نزوع نحو الإفراطالمندوبية السامية للتخطيط أظهرت في أحد تقاريرها أن نفقات الأسر تزداد في رمضان، الأمر الذي يكفي لإثباته ملاحظة الطريقة التي يقبل من خلالها المغاربة على كل مواد الاستهلاك. ففي رمضان، سيما في فترة النهار، ينزع الجميع إلى نوع من الإفراط في الاقتناء والشراء، وعندما يحين وقت الإفطار، إما قد يفرطون في تناول الأكل، أو أن كميات الطعام التي اقتنوها أو حضروها جاهزة تتعرض للتلف. وأعتقد أن ما يساعد على التوجه نحو كثرة الإنفاق، هو التنوع الذي تعرفه الموائد الرمضانية، ما يجعل مصاريف الأسر تتضاعف، عوض أن تتقلص، كما يمكن توقعه، على اعتبار فترة الصيام.حسن النقراش (إحصائي) الادخار لا يكفيالنفقات تصبح صاروخية خلال شهر الصيام، فإذا أخذنا فقط مثلا السمك بالنسبة لبلد يتوفر على واجهتين بحريتين، نجد أن سكان المغرب لا يستفيدون من هذا المكون الغذائي الأساسي لارتفاع سعره خلال رمضان.لمواجهة نفقات هذا الشهر، أقوم بمدخرات مسبقة لتأمين المصاريف المتزايدة، لكن صراحة، المدخرات لا تكون دائما كافية، لأن المتطلبات في ارتفاع، فقبل رمضان، هناك نهاية السنة الدراسية، التي تعني مصاريف إضافية بالنسبة لمن لديه طفلان أو أكثر بسبب رسوم التسجيل، وساعات الدعم، أي أنه هناك أولويات، يصعب تأجيلها لتوفير مصاريف رمضان، الذي تتبعه مصاريف العطلة الصيفية، ثم عيد الأضحى، إذ تحولت حياتنا إلى سباق ماراثون لا توقف فيه. فاطمة الحافر (إطار في وزارة الصحة) لا إفراط ولا تفريطبالنسبة إلي أقضي رمضان كسائر شهور السنة، وأفضل أن أعيش بدون تبذير، والالتزام بالطقوس الدينية والروحانية التي يفرضها الشهر الفضيل أكثر من الانشغال بالأمور الدنيوية، رغم أن مغريات الشارع تبقى كثيرة، بالنظر إلى الشهيوات التي صار يشتهر بها الشهر، لكن أفضل أن يظل ارتباط أسرتي بالشهر في نطاق الجانب الديني التعبدي. هذا لا يعني التقصير في الجانب الدنيوي، لكن بقليل من التنظيم تمر الأمور في أجواء عادية، باعتماد مبدأ لا إفراط ولا تفريط في الأكل والشرب، وباقي المصاريف. محمد بلقاسم (موظف) دعم الفئات الهشة رمضان هو شهر الكلفة المضاعفة. معروف أنه شهر ترتفع فيه نفقات الأسر، سيما بالنسبة إلى الموظفين الذين تكون لديهم التزامات أخرى طيلة السنة، فتضاعف فترة رمضان أعباءهم. وأنا أتساءل إذا كان هذا هو حال الموظفين، فما بالك بحال المستخدم أو المياوم؟ أكيد أن وضعهم سيكون أسوأ لأنه على الأقل الموظف له دخل قار يمكنه من إعادة ترتيب أموره وترتيب الأولويات.المفروض أن تدخل المؤسسات الاجتماعية على الخط في هذه المناسبات الاستثنائية لدعم الفئات الهشة وذوي الدخل المحدود الذين انضمت اليوم إليهم فئات الموظفين، وتحسين دخلهم، وتأمين دعم اجتماعي مؤسساتي وليس الدعم الإحساني، حفاظا على كرامة المستفيد، وهذا ينخرط في إطار واجب الدولة، وليس صدقة منها.ادريس عدا (موظف في المياه والغابات) رمضان يلهب الأسعاركموظفة إطار، قد لا أعاني بالدرجة نفسها من تبعات نفقات رمضان، لكن هذا لا يمنع عموما من القول إن رمضان يزيد الطين بلة، نظرا لموجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها المواد الغذائية. تفاقم اختلالات الأجور والقدرة الشرائية، يظهر أساسا في صفوف الفئات الاجتماعية الهشة والموظفين المرتبين في السلالم الدنيا والعمال الزراعيين وغيرهم من المستخدمين الذين قد لا يتجاوز مدخولهم اليومي 40 درهما، لا أعرف صراحة كيف يمكن لهؤلاء أن يواجهوا نفقات رمضان.سميرة الرايس (إطار في وزارة الفلاحة) استقتها: هجر المغلي