الحيطي: بطلات المناخ ضمان لأجرأة الاتفاقيات الدولية

قالت إن قمة مراكش ״كوب 22״ مناسبة لتأطير العلاقات بين تحالفات الطاقات النظيفة والأمم المتحدة أكدت حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، أهمية تعيين مغربية بطلة سامية للمناخ من قبل الأمم المتحدة، بالنسبة إلى التحضيرات الجارية لقمة المناخ المرتقبة في مراكش «كوب 22»، موضحة في حوار مع «الصباح»، أن المنصب الجديد سيتيح تأطير العلاقة بين التحالفات العالمية لدعم الطاقات النظيفة والأمم المتحدة، من خلال أجرأة الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ، وتشجيع تسجيل المبادرات الدولية الخاصة بمكافحة التغيرات المناخية، وتوسيع مجال استخدام الطاقات المتجددة. فيما يلي نص الحوار: < ما تأثير تعيينكم بطلة سامية للمناخ على التحضيرات لقمة المناخ «كوب 22» في مراكش؟< إنه لشرف لي وللمغرب، أن يتم تعييني بطلة سامية للمناخ من قبل الأمم المتحدة، ذلك أنه بعد ميثاق باريس، تقرر للمرة الأولى تفعيل هذا المنصب المستحدث، وحظيت بشرف التعيين فيه إلى جانب بطلة فرنسية. وتظل أهمية هذا المنصب مرتبطة بالمهمة السامية لبطلات المناخ، التي ستدوم إلى غاية 2020، وما يحمله هذا التاريخ من دلالات، تهم المحطة الاستعجالية للتغيرات المناخية، لأنه تبين من الناحية العلمية، أنه ما زال لدينا فرق 14 جيغا طن من الغازات الدافئة، التي يتعين تخفيضها، استجابة لتوصيات قمة المناخ في باريس «كوب 21».هذا الرهان وغيره، كان دافعا لإحداث منصب بطلات المناخ، اللائي سيساهمن في تعبئة جميع الأطراف، من أجل تنزيل توصيات قمة المناخ عبر مشاريع عملية، تستهدف خفض هذه التدفقات الهوائية الضارة. < ما هي أبرز المهام التي ستطلعون بها ضمن منصب بطلة المناخ؟< أستطيع التأكيد في هذا الباب، على وجود ثلاثة مستويات من التدخل بالنسبة إلى بطلات المناخ على الصعيد العالمي، عبر مستوى ريادي أول، يتيح لهن إمكانية التواصل مع جميع قادة وزعماء الدول، من أجل تنزيل السياسات العمومية طويلة المدى، التي تتضمن إجراءات لخفض الانبعاثات، بما يضمن توحيد الرؤى والالتقائية في التوجهات العمومية على المستوى الدولي، فقمة المناخ بباريس مثلا، تضمنت اتفاقا بين الدول لخفض انبعاثات الطاقات الأحفورية، مثل الفحم والبترول وغيرهم من الطاقات غير النظيفة، غير أنه تبين في ما بعد، بعض الدول النامية والاقتصاديات الواعدة، تمنح رخصا لإحداث محطات للفحم، وتصادق على دعم الطاقات المذكورة، ما يحيل على تناقض في السياسات العمومية بين الدول المنخرطة في اتفاق باريس، ويقحم الطاقات المتجددة في سوق غير تنافسي. < ماذا عن الجانب العملي في التدخلات؟< بطبيعة الحال، فالجانب العملي حاضر في المستوى الثاني من التدخلات، إذ يرتبط بالمحافظ على الدينامية التي وفرتها قمتا ليما وباريس، خصوصا على مستوى أجندة الأجرأة، ذلك أنه بعد الاتفاق على هذه الأجندة، خرجت إلى الوجود مجموعة من التحالفات العالمية، من بينها تحالفات الطاقات المتجددة والبنوك والبناء، وكذا الفلاحة والنقل وغيرها، وهي البنيات التي تضم جميع المكونات التي تسير هذه القطاعات على صعيد السياسات الدولية والبحث العلمي والتقنيات، وكذلك من الناحية المالية، فهم يتحكمون في أسواق مالية كبيرة، إذ أن رؤساء التحالفات المالية المذكورة، ينتمون إلى أكبر 500 شركة عالمية. الآن يتعين على دول الجنوب، أن تفهم الإشارة، التي تفيد قرب تحول عميق في الاقتصاد العالمي، ذلك أن هذه التحالفات تضم البنوك والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذا بعض الدول. ويظل عمل بطلات المناخ في ظل هذه الظرفية، التنسيق بين التحالفات المذكورة والاتفاقية الإطار بين الأمم المتحدة، وبالتالي فهم يمثلون حلقة وصل بين المنظمة الأممية وهذه البنيات، إذ تراقب البطلات مدى استجابتها لتنزيل أهداف التنمية المستدامة، فالهدف الأسمى، يظل دائما ضمان كرامة الإنسان، والحرص على توفير الماء الصالح للشرب والأمن الغذائي، لأن 1.2 مليار نسمة على الصعيد العالمي مهددة صحيا، بسبب استخدامها مصادر طاقة غير صحية. وأستشهد في هذا الشأن، بأرقام سردها على المدير الجهوي لمنظمة الصحة العالمية، ذلك أن 800 ألف نسمة تموت سنويا في أفريقيا بسبب تلوث الهواء. < كيف ستعمل بطلات المناخ مع التحالفات العالمية لتشجيع استخدام الطاقات النظيفة؟< بطلات المناخ بمثابة حلقات وصل ومواكبة، تهتم بجمع المعطيات حول استجابة التحالفات لأهداف ميثاق المناخ، ثم معالجة هذه المعطيات ورفعها إلى المؤسسات الأممية، لغاية التنسيق بين الطرفين، من أجل ضمان النجاعة عند تنزيل توصيات قمة المناخ، وهو الأمر الذي لن يتأتى، دون إدراك ومعرفة دقيقة لهؤلاء البطلات، بأهداف وتوصيات قمة المناخ العالمية بباريس «كوب 21»، وكذا الاتفاقية الإطار ومرجعيتها التاريخية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الالتزامات المترتبة عنها، إلى جانب الرأي العلمي.وبهذا الخصوص، سينظم المغرب خلال قمة مراكش «كوب 22»، ورشات عمل مع التحالفات المذكورة، حول كيفية بناء جسور التواصل مع المؤسسة الأممية، والمعلومات التي يتعين عليهم تزويد بطلات المناخ بها، بشكل تطوعي لا يوحي بفرض رقابة عليهم، وكذا تصورهم للحكامة في تدبير العلاقة بين التحالفات والأجرأة واتفاقية الإطار والأمم المتحدة.أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي

الحيطي: بطلات المناخ ضمان لأجرأة الاتفاقيات الدولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكـاة لمفاوضـات "كـوب 22"

وكيل بلجيكي وراء تمرد أوساغونا

مقالات ذات صلة