التصريح بالالتزام يطغى على الاستعدادات

فوضى ببعض المقاطعات وتلاميذ وعائلاتهم يقررون الامتناع عن التصريح آخر الإجراءات التي اهتدت إليها وزارة بلمختار ل"تنظيف" شهادة الباكلوريا هذا الموسم، كان إلزام المترشحين بالتوقيع على التزام والمصادقة عليه في المقاطعات، قبل ولوج الامتحان، ضمانة لعدم جلب أي وسيلة إلكترونية يوم الاختبار. إجراء كان كافيا ليبث حالة من الفوضى في عدد من المقاطعات التي شهدت إقبالا في الأسبوع الماضي من طرف آباء التلاميذ وأوليائهم، الذين تكدسوا في طوابير للمصادقة على التصريح بالالتزام. "كان علي الانتظار أزيد من ساعة للحصول على مطابقة الإمضاء"، تقول زينب، إطار بنكي وهي تغادر مقاطعة حسان، التي حج إليها العشرات من الآباء للاستجابة إلى إجراء كان كفيلا بخلق البلبلة وسط تلاميذ الباكلوريا وذويهم، الذين رأوا فيه ضغطا لا طائل منه، ينضاف ليثقل كاهل التلميذ ويرفع منسوب "الستريس" لديه. "للأسف أصبح التلميذ يرى في امتحان الباكلوريا بعبعا مخيفا ومحطة سوداء، بعد أن كان مجرد اختبار وتقييم لمعارفه طيلة سنة من التحصيل"، تقول حياة والدة تلميذ سيجتاز في الثالث من الشهر المقبل امتحانات السنة الأولى من الباكلوريا، مؤكدة أنها، ستمتنع عن التوقيع على الالتزام الذي فرضته الوزارة على اعتبار "أنه يفترض أن أشهد على قرار وزارة التربية الوطنية الذي لم أطلع عليه أصلا، عطيونا القرار أولا نشوفو ما لنا وما علينا، وبعدها سنكون مع القانون، أما في هذه الحالة، لن أوقع".وليست حياة الوحيدة التي ترفض التوقيع على الالتزام، بل إن عددا من الآباء وأولياء التلاميذ يرفضون أن يبدو التلميذ كأنه ضد الدولة، ويفترض فيه سوء النية، مؤكدين في المقابل أن المراقبة ضرورية، ولا يمكن لعاقل أن يختلف مع حتمية وجودها. "المشكل ليس في التلميذ بل في المنهاج الدراسي وفي طريقة الامتحان، اللتين يجب أن تخضعا لإعادة النظر في كيفية إجرائهما، وحينها ننتقل إلى التلميذ"، يقول والد تلميذ في الباكلوريا. أطر إدارات المؤسسات التعليمية بدورها، لا تخفي توجسها من هذه الخطوة، بعدما أكد أحد الحراس العامين بثانوية تأهيلية بالرباط، أن أغلبية المؤسسات غادرها التلاميذ قبل إطلاق الحملة التحسيسية وإعلان ضرورة استخلاص تصاريح الالتزام للتوقيع عليها والمصادقة عليها، "إذ يكفي القيام بجولة سريعة في عدد من المؤسسات، للوقوف على صحة ما أقول"، مضيفا أن المشكل سيبرز أكثر يوم الامتحان، فمن سيتحمل آنذاك مسؤولية حرمان التلميذ من اجتيازه في حال لم يصطحب معه الالتزام؟ورغم أن كوثر، المترشحة لاجتياز الباكلوريا هذه السنة، نوهت بهذه الخطوة التي اعتبرت أنها قد يكون لها أثر رادع إلا أنها سرعان ما نبهت إلى أن المشكل يكمن في أن العديد من التلاميذ يجهلون وجودها أو إلزاميتها. تضيف التلميذة، الذي تكفل والدها باستصدار التصريح من المؤسسة التي تدرس بها وصادق عليه، "والدي هو من علم بالأمر، أما أنا فمنشغلة بمراجعة الدروس، لأن هذه السنة كانت استثنائية، بسبب تأخر انطلاق الدروس والتوتر الذي طغى علينا جميعا".

التصريح بالالتزام يطغى على الاستعدادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الساسي:عقوبات تنتظر المخلين بالالتزام

الباك... بعبع الغش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات