“سبيطار” الغابة بالقنيطرة… بناية شبه مهجورة

نقص حاد في الأطر والأجهزة الطبية والمرضى ملزمون باستقدام عائلاتهم لرعايتهم بوادر الإهمال بادية للعيان ببناية مؤسسة، كانت في السابق ثكنة عسكرية، فتحولت إلى مستشفى جهوي، يفترض فيه أن يهتم بصحة مليوني مغربي من سكان الجهة، لا يقدم لهم في الواقع إلا أبسط الإسعافات الأولية، وخدمات طبية محدودة، فرضها النقص الحاد، في الأطر الطبية، الذي يقابله اكتظاظ مهول، ذلك أن مصلحة وحيدة مثل قسم المستعجلات، تؤكد مصادر من داخل المستشفى، تستقبل يوميا ما يناهز 600 مريض، لا يتمكن العديد منهم من الخضوع إلى فحص الطبيب خلال اليوم ذاته، فيمكثون مستلقين وسط القسم، يفترشون البلاط ويتكئون على الجدران، فيما يحظى أكثرهم حظا بكرسي أو سرير متحرك، يتقاسمه مع مريض آخر، أعياه الانتظار، بينما يحاول الطبيب، عبثا، الكشف عن جميع الوافدين.ستائر اضطرت عائلات المرضى إلى جلبها معها لتغطية نوافذ مكسورة، في كثير من غرف المرضى التي تنبعث منها روائح تزكم الأنوف، اختلطت برائحة الصباغة، فإدارة المستشفى تباشر إصلاحات للبناية، صار يتقاسمها عمال البناء والصباغة مع الممرضين والمرضى. فيما تكدس المرضى، الذين أجبروا على أن يكونوا مرافقين بأقاربهم، الذين يكفلون رعايتهم، والاعتناء بهم، والقيام بوظائف تدخل في الأصل في نطاق عمل الطاقم الطبي بالمستشفى، ليكون الإهمال مصير من لا عائلة له، أو من تعذر عليه "تأمين" قريب له يلازمه طيلة تلقي العلاج. "راحنا تقهرنا فهاد السبيطار ماكاين لا علاج لا عناية لا والو، السيدة، مرمي مدة تماك، حتى واحد ماكايديها فيها"، يقول شاب ثلاثيني، مشيرا إلى مريض يقول إنه جاره "مقطوع من شجرة"، يقطن وحيدا في غرفة بالمستشفى تؤوي سبعة أسرة إضافية لذلك الذي يحتله، يقضي نهاره ممدا على سرير، مضيفا بامتعاض "ليكوش إيلا ماجيتش بدلتهم حتى حد ما كايقرب ليه، وهانتوما كاتشوفو حالة الخنز للي فيها". واقع يقره العديد من الأطر الطبية التي التقتها "الصباح"، وتعزوه بالأساس إلى نقص في الموارد البشرية "في الوقت الذي يفترض فيه أن يعتني كل ممرض بأربعة إلى خمسة مرضى على الأكثر، يجد الممرض نفسه مطالبا بالاعتناء ب40 إلى 50 مريضا يوميا، هذا أمر غير ممكن، إذ لم تساعدنا العائلات لا أرى كيف بإمكان إنسان القيام بهذه المهمة"، يرد أحد الممرضين بالمستشفى. ورغم أن مصادر "الصباح" أكدت أن خصاص الموارد البشرية، لا يشمل الأطباء المختصين، الذين يتوفر المستشفى الجهوي على عدد كاف منهم في مختلف التخصصات، حتى تلك التي يجزمون أنه نادرا ما يأتي مريض معني بها، "فإن المشكل الأكبر، يكمن في أن الممرضين الموجودين حاليا بالمستشفى، أغلبهم لا يمت للمهنة بصلة، إذ تم استقدامهم من جمعية الهلال الأحمر، للاستعانة بهم في عملية نقل المرضى، فيجدون أنفسهم بحكم الخصاص المهول يتحولون إلى ممرضين، ملزمين بتقديم الرعاية الطبية للمرضى"، تقول مصادر "الصباح". هجر المغلي "بويا عمر" الإدريسي منذ أن أعلن وزير الصحة الحسين الوردي إغلاق بويا عمر، وأجلى نزلاءه الذين وزعهم على مختلف المراكز الاستشفائية، كان المركب الاستشفائي الإدريسي، ملزما باستقبال 26 نزيلا، وإيداعهم بمصلحة مخصصة في الأصل لاستقبال مسني الجهة وتأمين الرعاية الطبية اللازمة لهم، قبل أن تتحول إلى "بويا عمر" جديد، ظل طيلة سنة كاملة، يفتقر إلى طبيب قار، وممرضين مختصين، إذ تؤكد مصادر "الصباح"، أنه كان يفد على المصلحة، أسبوعيا طبيب يكتب لائحة الدواء الذي يتعين على النزلاء وتناولها ويغادر، فيما كان المستشفى، قبل أن يلتحق به أربع ممرضين مختصين، قبل أسابيع، يكفل، علاوة على إطعام النزلاء، حراستهم فقط، وإفشال محاولات هربهم التي لا تنتهي، وثنيهم عن "السعاية"، التي احترفها العديد منهم، ممن يجوبون مداخل المستشفى ويتنقلون بين مصالحه، يبثون الرعب أحيانا بين المرضى، وأحيانا أخرى يستعطفونهم من أجل مدهم ببعض الأكل أو النقود، حتى أن منهم من كان يبيع ملابس يوزعها محسنون. هـ. م

“سبيطار” الغابة بالقنيطرة… بناية شبه مهجورة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلمختار يحتفظ بالمحالين على التقاعد

الأمن والمروجون...القط والفأر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات