الكوكب … موسم التناقضات

فراغ البداية وصراع الورزازي ومربوح ونقابة اللاعبين أبرز الأسبابقدم الكوكب المراكشي لكرة القدم، موسما متباينا، بين أداء موفق في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي ، إذ ضمن مقعدا في دور المجموعتين، وأداء كارثي في منافسات البطولة الوطنية، إذ عانى كثيرا قبل أن يفلت من النزول إلى القسم الثاني.واستفاد الفريق المراكشي من تعثر الفرق المنافسة له على البقاء، بعد أن فشل في تحقيق الفوز في المباراتين الأخيرتين، ليضمن بقاءه بالقسم الأول. حصيلة مخيبةوضع مشجعو الكوكب أيديهم على قلوبهم إلى آخر دورة، من أجل الاطمئنان على بقاء الفريق بالقسم الأول، بعد أن كانوا في الوقت ذاته من الموسم الماضي، منتشين باحتلال الفريق للرتبة الثالثة في الترتيب العام، وضمان التأهل إلى كأس «الكاف».عاش الكوكب العديد من المحطات والأحداث التي ساهمت بشكل كبير في الأداء المتذبذب الذي قدمه في منافسات البطولة، التي اختتمها في الرتبة 14 برصيد 30 نقطة جمعها من 7 انتصارات، و9 تعادلات، مقابل 14 هزيمة، وتلقت شباكه 30 هدفا، في حين أحرز 23 هدفا، أغلبها بواسطة المدافع أحمد شاكو ولاعب وسط الميدان محمد الفقيه من ضربات ثابتة، في ظل غياب مهاجمين قادرين على إحراز الأهداف.وفي وقت كانت الفرق تستعد للموسم، وتشحذ أسلحتها، كان الكوكب يعيش على إيقاع الجموع العامة العادية والاستثنائية، بعد أن قرر الرئيس السابق فؤاد الورزازي التنحي عن الرئاسة، دون أن ينجح العديد من المتدخلين في ثنيه عن قراره، ليترك رحيله فراغا تسييريا استمر ما يقارب شهرا، قبل أن يترشح محسن مربوح لخلافته في الرئاسة.وكان للفراغ الذي عاشه الفريق في وقت حساس، تأثير سلبي على استعداداته للموسم الجاري، إذ بدأ الشك يراود اللاعبين حول مستقبلهم، في ظل قرار رحيل الرئيس، كما كان الشأن بالنسبة للطاقم التقني بقيادة هشام الدميعي الذي شعر بالفراغ أكثر من أي طرف آخر، سيما في ظل العلاقة التي كانت تجمعه بالرئيس السابق فؤاد الورزازي. التغيير يولد التغييربعد انتخاب محسن مربوح رئيسا جديدا للفريق، شكل مكتبا مسيرا من أشخاص أغلبهم يفتقد الخبرة الكافية في ميدان التسيير، دون أن تكون هناك محاولة لاستثمار النجاح الذي حققه الفريق في ثلاثة مواسم الماضية، إذ حقق خلالها العودة إلى القسم الأول واحتل الرتبة الرابعة في الموسم الذي تلاه والرتبة الثالثة في الموسم الموالي. منذ انتخاب محسن مربوح رئيسا جديدا للكوكب، ظهر جليا أن علاقته بالمدرب هشام الدميعي، يطبعها فتور تحول في ما بعد إلى غياب تام للتفاهم وتباعد في وجهات النظر، لتتطور الأمور إلى انفصال بين الطرفين، بعد أن توالت الوقائع التي وسعت الهوة بين الجانبين، ليشكل ذلك آخر رابط بالمواسم الماضية، قبل أن يتم التعاقد مع حسن بنعبيشة في نهاية فترة الذهاب. غياب امتياز الجمهورتأثر الكوكب المراكشي كثيرا باللعب دون دعم الجمهور في بداية الموسم المنتهي، بعد قرار إلترا ”كريزي بويز” مقاطعة مباريات الفريق، بدعوى المطالبة برحيل أعضاء بالمكتب المسير، وساهم ذلك بشكل كبير في تواضع النتائج، إذ بات الملعب الكبير لمراكش شبه فارغ، خلال مواجهة الكوكب لضيوفه.وزادت معاناة الكوكب بقرار غلق الملعب الكبير لمراكش من أجل تبديل عشبه بآخر يتناسب مع فترة الشتاء، ما اضطر الفريق إلى استقبال أولمبيك آسفي ونهضة بركان بأكادير، في الدورتين 9 و11، إذ انهزم في الأولى بهدفين لواحد، وتعادل في الثانية من دون أهداف، قبل أن يعود للاستقبال بملعب الحارثي خلال مباراة اتحاد طنجة، في الدورة 13، دون أن يفلح في الفوز، إذ انهزم بهدف لصفر. الصراعات الشخصيةمع توالي الدورات، طفا على السطح صراع ظل خفيا لمدة، بين الرئيس محسن مربوح وسلفه فؤاد الورزازي الذي يشغل منصب نائب الرئيس في مكتب مربوح.وأكدت مصادر من داخل الكوكب أن الورزازي نصح مربوح بالحفاظ على علاقة جيدة مع الدميعي والعميد نيلسون فايغا، من أجل السير على الطريق ذاته الذي سار عليه الفريق في المواسم السابقة، غير أن مربوح لم يستسغ تلقي النصيحة، وحاول أن يظهر أن بإمكانه النجاح بأسلوب جديد.وتزايدت حدة الصراع بين الطرفين إلى أن وصل ذروته نهاية الموسم، بعد أن ظل مربوح يحاول أن يحبط كل محاولة من الورزازي للتدخل في القرارات، بل حتى المنح التي كان يقدمها الأخير للاعبين في بعض المباريات، كان مربوح يقلل من شأنها، قبل أن يلمح في إحدى خرجاته الإعلامية إلى أن الورزازي يسعى إلى عرقلة عمله.وذهب مربوح إلى حد الحديث عن وجود أشخاص يحاولون زرع الفتنة داخل الفريق، ما رد عليه الورزازي بإعلان رحيله عن تسيير الفريق، بعد نهاية الموسم.مازالت فصول الصراع بين الطرفين، متواصلة إلى ما بعد نهاية الموسم، إذ يحاول فؤاد الورزازي، رغم إعلان رحيله، استقدام لاعبين للفريق، بدعوى أنه يحب الكوكب، ولن يدخر جهدا في الفوز بصفقات تتطلب الحسم، قبل تدخل فرق أخرى، في حين أن مربوح يقلل من ذلك، ويحاول أن يتحكم في كل شيء، من خلال الإعلان أن أي تعاقد يجب أن يكون بعلمه وموافقته. "النقابة" وسط اللاعبينساهم عدم اكتراث مسؤولي الفريق، بقرب انتهاء عقود العديد من اللاعبين، والمبادرة إلى تجديد عقود المجتهدين منهم، وقرار حسن بنعبيشة الاحتفاظ بجميع اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، إلى تولد تيارات داخل المجموعة المراكشية تزعمها لاعبون أحسوا بقرب رحيلهم عن الفريق، ليصبح همهم الوحيد هو تحصيل مستحقاتهم العالقة بذمة الفريق، بل سمح بعض اللاعبين لأنفسهم بتحريض زملائهم على مقاطعة التداريب والمطالبة بمستحقاتهم، في حين كان المدرب عاجزا عن اتخاذ قرارات زجرية في حقهم بحكم حاجة الفريق إليهم، من أجل خوض المنافسات القارية التي لم يكن ممكنا خوضها باللاعبين الشباب، بحكم أن أسماءهم غير مدرجة باللائحة الإفريقية، ليضطر بنعبيشة إلى مسايرة الوضع إلى حين نهاية الموسم. "كاف" ... الفرحة المكلفةشكل التأهل إلى دور المجموعتين من كأس الاتحاد الإفريقي، نقطة الضوء الوحيدة في مسيرة الكوكب المراكشي هذا الموسم، غير أن ذلك كان مقابل تضحيات كبيرة، إذ عانى الفريق كثرة المباريات والتنقلات، ليضطر في الفترة الأخيرة إلى لعب ثلاث مباريات في أسبوع، في أكثر من مرة، فظهر العياء على لاعبيه، في وقت كانوا مطالبين ببذل جهد مضاعف من أجل تفادي النزول، ليفشلوا في تحقيق الفوز في المباراتين الأخيرتين، وكاد الفريق أن يفقد مكانه بالقسم الأول، لولا تعثر الفرق المنافسة له.ويبدو أن تأثير المنافسة في الواجهة القارية، سيتواصل أيضا في الفترة المقبلة، إذ تسمح قوانين ”كاف” بإضافة خمسة لاعبين فقط إلى اللائحة الإفريقية لكل فريق، بعد المرور إلى دور المجموعتين من بين اللاعبين الجدد الذين يجري انتدابهم في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في حين أن تسعة لاعبين من المسجلين في اللائحة الحالية، ستنتهي عقودهم بنهاية يونيو الجاري، ما سيضع الفريق أمام إكراه التجديد لأربعة لاعبين منهم على الأقل. الهاكي... أولى الصفقاتنجح الكوكب المراكشي في الظفر بصفقة المهدي الهاكي، لاعب شباب المسيرة، وأحد أفضل اللاعبين بالقسم الثاني.واستغل الكوكب نهاية عقد الهاكي مع شباب المسيرة، ليقنعه بتوقيع عقد أولي لسنتين.واستغل الفريق المراكشي أيضا تأخر الفتح الرياضي في الاجتماع بوكيل أعمال اللاعب لانشغاله بالاحتفال بالبطولة.وكان المهدي الهاكي (25 سنة) قريبا من الانتقال إلى لوهافر الفرنسي قبل ثلاثة مواسم، إذ سافر إلى فرنسا وخاض تداريب مع الفريق، إلا أن مسؤولي شباب المسيرة رفضوا تسريحه. الفقيه... المنقذفرض محمد الفقيه، لاعب الكوكب المراكشي نفسه نجما للفريق خلال الموسم الجاري، بتحمله مسؤولية تسديد ضربات جزاء حاسمة، ومساهمته في إحراز عدد من الأهداف، في أول موسم له مع الفريق.وتسلم الفقيه مهام تسديد ضربات الجزاء بعد أن فشل في تسجيلها زميله أحمد شاكو، لينجح اللاعب السابق للرجاء الرياضي وشباب المسيرة في تسديد جميع الضربات التي تولى تنفيذها.وتألق الفيقه في أغلب مباريات الكوكب هذا الموسم، ما جعل عدة أندية تتحرك لضمه في الموسم الجاري.ويطالب أعضاء من داخل المكتب المسير بالتحرك لمراجعة عقد الفقيه، ومنحه شروطا أفضل من تلك المتضمنة في عقده الحالي، خصوصا منحة التوقيع، التي تعتبر الأضعف في الفريق.إعداد: عادل بلقاضي (مراكش)

الكوكب … موسم التناقضات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختطاف قاصر وهتك عرضها بالبيضاء

الفرنسي أبو ميمونة أمام الجنايات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات