نعيش ضغطا رهيبا

محمد الفقيه لاعب الكوكب قال إنه قد يعود يوما إلى الرجاءقال محمد الفقيه، لاعب الكوكب المراكشي، إن الفريق عاش لحظات عصيبة في مباراة حسنية أكادير ، انتهت بإحراز هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. وأكد الفقيه، الذي أحرز هدف الخلاص من ضربة جزاء، في حوار مع «الصباح الرياضي» أن التعادل لم يكن لينفع الفريق في شيء، إذ كان سيقلص حظوظه في البقاء بالقسم الأول بنسبة كبيرة. وتحدث الفقيه عن تجربته بالكوكب، وقبلها مع الرجاء، الذي تلقى تكوينه الكروي في فئاته الصغرى، مشيرا إلى أنه لم يحصل على فرصته بالرجاء، لكنه آمن بالعمل، وقد يعود إلى هذا الفريق يوما ما. وفي ما يلي نص الحوار: كيف عشتم اللحظات التي سبقت إحراز هدف الفوز في مباراة حسنية أكادير؟ المباراة كانت صعبة للغاية. كان علينا ضغط كبير، للفوز بأي طريقة. في الدقائق الأخيرة زاد الضغط، وأصبح الأمر مسألة حياة أو موت، سيما بعد أن وصلت الدقيقة 90، وكنا متعادلين، لذا اندفعنا بشكل جماعي. الكل يريد التسجيل من أجل الانعتاق. الحمد لله تأتى لنا ذلك من ضربة جزاء حصل عليها يوسف العياطي، لتنقلب الأمور من ضغط وخوف كبيرين إلى فرحة عارمة. هل كنتم تنتظرون هذا السيناريو؟ كنا نريد الفوز. الكل اندفع للهجوم. التعادل لا ينفعنا في شيء، وتشبثنا بالأمل حتى جاء الفرج. صراحة عشنا لحظات عصيبة وإحساسين مغايرين، والحمد لله أن الختام كان بشكل جيد، والكل خرج سعيدا، في انتظار تحقيق البقاء بشكل رسمي. تناط بك مهمة تسديد ضربات الجزاء في أوقات صعبة، كيف تتعامل مع الوضع؟ الأمر صعب. الكل ينتظر منك إحراز الهدف، والفريق يحتاج النقط. الحمد لله أركز وأختار الجانب الذي سأسدد فيه، وأتوكل على الله. وإلى حدود الآن وفقني الله في تسجيل كل ضربات الجزاء، رغم حساسية المباريات. بعد الفوز على الحسنية تنتظركم مباراتان صعبتان، كيف ستتعاملون معهما؟ كان تركيزنا منصبا على مباراة حسنية أكادير التي اعتبرناها مباراة الموسم، ومن الآن سنتطلع إلى تقديم مستوى كبير أمام الفتح. صحيح تنفسنا الصعداء بعض الشيء بعد الفوز في مباراة الحسنية، غير أن البقاء لم يحسم بعد، ويجب علينا مواصلة القتال من أجل إنهاء الموسم في رتبة آمنة. تنقلتم كثيرا هذا الموسم، ألم تتأثروا بالعياء جراء كثرة السفر؟ عانينا كثيرا بسبب العياء وكثرة التنقلات. في كل مرة نحتاج حمام ثلج وتدليكا، من أجل استعادة اللياقة البدنية. ورغم ذلك يظهر علينا العياء في العديد من المباريات. هناك مقاومة من اللاعبين الذين يبذلون مجهودا مضاعفا من أجل تقديم مستوى جيد. لدينا عزيمة واتفاق على نسيان كل شيء. فقط العمل داخل الملعب من أجل إنقاذ الفريق، فكل لاعب لا يريد أن يرتبط اسمه بنزول الفريق، كما أننا لا نريد أن نراه في القسم الثاني، لذلك سنبذل كل الجهد من أجل الحفاظ على مكانتنا بين أندية القسم الأول. وماذا عن الوضعية المالية؟ نتوصل ببعض المستحقات من حين لآخر، وننتظر التوصل بأخرى، على غرار لاعبي كل الفرق. أظن أن المسؤولين يعولون على منحة «كاف»، من أجل تدبير مستحقات اللاعبين المتبقية. ما رأيك في نتائج قرعة دور المجموعتين من كأس «كاف»؟ سنلعب ضد فرق مغاربية في رمضان. وأظن أنه رغم قوة الفرق المنافسة، لن تكون الظروف مشابهة لما عانيناه أمام فرق جنوب الصحراء. سيكون المشكل الأول هو العياء، إذ لن نستريح كثيرا. سنواجه فرقا ومدارس مختلفة. نحن لاعبو كرة القدم وسنقوم بواجبنا دون الاختباء وراء أي عذر. تألقت من بوابة الكوكب رغم أنك تكونت ضمن فئات الرجاء، لماذا لم توفق مع فريقك الأصلي؟ الظروف حتمت ذلك، تدرجت في الفئات الصغرى للرجاء، وصولا لفئة الأمل، وتزامنا مع رحيل المدرب سعيد الصديقي الذي أشكره للمناسبة، أتى مدرب آخر لم أدخل ضمن إستراتيجيته، فغادرت الفريق بحرقة ولدت لدي تحدي إثبات ذاتي، والتحقت بفريق التكوين المهني، وواصلت مساري الكروي وصولا إلى الكوكب. ألم تتأسف لعدم نيلك فرصة اللعب للفريق الأول للرجاء؟ «كل شي بالمكتاب». لم أوفق مع الرجاء، غير أن لدي مبدأ في حياتي أن النجاح يأتي خطوة بعد خطوة، والعمل المتواصل. يمكن أن الرجاء أخطأ في حقي، ومن يدري؟ قد ألعب للفريق يوم ما، غير أن مبدئي هو العمل في أي موقع ومع أي فريق. كيف تقيم تجربتك بالقسم الأول؟ بعد تجربة بالهواة والقسم الثاني، كان طموحي أن ألتحق بالقسم الأول، الذي يجعل الأضواء تسلط علي، ويمنحني فرصة إبراز مؤهلاتي، والحمد لله الكوكب منحني هذه الفرصة، وتحول طموحي الآن إلى بلوغ الاحتراف، واللعب للمنتخب الوطني. هل تلقيت عروضا من فرق أخرى؟ هناك عروض من بعض الفرق بالمغرب، غير أنني في الوقت الراهن أركز على مباريات الفريق من أجل تحقيق البقاء، وبعدها سأرتاح بعض الشيء، وأفكر بتمعن في قراري المستقبلي بتنسيق مع مسؤولي الكوكب، الذي يربطني به عقد إلى نهاية الموسم المقبل. فقط حسمت في أمر عرض خليجي، إذ أطمح إلى الاحتراف بأوربا، وليس الخليج. ألم تتلق عرضا لتجديد عقدك مع الكوكب؟ فعلا، فاتحني المسؤولون في أمر التجديد، وهو خيار مطروح أيضا بقوة، فأنا مرتاح داخل الكوكب. صحيح هناك ضغط المباريات والوضعية في سبورة الترتيب، غير أن خيار الاستمرار مع الفريق المراكشي أمر وارد. ولن أنسى فضل الكوكب علي، كما أشكر المدرب السابق هشام الدميعي الذي فتح لي الباب للعب أساسيا، وأشكر أيضا المدرب الحالي حسن بنعبيشة والطاقم التقني، الذي يقوم بعمل جبار داخل الكوكب بكل صراحة، رغم الضغط الكبير الذي يعيشه الجميع داخل الكوكب. وماذا عن المنتخب، ألم تتلق اتصالات من الناخب الوطني؟ يبقى حلمي الكبير. بعض الأشخاص أبلغوني أن الناخب الوطني يضعني ضمن اهتماماته، غير أن لاشيء رسمي، وأنتظر المناداة علي بفارغ الصبر، فأنا أعشق اللعب على مستوى عال، وأطمح أن أعانق عالم الاحتراف من أجل تطوير أدائي.أجرى الحوار :عادل بلقاضي (مراكش) في سطور:الاسم: محمد الفقيهتاريخ ومكان الميلاد: سابع فبراير 1990 بالبيضاءالفرق التي لعب لها:أمل الرجاء البيضاوي التكوين المهنيالاتحاد البيضاويشباب المسيرةالكوكب المراكشيبورتريابتسامة بعد معاناةمن يرى محمد الفقيه لاعبا رفقة الكوكب المراكشي لكرة القدم، يراه شابا مفعما بالحيوية ونشيطا ومبتسما، لا يظن أنه مر بظروف عصيبة في حياته الكروية، كادت أن توقف مسيرته في مهدها.يتذكر الفقيه بحرقة مرحلة لعبه لأمل الرجاء، قائلا «بعد رحيل المدرب سعيد الصديقي الذي ساعدني كثيرا، فوجئت بالمدرب الذي خلفه، وأتحفظ عن ذكر اسمه، يبلغني أنه لم يعد لي مكان بالفريق. غادرت الفريق رفقة أحد زملائي، والدموع تنهمر من عيني، وأتذكر أن الجو كان ممطرا، فمشيت تحت المطر، وأنا أبكي، وفي لحظة تولد لدي تحدي إثبات ذاتي والانطلاق من جديد».بحث الفقيه عن فريق جديد بدعم من صديق له لم يكن سوى الحلاق الذي كان أحد زبنائه، والذي كان مؤمنا بإمكانياته، فأقنعه بضرورة إتمام مساره الرياضي، ليلتحق الفقيه بفريق التكوين المهني، بالهواة، قبل أن ينتقل إلى الاتحاد البيضاوي بالقسم الثاني، بطلب من المدرب حسن أوغني.لم يدم مقام الفقيه طويلا بالاتحاد البيضاوي، ليلتحق بشباب المسيرة، إذ جمعته الظروف مرة أخرى بالمدرب سعيد الصديقي، كما تدرب في وقت لاحق، تحت إشراف مدربين آخرين بالفريق، من قبيل فخر الدين رجحي ونجيب الحنوني ويوسف لمريني، لتكون انطلاقته على غرار عدد من اللاعبين الذين مروا بهذا الفريق، على غرار عبد الغني معاوي وحمزة بورزوق، لترصده عيون الكوكب الذي التحق به بداية الموسم الجاري في أول تجربة له بالقسم الأول.في حياته الخاصة، يعتبر الفقيه أكثر ميلا للابتسامة والمرح، إذ يقول عنه أحد أصدقائه عزيز العطواني، «بصراحة الفقيه ولد الناس. قوته في صبره وأخلاقه، والأكثر من ذلك ميله الدائم نحو المرح والضحك، دون أن يشغل تفكيره بالحديث عن الآخرين والمشاكل. همه أن يتدرب ويخلق جوا جميلا مع كل من حوله».ما كان الفقيه ليواصل مساره الكروي، لو استسلم لليأس بعد مغادرته أمل الرجاء، بل جعل من ذلك حافزا لرفع التحدي لإثبات الذات، كما عرف كيف يستثمر التحاقه بالكوكب من أجل إبراز مؤهلاته، ولفت الأنظار إليه، كما بحث عن الاستقرار من خلال الزواج، وهو ينتظر مولودا قريبا، ليمر بذلك إلى مرحلة النضج وجني ثمار الصبر والتفاني.

نعيش ضغطا رهيبا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

راموس: لم أفكر يوما في الرحيل

احتجاج نقابيين بسبب "تهجير" أطباء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات