مطيع يشكل خلايا سرية

الشـــادلــي... بقلب مفتوح لم يكن المغرب، في السابق، يعرف تيارات إسلامية بمفهومها الحركي، إذ كان المغاربة يمارسون شعائرهم الدينية بشكل فردي إلى أن برزت في الساحة حركات إسلامية، يغيب عن الكثير ظروف نشأتها وتطورها وعلاقاتها مع التيارات الإسلامية بالخارج. وانصب الاهتمام على هذه الحركات بعد الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب، خاصة تفجيرات 16 ماي 2003، التي تلتها اعتقالات واسعة في صفوف الحركات الإسلامية. يحدثنا عبد الكريم الشاذلي، أحد معتقلي هذه الأحداث الذي عايش مسار تأسيس التيار الحركي الإسلامي بالمغرب، من خلال حلقات حول أبرز المحطات التي ميزت تطور الحركة الإسلامية بالمغرب وما نتج عنها من انقسامات في صفوفها وتفرعها إلى جماعات متعددة. ركز خلال فترة التأسيس على القطاع التلاميذي ركز عبد الكريم مطيع، الذي كان أستاذا بثانوية محمد الخامس، وإبراهيم كمال الأستاذ بثانوية 2 مارس، على التلاميذ الذين كانوا يدرسون عندهما من أجل استقطابهم وإقناعهم بالأفكار التي كانوا يروجون لها، وذلك بشكل سري في شكل خلايا، وكنا نجتمع في أمكنة، يطلق عليها حينها، الكهوف، وهي عبارة عن دور في مناطق مختلفة تعقد فيها الاجتماعات، وهذه الدور إما تكون في ملكية صاحبه، أو يتم كراؤها، يستعمل بشكل خاص في الجلسات السرية، وكان هذا الأمر جديدا بالنسبة إلى الحركة الإسلامية. وكانت النقاشات تتمحور بشكل أساسي على تدارس فكر السيد قطب، من خلال كتبه "معالم في الطريق" و"هذا الدين" و"المستقبل لهذا الدين" وبعض كتابات أخيه محمد قطب، خاصة كتابه "جاهلية القرن العشرين"، كما نتدارس في مجال التفسير كتاب "في ظلال القرآن" للسيد قطب. كانت هذه هي المنظومة المرجعية، كما كان يسميها محمد عابد الجابري، التي كان يستند إليها عبد الكريم مطيع، الذي عمد إلى تشكيل خلايا عين على رأس كل واحدة منها أميرا، وكنا نتدارس، في الجلسات السرية، كتب السيد قطب، وعند الانتهاء من النقاش يتم توزيع منشورات، التي كان عبد الكريم مطيع يتكفل بنفسه بكتابتها وتهم أحد المواضيع من التاريخ الإسلامي، مثل موضوع غزوة بدر على سبيل المثال، بعد أن يجري دراسة حولها وحول مغازيها والدروس التي يتعين استنباطها منها، ونتكفل بكتابتها بواسطة الآلة الكاتبة، وذلك بغرض توزيعها، وكانت هذه العمليات تنجز بتمويل خاص من الأفراد، إذ لم تكن تتطلب تكاليف كبيرة. تأسيس الشبيبة الإسلامية قرر عبد الكريم مطاع، بعد فترة من المخاض، تأسيس الشبيبة الإسلامية، وحاول الحصول على ترخيص، لكن محاولاته باءت بالفشل، بفعل تلكؤ السلطات في تمكينه من رخصة إنشاء الجماعة، غير أنه سيستفيد من الترخيص لاحقا، ربما لأن السلطات كانت ترغب، حينها، في ضمان نوع من التوازن بين الإسلاميين واليساريين، فأصبحت الشبيبة الإسلامية حركة مرخص لها. وتلخص عملنا على الساحة في الاستقطاب والصراع مع التيار اليساري في الثانويات. وما زلت أذكر، حينها كنت أدرس في ثانوية مولاي عبد الله، أننا كنا نشكل مجموعة من عشرات الأفراد من الشبيبة، جلهم كانوا يمارسون فنون القتال، وعندما تحصل ملاسنات مع بعض أفراد التيار اليساري، يتم النهل عليه بالضرب، وذلك بعد أن يصعب معالجة الخلاف بالفكر، علما أنه خلال ذلك الفترة لم تكن لدينا القدرة الفكرية على الرد على هؤلاء بالجدال، كان البعض يرجع إلى بعض الكتب الإسلامية للرد على اليساريين، مثل كتب المفكر العراقي محمد باقر الصد، خاصة كتابيه "اقتصادنا" و"فلسفتنا"، وبعض الكتب الأخرى لحسين فصل الله في قضية المنطلق، لكن أهم مرجع يظل كتاب "فلسفتنا"، الذي حاول من خلاله باقر الصدر الرد على نظرية المادية الجدلية لكارل ماركس ، فكان البعض يرجع إليه للرد على اليساريين، لكنهم كانوا قلة. عبد الواحد كنفاوي

مطيع يشكل خلايا سرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حـنــان الأمــهـات

الصحوة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات