الهراويين … رمضان بنكهة المخدرات

الشرطة نجحت في تشديد الخناق على مروجيها وحالة استنفار في صفوف المدمنين الطريق لاقتناء المخدرات بمنطقة الهراويين بعمالة مولاي رشيد بالبيضاء، في هذا الشهر الكريم، لم تعد مفروشة بالورود مقارنة مع الفترات الماضية، التي كانت بـ"العلالي"، بعد أن شنت مصالح الأمن، خصوصا الفرق المتنقلة، حملات أمنية يومية ضد مروجي المخدرات منذ اليوم الأول من رمضان، أسفرت عن اعتقال أزيد من سبعة مروجين وحجز العشرات من الكيلوغرامات من مخدر الشيرا وكميات من الأقراص المهلوسة.ورغم هذه الصرامة الأمنية غير المسبوقة، يغامر العشرات من المدمنين بالتوجه إلى الهراويين لاقتناء حاجتهم من المخدرات. تعد رحلتهم محفوفة بالمخاطر، قد تكلف صاحبها السجن، سيما أنه كلف من زملاء له باقتناء المخدرات نيابة عنهم، مقابل عمولة يحصل عليها."الصباح" رافقت اثنين من المتطوعين لاقتناء هذه السموم، وكان الاقتراح أن يكون الانطلاق إلى الهراويين على الساعة الثانية زوالا، إلا أن المرافقين، حددا التوقيت في الرابعة والنصف عصرا، لأنه حسب قولهما: " هذا هو وقت الخدمة ديال البزنازة".الانطلاق إلى مكان وجود "بزنازة" الهراويين، يكون من منطقتين الأولى بحي المسيرة، والثانية قرب مقهى شهير بحي لالة مريم، حيث تتجمع الدراجات ثلاثية العجلات لنقل المواطنين إلى المنطقة.رفض المرافقان ركوب الحافلة أو سيارة أجرة من الحجم الكبير، للوصول إلى الهراويين، وبررا ذلك أن محطتهما بعيدة عن مكان وجود المروجين، الذين يفضلون الاشتغال في أحياء مهمشة لا تتوفر فيها طرق معبدة حتى يحظوا بفرصة الفرار في حال داهمتهم الشرطة أو الدرك الملكي.استغرقت الرحلة على الدراجة 20 دقيقة، صوب منطقة "دار الحمراء" التي تعتبر معقل مروجي المخدرات، إلا أنها صارت خالية عن عروشها، إذ اختفى مروجو المخدرات، وانتشر العشرات من المدمنين، ينتظرون "سقوط الغيث"، قبل أن يطالبهم بعض سكان المنطقة، باتخاذ الحيطة والحذر من الشرطة التي كثفت من حملاتها وأسقطت العديد من مروجي المخدرات في أقل من ثلاثة أيام.ظل الجميع يترقب ظهور أحد المروجين، دون جدوى، لدرجة انفعل بعض المدمنين إلى حد الشراسة، إذ لم يتقبل أن يعود خاوي الوفاض، فجأة ظهر مروج مخدرات، تجمهر حوله المدمنون، بسرعة كبيرة وعيناه تراقبان المكان خوفا من الشرطة، إذ تمكن من بيعهم قطعا من الشيرا، قبل أن يختفي عن الأنظار.انتهت العملية الأولى بنجاح، وتمكن المرافقان من الحصول على غايتهما من المخدرات، لكن ما زال أمام أحدهما مهمة أخرى، وهي اقتناء أقراص مهلوسة، ما يستدعي الانتقال إلى "دوار الحواتا" حيث يوجد متخصص في ترويج هذا النوع من المخدرات.كانت الطريق إلى الدوار محفوفة بالمخاطر، شباب أثر صوم رمضان على سلوكهم بشكل كبير، أغلبهم مدمنون، ومستعدون لإثارة مواجهات مسلحة لأتفه الأسباب.كما هو الأمر بالنسبة إلى منطقة "الدار الحمراء"، لا وجود للمروجين، الكل غادر المنطقة خوفا من مداهمات الشرطة.استدعى الحصول على الأقراص وقتا طويلا والانتقال بين الأحياء العشوائية للدوار، كل ذلك حيطة من مروج أن تكون عناصر الشرطة مندسة بين الزبناء.في طريق العودة اصطف العشرات من المدمنين، منهم من يسارع الخطى لاقتناء حاجته من المخدرات، وآخرون بدت الفرحة على وجوهم بعد أن ظفروا بغنيمتهم. ظلت الوجهة الأخيرة مروجا للمعجون بحي مولاي رشيد، سارع المرافقان للوصول إلى منزله، خوفا من نفاد هذا المخدر الذي يلقى إقبالا كبيرا في رمضان، سيما من مدمني الخمور، وفعلا كما تم التوقع، كان أمام الباب طابور، سرعان ما اختفى مع قرب أذان المغرب.م . ل

الهراويين … رمضان بنكهة المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدولة تشجع على الترفيه

المؤتمر يفتح النار على "البام"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات