القصر يؤدي فاتورة باهظة عن صحافيين

صحافيون في ركاب الحسن الثاني كان الملك الراحل الحسن الثاني، دائم التنقل خارج أرض الوطن، في إطار دبلوماسية متنقلة جابت أرجاء العالم. وفي كل زيارة، كان حريصا على أن يصطحب معه ممثلي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة، بل ويطالع ما أذيع وبث ونشر في الصحف الورقية.من خلال روايات الصحافي المخضرم، محمد نافع، صحافي ورئيس تحرير سابق بيومية "الأنباء" الرسمية، ويشتغل حاليا في أسبوعية "لوريبورتير"، وله مؤلفات بينها "المغرب السعودية، علاقة أخوين"، و"الإمارات علاقة توأمة" و"فؤاد عالي الهمة أو السياسية بطريقة أخرى" بالفرنسية، (من خلال هذه الروايات) نقف على طرائف وقعت بين الملك الحسن الثاني والصحافيين وبعض زعماء العالم.إعداد: أحمد الأرقام غطت الأنباء المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الصحراوية من المستعمر الإسباني، بطريقة سلمية بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة، وذلك كما هو معروف في 1975، إذ ضاعفنا نسخ الطبع من 20 ألف نسخة إلى 200 ألف على طبعتين، الأولى على الساعة الثالثة زوالا والثانية في الرابعة صباحا، وفي الخامسة ترسل نسخ القصر داخل ظرف من الحجم الكبير، مكتوب عليه " نعم سيدي أعزك الله".ويعرف الجميع أن الملك الحسن الثاني طوق قرار المسيرة الخضراء بالسرية اللازمة، وهو يعد العدة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية بمسيرة شعبية شارك فيها 350 ألف مواطن ومواطنة.كلف فريق إعلامي بتغطية الحدث، وأقمنا في فندق من أربعة نجوم بمراكش، ووقع حادث على ما أتذكر، إذ أن صحافيا حينما أراد تناول الأكل وجد حشرة صغيرة في الصحن، فأخبر باقي الصحافيين ليعبروا عن احتجاجهم بعدم إيلاء أهمية لنوعية الوجبات الغذائية التي يجب أن تكون في المستوى.عرف مولاي أحمد العلوي، وزير الدولة بما حدث، فانتقل إلى المكان، وعبر عن رفضه للأمر بل وساند المحتجين بدوره، وطلب حضور مدير الفندق على الفور لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، لكنه استغرب لفرار المدير واختبائه في مكان ما، خوفا أن يطوله عقاب ما، فلم يجد الوزير سوى مساعد مدير الفندق، الذي اعتذر عن الخطأ، فتم الاتصال بالقصر الملكي ليتم بعدها نقل الصحافيين إلى فندق آخر.غطى حدث المسيرة الخضراء 150 صحافيا ينتمون إلى مؤسسات إعلامية من دول مختلفة، كنا نستقبل بعض الصحافيين في الفندق لتقديم توضيحات تخص ملابسات المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء، كان الصحافيون الأجانب يتناولون وجبات معنا، ومنهم من كان أيضا يتناول المشروبات الكحولية،ليتم تسجيل ذلك على حساب الغرف التي كنا نقطن فيها، على اعتبار أن الوزارة ستؤدي لنا كما جرت العادة بحكم تجندنا لتغطية حدث يهم الوطن بأكمله. كشف سر الفاتورة مرت الأيام على هذا المنوال إلى أن دخل علينا وعلى حين غرة، أحمد الطيب بنهيمة، وزير الأنباء، صارخا محتجا على توصله بفاتورة الإقامة بفندق بمراكش، التي اعتبرت كبيرة جدا، تتجاوز بكثير ما يخصصه وزراء الحكومة من نفقات في الإيواء والأكل بأي فندق، لم أعد أذكر فعلا حجم القيمة المالية للفاتورة التي يجب تسديدها، لكن أتذكر جيدا أن المبلغ كان كبيرا. طلب منا بنهيمة كشف سر الفاتورة المرتفعة الثمن، فكان جوابنا أن الصحافيين الأجانب (ما بين 10 و 15) كانوا يأتون يوميا إلى هنا للتزود بمعلومات إضافية حول ملف الصحراء المغربية، وبالطبع كانوا يأكلون ويشربون. لم يرد علينا بنهيمة، واعتقدنا أننا ارتكبنا خطأ لأننا لم نكن نلتمس من مسوؤلي الفندق مراجعة الفواتير مع كل شخص استهلك منتوجا ما، سواء كان طعاما أو شرابا، شعرنا بالإحراج الشديد، وبعد ذلك أجرى اتصالا هاتفيا بمركز الاستقبال بالفندق، وفهمنا حينها أن الكتابة الخاصة للقصر الملكي ستتكفل بتسديد الفاتورة، وهو ما تم بالفعل، حسب ما علمناهبعد ذلك من الوزير الذي قال لنا بالحرف " على سلامتكم تم حل المشكل، ومرة أخرى ما تعاودوش".

القصر يؤدي فاتورة باهظة عن صحافيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحوة

قائد "مرمضن" يهشم واجهة سيارة بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات