترابي الذي يغطيه، وضعف الموارد البشرية التي تسهر على تقديم خدماته للمرتفقين. كانت الساعة تشير إلى الواحدة من زوال الأربعاء الماضي، حين ولجت باب المركز، تحت زخات مطرية خفيفة، ساهمت في تخفيض حرارة الطقس، في زيارة مفاجئة للوقوف عند أجواء العمل في أحد المرافق العمومية، التي تعرف إقبالا كبيرا للمرتفقين من مختلف الفئات والأعمار، ويتعلق الأمر بمركز تسجيل السيارات للدار البيضاء المنطقة الجنوبية بعمالة الحي الحسني، الذي يجتاز فيه يوميا عشرات المواطنين امتحانات الحصول على رخص السياقة، والمئات من الزوار الراغبين في استلام رخص السياقة والبطائق الرمادية، وتغيير الرخص، وطلب رخص أخرى في حالة الضياع.بالصدفة، كان أول مشهد في مدخل المؤسسة، هو حارس أمن خاص، بدا "مرمضنا"، وهو يصرخ في وجه زملائه، بأنه سيرتكب بعض الحماقات، إذا لم يتم احترامه. حمل قنينة ماء، ظن الجميع أنه سيهرع إلى الإفطار، نزع القبعة ، ليصب الماء فوق رأسه، و:انه يريد إطفاء "لهيب" في رأسه، قبل أن يعود إلى داخل المركز، في حالة غضب ونرفزة أمام ضحك زملائه.حوالي أربعين مواطنا ينتظرون وسط بهو المركز، المناداة عليهم، وفق أرقام الترتيب التي يتحصلون عليها عند باب القاعة. وأمام تعطل التجهيزات الإلكترونية الموضوعة أمام مكاتب الموظفين الخمسة المكلفين بتقديم الخدمات، تحول حراس الأمن الخاص إلى "براح" ينادي بصوت مرتفع على الأرقام. في لحظة، تحول بهو المركز إلى ما يشبه حلقة تدنو من مكاتب الموظفين، وقد أعياها طول الانتظار، قبل أن يصرخ حارس أمن في وجه الجميع "رجعوا اللور، تانعيطوا عليكم"ّ، أمام احتجاج الموظفين المتعبين وراء شاشات الحواسيب، ومئات البطاقات الرمادية الموضوعة فوق مكاتبهم.في تلك الأثناء، تهتز القاعة على صراخ أحد المواطنين، في وجه موظف في الشباك الأيسر، "ادعيتك لله، أنت يهودي ماشي مسلم". حاول أن يقتحم عليه الحاجز الزجاحي، لولا تدخل حراس الأمن الخاص، وعدد من المواطنين، الذين حاولوا تهدئته. خرج المسؤول من مكتبه، واتجه نحو الموظف ليسأله عن سبب المشكل، وصراخ الشخص المذكور، لكن بعد فحص أوراقه، تأكد أنه غير معني، وأنه مجرد "مرافق" لشاب آخر أخبره الموظف أنه غير مسموح له بقضاء الغرض، الذي أتى من أجله، لسبب بسيط هو أنه يحمل بطاقة وطنية مسجلة بأيت ملول، في الوقت الذي يقول إنه يقطن بالحي الحسني.أمر مسؤول المصلحة الملتحق أخيرا، بالمركز، بعد تنقيل المسؤول السابق، الشرطي الذي يعمل بالمركز بإخراج الشخص المسبب للفوضى، مخاطبا إياه "اتقيت فيك الله في هاد رمضان"، وهدد بمتابعته بتهمة "إهانة موظف أثناء مباشرته لمهامه"، لأنه أثار الفوضى وتهجم على موظف، في الوقت الذي لم يكن معنيا بالوثيقة المطلوبة.ويعالج المركز يوميا حوالي 600 ملف (بطاقة رمادية ورخص السياقة)، ناهيك عن اجتياز 180 شخصا لامتحان الحصول على رخصة السياقة، في الوقت الذي لا يتعدى عدد الموظفين الذين يقدمون هذه الخدمات أمام حواسيبهم، سبعة يعملون في ظروف تعكس صورة المرفق العمومي وضعف الحكامة، في الوقت الذي وعدهم الوزير المكلف بالنقل بتحسين شروط العمل.والمثير خلال هذه الزيارة المفاجئة للمركز هو الدور السلبي لبعض حراس الأمن الخاص، الذين عوض أن يساهموا في التنظيم وإرشاد المرتفقين، بناء على التعليمات التي يجب أن يتلقوها من مسؤولي المركز وموظفيه، لتسهيل العمل، يضطر المسؤول إلى التدخل لضبط "الفوضى" التي يتسبب فيها بعض من كلفوا بالتنظيم والأمن، لا لشيء سوى لأنهم لا يعرفون بالضبط مهمتهم، ويتدخلون بدل الموظفين في شؤون ليست من اختصاصهم. برحو بوزياني

زيارة مفاجئة: “ترمضينة” وفوضى بـ”سيرفيس دي مين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زوجي يبتزني بصور عارية

مديح: ضيعنا الفوز بموريتانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات