سوق “نموذجي” يشوه الحي البرتغالي بالجديدة

مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي حذر من سحب تصنيفه تراثا عالميا نظم عدد من التجار والباعة الجائلين أخيرا وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الجماعي، احتجاجا على عزم المجلس تجميعهم في بقعة توجد خلف الحي البرتغالي قرب مقبرة اليهود على بعد أمتار من مدخل الحاجز الواقي من الأمواج (المون). ردد المحتجون الذين تم إحصاؤهم لاستغلال أروقة السوق النموذجي تحت أسوار الحي البرتغالي بساحة أحفير، شعارات تندد بسياسة الإقصاء المنتهجة في حقهم، رافضين في الوقت ذاته، قرارات السلطات المحلية وما جاء به دفتر التحملات، الذي يجبرهم على أداء ثلاثة آلاف درهم نظير الاستغلال المؤقت و600 درهم شهريا، كما اعتبروا المكان المخصص للسوق المنتظر تدشينه لاحقا، لا يليق بهم وأنه بعيد عن الحركة التجارية مقارنة مع ما يعرفه المكان الذي يستغلونه حاليا.وأصدرت جمعية مزاغان الجديدة للتراث وجمعية الحي البرتغالي وجمعية المسقاة البرتغالية للصناعة التقليدية بالجديدة، بيانا استنكاريا، احتجت من خلاله على الأشغال الجارية حاليا بجانب سور المدينة القديمة (الحي البرتغالي)٬ بين برجي "سان أنطوان" و"سان سيباستيان"٬ لإحداث ما يعتبره المسؤولون مشروع سوق نموذجي للباعة الجائلين المستغلين للشارع العام بالمقاطعة الحضرية الثانية.واستنكرت الجمعيات الثلاث بشدة إنشاء هذا السوق، نظرا لانعكاساته السلبية الكبيرة على القيمة التراثية لهذه المعلمة المصنفة تراثا وطنيا منذ 1919 وتراثا ثقافيا عالميا من قبل منظمة اليونيسكو منذ 30 يونيو 2004. واشترطت المنظمة نفسها، من أجل تصنيف الحي ذاته، تراثا عالميا، إلزامية الإبقاء على محيط الموقع منطقة خالية من البناء. وأدانت الجمعيات ذاتها، هذه الخطوة غير المحسوبة العواقب، التي تتناقض مع الالتزامات، التي وافق عليها مسؤولو الجديدة لتصنيف مزاغان تراثا عالميا. ورفضت رفضا قاطعا إرساء مشروع له مضاعفات قد تصل إلى إمكانية حذف مزاغان من لائحة مدن العالم المصنفة تراثا ثقافيا عالميا.وفي موضوع ذي صلة، أشار الأستاذ والفنان التشكيلي عبد الله بلعباس على صفحات "الفيسبوك"، إلى "أنهم أسموا الجديدة "المهدومة" في زمان ما، أما الآن فهي "مهضومة". مهضومة... لأن البعض يسابق الزمن متوهما أنه يبني مجدا على تدمير تراثها، تكلموا واجتمعوا في / حول كل شيء والآن جاء الدور على تنفيذ محو نواة تاريخها". وعبر أبو القاسم الشبري مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، عن موقف المركز ذاته، قائلا: "نحن مع حق الباعة المتجولين في ممارسة تجارتهم في ظروف إنسانية لائقة ووسط جو يسوده الأمن والأمان ويحفظ كرامة الإنسان، ونثمن المبادرة الملكية لإيجاد حلول ناجعة لأوضاعهم المعيشية، لكننا نرفض كل استغلال سياسي أو شخصي لقضية الباعة المتجولين و"الفراشة" وإعادة إيوائهم، ونرفض كل مبادرة كيفما كانت ومن أي جهة كانت، قد تلحق ضررا ماديا أو معنويا بالمعالم التاريخية والتراثية، وننبه إلى أن قضية تنظيم الباعة الجائلين تحتاج إلى مقاربة سوسيولوجية أولا ثم مقاربات سوسيو- سياسية وسوسيو- اقتصادية وأمنية وتراثية وفنية، بعيدا عن الاستعجال والعجلة حتى لا نعالج مشكلا واحدا بإعادة إنتاج إشكالات متعددة وعويصة". وعبر عن استنكار المركز لعدم استشارته في اتخاذ القرار المرتبط بتحويل الباعة الجائلين ووضعهم تحت أسوار الحي البرتغالي، لأن المجال غير ملائم، لأنه يوجد في مجال الخندق المائي، الذي كان يحيط بالقلعة البرتغالية، وهذا الخندق ورد بشكل واضح وصريح في صياغة قرار اليونسكو لتسجيل الحي البرتغالي تراثا عالميا. وأكد أن قرارات ومواثيق منظمة اليونسكو، تنص على أن منطقة الارتفاق تشمل الفضاء المعني والمقبرة اليهودية وأجزاء من أحياء سيدي الضاوي ودرب العرصة والسوق القديم والقلعة وساحة الحنصالي وساحة محمد الخامس ببنايات الفترة الاستعمارية المحيطة بها ومجال ميناء الجديدة. وحذر الشبري من العواقب الأمنية الوخيمة، التي ستترتب على نقل الباعة المتجولين إلى سور الحي البرتغالي، ونبه إلى أن عملية نقلهم ستتولد عنها سلسلة وأشكال من أصناف الأزبال والقمامة والاتساخ والتعفن وهذا ما سينعكس سلبا على الحي البرتغالي برمته وليس فقط على سوره المعني اليوم مباشرة. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

سوق “نموذجي” يشوه الحي البرتغالي بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حائـط العـار

جرار يقتل طفلة بزايو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات