رجاء بودريقة… الرحيل لتفادي “ارحل”

الأزمة المالية وفشل الانتدابات وإغلاق الملعب عوامل عذبت الفريق والأكاديمية وصحوة الطاوسي نقطتا ضوءبعد إنجاز مونديال الأندية والفوز بالبطولة في الموسم الأول من ولاية محمد بودريقة، دخل الرجاء دوامة من المشاكل أثرت على مساره العام، ليتخذ الرئيس قرار الرحيل، في انتظار انتخاب خليفة له في الجمع العام الذي تقرر عقده في 19 يونيو الجاري. ودفع الرجاء غاليا ثمن سوء التدبير الذي أثر على وضعيته المالية، بحكم فشل عدد من الصفقات الكبرى التي قام بها، وتغييرات المدربين باستمرار، قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر هذا الموسم، خصوصا بعد إغلاق ملعب محمد الخامس في وجه الفريق. وزادت طريقة تدبير بودريقة للأزمة في تفاقمها، من خلال خرجاته الإعلامية المثيرة، عوض التركيز على إيجاد حلول للوضع الذي آل إليه الفريق. صفقات اللاعبين... الأخطاء القاتلةأبرزهم جحوح وكادوم وياكوبو والمسعودي ومشاكل في تدبير ملف أوساغوناقام الرجاء بمجموعة من الصفقات الخاسرة للاعبين هذا الموسم كلفته مبالغ باهظة، وانتهى عدد منها في لجنة النزاعات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو لدى القضاء.وتعتبر صفقة أحمد جحوح أبرز صفقة خاسرة قام بها الرجاء هذا الموسم، إذ أن اللاعب الذي كلف الفريق أكثر من مليار سنتيم، لم يلعب مع الفريق، خصوصا بعد التعاقد مع المدرب رشيد الطاوسي.وينتظر أن تتسبب صفقة جحوح في متاعب أكبر للرجاء مستقبلا، إذ أن النادي سيكون بين خيارين أحلاهما مر، فإما تسريحه ودفع تعويضات فسخ العقد من جانب واحد، والتي قد تتجاوز 600 مليون سنتيم، وإما الاحتفاظ به، ودفع أجوره ومستحقاته المالية، علما أنه لا يدخل إطلاقا ضمن أسلوب المدرب.ولا تختلف صفقة سفيان كادوم كثيرا عن صفقة جحوح، بما أن اللاعب الذي جلبه الفريق من الدفاع الجديدي، لم يقدم أي إضافة، ونادرا ما يتم إشراكه في المباريات.واضطر الرجاء إلى الاستغناء عن محمد ياكوبو بإعارته إلى اتحاد أيت ملول أسابيع بعد التعاقد معه بموافقة المدرب السابق رود كرول، كما استغنى عن أحمد المسعودي ثلاثة أشهر بعد التعاقد معه، ليلجأ اللاعب إلى المحكمة للمطالبة بمستحقاته المالية.وفشل الرجاء في تدبير ملف كريستيان أوساغونا، الذي قاطع الفريق منذ بداية الموسم، بسبب خلاف مالي، لتصل القضية إلى الاتحاد الدولي "فيفا"، قبل أن يعود إلى الفريق في يناير الماضي، لكن الفريق دخل معه في خلاف آخر حول مستحقاته المالية، كان من تداعياته اعتراض اللاعب حافلة الفريق قبل توجهها إلى طنجة السبت الماضي.وفي المقابل، يحسب للرجاء قيامه بصفقات أخرى ناجحة، كالتعاقد مع الحارس أنس الزنيتي ولاعب وسط الميدان زهير الواصلي من الهواة واللاعب النيجيري بابا توندي ولاعب وسط الميدان الدفاعي عصام الراقي. ع.م كرول... انطلاقة خاطئةبدأ الرجاء الرياضي موسم 2015 - 2016 بقيادة المدرب الهولندي رود كرول، الذي أشرف على الاستعدادات وأشر على الانتدابات التي قام بها الفريق، لكن المكتب المسير سرعان ما أقاله بسبب أزمة النتائج.وتلقى كرول انتقادات حادة من أوساط الرجاء، أبرزها جاء على لسان لاعبين، مثل عبد الإله حافظي الذي عزا تراجع مستوى الرجاء هذا الموسم إلى فترة الإعداد التي أشرف عليها المدرب الهولندي والمعدي البدني التونسي المهدي المرزوقي.ولم يقض كرول سوى أربعة أشهر على رأس الطاقم التقي للفريق الأخضر، إذ سرعان ما عوضه رشيد الطاوسي، الذي صار المدرب السادس للرجاء في عهد بودريقة.وعين بودريقة امحمد فاخر في السنة الأولى من ولايته، ليقود الفريق إلى الفوز بالبطولة في أول موسم، قبل إقالته بطريقة مفاجئة، وتعيين التونسي فوزي البنزرتي، الذي قاد الفريق في كأس العالم للأندية، لكن سرعان ما تم الانفصال عنه وتعويضه بعبد الحق بنشيخة، الذي لقي المصير نفسه بعد أربعة أشهر تقريبا، ويعوضه رود كرول. وتجرى تعاقدات الرجاء، سواء في ما يتعلق بالمدربين أو اللاعبين، في غياب إدارة تقنية، إذ يشرف عليها في الغالب الرئيس محمد بودريقة ومستشاره رشيد البوصيري. إغلاق الملعب زاد المتاعبتسبب إغلاق المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء في معاناة حقيقية للرجاء الرياضي خلال الموسم الرياضي الجاري، وشكل أحد الأسباب القوية في تأخر الفريق في المنافسة على لقب البطولة الوطنية، ولم يجد إيقاعه الطبيعي إلا في مرحلة الإياب.واضطر الرجاء الرياضي إلى التنقل عبر ثلاثة ملاعب لإنهاء موسمه واستقبال منافسيه ضمن منافسات البطولة الوطنية، واستقبل في الملعب الكبير بمراكش والملعب الكبير بطنجة وملعب العبدي بالجديدة، واضطر إلى قطع مسافات ماراثونية بين الدار البيضاء والمدن الثلاث المذكورة لتأمين استقبال ضيوفه. وشكل التنقل بين الدار البيضاء والمدن الثلاث عامل إرهاق كبير للاعبين، إذ وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التنقل كل أسبوع وقطع المئات من الكيلومترات ذهابا وإيابا من أجل خوض مباريات الدوري أسبوعيا، وهو ما استنزف طاقتهم ولياقتهم البدنية.كما ساهم تغيير الملعب، في إصابة اللاعبين إصابات بالغة تسببت في حرمان الفريق من مجموعة لاعبيه، بل منهم من لم يخض مباريات كثيرة بسبب الإصابات التي تعرضوا لها.وزاد عبء التنقل بين الملاعب الكثيرة في إثقال ميزانية النادي، إذ وجد المسؤولون أنفسهم مطالبين بأداء مصاريف زائدة لتنظيم المباريات والاستقبال بالملاعب المذكورة، علما أن العديد من الأندية تشتكي ارتفاع تكلفة استغلال ملعب مراكش الكبير، لأن الشركة المكلفة بتسييره تطلب التعويضات عن استغلاله قبل خوض أي مباراة فوق أرضيته.كما أن نفقات الملعب ليست وحدها ما يثقل ميزانية الفريق، إذ أن الرجاء وجد نفسه مضطرا إلى أداء مصاريف زائدة بشأن الإقامة والتنقل، ذلك أنه مطالب بتسديد مصاريف الفندق والأكل.صلاح الدين محسن

رجاء بودريقة… الرحيل لتفادي “ارحل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بودريقة يرمي الكرة في مرمى لقجع

ليون يدخل على الخط لضم لزعر

مقالات ذات صلة