الدولة تشجع على الترفيه

3 أسئلة < يشهد رمضان ممارسات متناقضة، ففي الوقت الذي يتوجه فيه البعض للمساجد، يفضل السهرات والترفيه، ما تعليقك؟< ليس هناك تناقض، ما يراه البعض تناقضا، هو في الحقيقة نتيجة طبيعية لمجتمع غير متجانس، لا يمكن أن نجد نمط عيش واحدا، هناك طبعا اختيارات مختلفة، ففي الوقت الذي يرى البعض أن رمضان شهر للعبادة، يعتبر آخرون مناسبة للانفتاح أو القيام بأنشطة أخرى، من قبيل التوجه إلى المسارح والسهرات والسمر مع الأصدقاء.هناك ملاحظة جد مهمة، وهي أن الدولة من يدفع في هذا الاتجاه، لسبب واحد وهو تفادي الركود الاقتصادي في رمضان، وإخراجه من الخمول، إلى حركية والأنشطة الترفيهية، تخلق الحيوية داخل الشهر، كما أن الدولة تسعى بهذا التوجه إلى محاربة بعض السلوكات اللصيقة برمضان، مثل " الترمضين"، و"تعكر المزاج". فالدولة بقرارها هذا، توجه رسالة واضحة، أن الإنسان حر في طقوسه الرمضانية، فمن أرد التعبد بالمسجد، أو بالمنزل فله ذلك، ومن أراد السهر والترفيه عن النفس، أعدت له الدولة فضاءات لاستقباله، مثل المقاهي والمطاعم وحتى المسابح، كما يشهد هذا الشهر، إشراف جمعيات وأحزاب وحتى الدولة على تنظيم ندوات فكرية ومحاضرات، من أجل تفادي المواطن الروتين المفترض في هذا الشهر ومساعدته على تكسيره. < رغم أن رمضان شهر للعبادة، تنتشر فيه ظواهر محرمة دينيا مثل القمار والدعارة والمخدرات، ما رأيك؟< هذا صحيح، والجميع يعاين انتشار سلوكات مشينة ومحرمة بعد الإفطار مباشرة، وبشكل مبالغ فيه، والسبب في نظري، أن هناك مواطنين يعتبرون رمضان شهر حرمان وليس صوم واحتساب، أي أنه ملزم ومجبر على وقف سلوكات وممارسات اعتاد ممارستها في باقي الشهور الأخرى، وبالتالي هناك من يعوض عن ذلك الحرمان بأنشطة بدورها محرمة، إما تعاطي المخدرات أو القيام بسلوكات منافية للأخلاق، مثلا نجد أن رمضان يشهد إقبالا كبيرا على الدعارة، لدرجة أن العديد من الشوارع بأشهر المدن المغربية صارت في هذا الشهر الفضيل تنافس أحياء أوربية مشهورة بالدعارة. والملاحظ أن ما يجعل هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في رمضان أنه في الأيام العادية، تمارس في أي وقت، أما في رمضان، تكون ممارستها محصورة بالليل، ما يجعل الإقبال عليها يتم في وقت زمني محدد. < في نظرك، هل هذه السلوكات قد تكون لها ردود أفعال من قبل متشددين، على أساس أن رمضان شهر عبادة؟ < لا أعتقد أن هذه الفئة قادرة على إحداث رد فعل ثوري داخل المجتمع، بل هي قليلة ومحاصرة، بل الأكثر من ذلك أن المجتمع المغربي، يقفل باب التطرف، وكل ما نعاينه من حالات رافضة للسهرات والترفيه في رمضان، ما هي إلا استثناء، وردود أفعال فردية، غير مؤثرة بالمرة داخل المجتمع.حاوره : مصطفى لطفي* أستاذ علم الاجتماع

الدولة تشجع على الترفيه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكوكايين ... مدمنون بين النشوة والحذر

الهراويين ... رمضان بنكهة المخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات