عواد: لوبي ضاغط تسلل إلى حزب الاستقلال

المستشار الاستقلالي قال لـ"الصباح": هناك نوعان من المعارضة بسلا إحداهما ماكرة تلعب لعبة الخداغ خرج محمد عواد، المستشار الاستقلالي المعتقل في ملف سلا، عن صمته، وقبل أن يتحدث إلى «الصباح» بعد أن قضى أزيد من شهر في سجن سلا. هاجم لطيفة بناني سميرس، رئيسة فريق الاستقلاليين في مجلس النواب، التي حسبته في عداد المستقيلين من الحزب، ودعاها إلى إشهار رسالة استقالته إن كانت تتوفر عليها. كما كشف عواد عن وجود خيوط في قضية الاعتقال، معرجا على الوضع السابق والحالي في سلا. في ما يلي نص الحوار: أنت مستشار باسم حزب الاستقلال، لكن لطيفة بناني سميرس، رئيسة الفريق الاستقلالي، صرحت عند استضافتها في برنامج حوار أثناء اعتقالك أنك غادرت الحزب منذ أربعة شهور، هل هذا صحيح؟لم أشاهد تلك الحلقة، لكن أصداءها وصلتني، إذ استنكرها كل المناضلين الشرفاء في الحزب، بل استنكرها جل أعضاء الفريق الذي تترأسه هي، فقد عبروا لي عن ذلك في مكالمات أو عبر لقاءات خاصة. وصراحة لا أعرف كيف تستقي سميرس معلوماتها عن حزب الاستقلال بسلا.ولا أدري إن كانت تستمع إلى كل الأطراف، لكن المؤكد أنه أوحي لها بهذا الجواب من طرف لوبي ضاغط تسلل للحزب أخيرا يريد الاستيلاء على كل ما بناه المناضلون الحقيقيون بهذه المدينة.والمؤكد أيضا أنها تجهل بتاتا جذوري الوطنية وأن والدي إدريس عواد وليس العواد كما نطقتها بلكنة فيها ما فيها، كان من أقرب المخلصين للزعيم علال الفاسي، لكن لا يهم كل هذا. فعندما سيسألني، ولدي علال ذو العامين عن اسمه سأحكي له عن علال الفاسي الوطني المحتضن للوطنيين والمناضلين، وليس عن لطيفة بناني سميرس التي لم يسعفها كل الأدب الذي درست ودرست في انتقاء كلمات لبقة غير جارحة، ما يثلج صدري أن هذا التصريح لقي استهجانا واستنكارا من كل الاستقلاليين عبر إرجاء الوطن.إني أتساءل كيف صرحت بهذا بكل برودة دم، وبكل هذا التهافت. كيف كلفت نفسها، ولبست جبة حزب الاستقلال بطواعية لوافدين يرفضهم المناضلون بسلا ويعرف الخاص والعام أنهم كانوا إلى عهد قريب يناصبون العداء لرموز الحزب، فسبحان مبدل الأحوال، ربما قد كانت على اطلاع على بحجم المؤامرة التي استهدفت الحزب سلا من خلالي وأنهم صوروا لها مصيري المحتوم. لذلك لم تر غضاضة في هذا التصريح، لكن القدر مكر بها.نفهم من كلامك أنه لم يسبق لك أن قدمت استقالتك من حزب الاستقلال؟أتحدى بناني سميرس، وإذا كانت تتوفر على رسالة استقالتي من حزب الاستقلال، فعليها أن تنشرها. أما إذا كانت تبني استنتاجاتها على الإشاعات، وهي المشرعة التي تعرف أن هناك قانون أحزاب ومساطر تنظم الانخراط ومغادرة الأحزاب، فإن هذا مدعاة أخرى للاستغراب. فالجميع يعرف أنها سعت إلى تغليط الرأي العام لا غير، فالانتماء لحزب التزام لا يمحوه تصريح كهذا على الهواء. لقد آزرني العديد من الاستقلاليين والاستقلاليات الشرفاء من شتى المدن وهاتفني المئات منهم، من بينهم أعضاء بمجلس النواب، وقد هنأني أمناء أربعة أحزاب وطنية وهذا يكفيني، فأنا كنت أرغب في مواقف إنسانية فقط، ولم أكن بحاجة لمن يتدخل في القضاء، فدائما هناك قضاء عادل. وهناك في الأخير من يحمي حقوق الأفراد والهيآت بالبلاد.لكي يفهم القارئ خلفيات هذا الصراع، نعلم أنه وقع شرخ في صفوف المستشارين الاستقلاليين بعد الانتخابات الجماعية الماضية، ففي الوقت الذي اختارت فيه مجموعة، كنتم ضمنها، مساندة الأغلبية، قررت مجموعة أخرى الاصطفاف إلى جانب المعارضة؟أولا قدمنا في الانتخابات الجماعية الأخيرة مجموعة من خيرة الأطر والكفاءات ذات الخبرة العالية وتتسم بالأخلاق الحميدة والوطنية الصادقة والنزاهة الفكرية. وكان هدفنا المعلن رفقة حلفائنا قبل الانتخابات محددا في توقيف العبث وقطع الطريق أمام المتاجرين بمشاكل وقضايا سكان مدينة سلا وكل الانتهازيين، من خلال التدبير النزيه وفرض احترام القانون واعتماد التشارك مع هيآت المجتمع المدني والنسيج الجمعوي المحلي وكل الفعاليات المحلية التي لها غيرة على مدينة سلا وكذلك تنفيذ برنامج شمولي للنهوض بالمدينة كجزء لا يتجزأ من العاصمة الرباط، أما بخصوص الشرخ الذي أشرتم إليه، فنحن لا نتحمل أي مسؤولية في ذلك. ومباشرة بعد إعلان النتائج، وقع عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ميثاق شرف باسم الحزب مع مكونات الأغلبية الحالية، وعندما نقضه، ارتأت أغلبية المستشارين الاستقلاليين المكونة من أطر فاعلة من أطباء ومقاولين، وأساتذة ورجال أعمال، الوفاء بتعهدات الحزب في هذا الميثاق والالتزام به إلى نهاية المطاف. فهل نلام على أخلاقنا ووفائنا بعهودنا للسكان والفرقاء السياسيين؟ خصوصا أن هذا كان رأي أغلبية المستشارين (9من أصل 13 مستشارا). هذه هي الحقيقة، وها أنا أبسطها بكل وضوح وتجرد للرأي العام المحلي والوطني. نحن الآن نشارك في التسيير بثلاثة نواب للعمدة، هم أنس بنغموش وخالد فتحي ورشيد الدويبي، ولنا رئاسة عدد من اللجان (بنطويل، المسعودي) ونيابة رئاسة في أربع مقاطعات، (الفرشيدي، العمري، عشاق)، وهذه نتيجة مشرفة للحزب.عودة إلى مسألة اعتقالكم في ملف سلا، اتهمتم بإرشاء جامع المعتصم، نائب عمدة سلا، بتمكينه من الاستفادة من شقة مقابل إمضائه لعدد من التراخيص لفائدتكم؟ هذه تهمة واهية. للرشوة كما يعلم الجميع طرفان الراشي والمرتشي. لذلك تعين إقحامي في هذا الملف كجزء من المخطط ولتكتمل الصورة المفبركة أصلا. أولا جامع المعتصم تربطني به علاقة إنسانية بفعل أننا مستشاران جنبا إلى جنب في المقاطعة نفسها، وفي مجلس المدينة نفسه، ومن الطبيعي أن تنشأ علاقات في كل تجمع إنساني. ثم إن المعتصم كان سيقتني شقة بسلا، ولو من مقاول آخر. إذن من الضروري أن يتعامل لأجل شراء شقته الشخصية لأسرته الصغيرة سواء معي أو مع غيري، ثم هذا ليس بسكن ثانوي أو لأحد معارفه حتى تحوم حوله تهمة الرشوة والفساد، إضافة إلى أنه أدى ثمن الشقتين اللتين تبلغ مساحتهما الإجمالية 170 مترا مربعا عند الموثق من خلال تسبيق 20 مليون ثم أكمل المبلغ بعد حصوله على قرض بنكي. في اعتقادي أن الأمر لا يتعدى أنه عملية بيع وشراء عادية مطابقة لأسعار السوق وموثقة لدى الموثق. أما بخصوص تسهيلات السكن التي قمت بها تجاهه فالكل يعرف بسلا أنني أقوم بهذه التسهيلات مع الكثير من العائلات لأننا نحاول أن نتكيف مع الظروف المادية للسكان. نحن مقاولة مواطنة تحس بضيق الناس وتسعى للتنفيس عنهم. ولي أكثر من مائة ملف بيع نهجت فيها أسلوب الأداء نفسه الذي نهجته مع جامع المعتصم، ويمكنني أن أزودكم بها. هذه إحدى خصال مقاولتنا، ولسنا مستعدين للتخلي عنها. وهناك عدد من الفاعلين السياسيين وضمنهم مناضلون استقلاليون وجمعويون تعاملنا معهم بهذا الشكل وهم مستعدون للإدلاء بشهادات بهذا الخصوص ماذا عن التهم الأخرى خصوصا إقامة فضل الله؟ هذه الإقامة رخصت طبقا للمساطر الجاري بها العمل بعد الحصول على كل الأذونات المطلوبة قانونا. وقد تم الترخيص بذلك بعد مصادقة كل المصالح المعنية بما في ذلك الوكالة الحضرية. ثم كان في النهاية توقيع جامع المعتصم كمسألة عادية، لأنه نائب عمدة مكلف بالتعمير. فجر المستشار التجمعي عبد اللطيف بن عزوز مجموعة من الملفات التي وزعها على العادي والبادي في دورات مجلس مدينة سلا، ما رأيك في هذا؟هذه الملفات لم تعد سرا الآن، وقد صرح المستشار بن عزوز أنه أرسلها لكل الجهات المعنية. أرجو أن تتضح الحقيقة، وأن لا تضيع حقوق سلا وحقوق الوطن. اعتقلت ضمن مجموعة سلا بسبب شكاية كيدية، هل كان لوزارتي الداخلية والعدالة علاقة مباشرة بهذا الأمر؟ لا يمكن أن نتهم مباشرة وزارة الداخلية كجهاز ولا وزارة العدل أيضا. كل ما هناك أنه تم التلاعب في الشكاية لتغير مسارها بعد ما دخل بعض العابثين على الخط الذين يعرفون المسالك والدروب. إنها مؤامرة نسجت في الخفاء، ثم أصبحت تحاك علنا يعرفها العام والخاص بسلا. انطلقت منذ أن تمكنت القوى السياسية الحية من إنجاح التغيير من خلال إسقاط رموز الفساد بالمدينة عقب الانتخابات الجماعية الأخيرة ل 12 يونيو 2009، وبعد توقيع ميثاق شرف بين كل من الأحرار وحزب الاستقلال والعدالة والتنمية والحركة الاجتماعية الديمقراطية والتقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة من أجل إنقاذ المدينة واختيار العمدة الجديد والمكتب المسير من بين هذه الأحزاب باستثناء الحركة الشعبية. لماذا استثنيتم هذا الحزب؟ليس بموقف مبدئي ضده، فهو يضم كفاءات وفعاليات مشهود لها. وأنا لي أصدقاء كثيرون في الحركة الشعبية وفي مكتبها السياسي. لكن الأمر يختلف بمدينة سلا. فعندما نسير معا محليا ولمدة سنوات نكون بالضرورة فكرة عن بعضنا البعض وعن مدى النزاهة والمصداقية ونظافة اليد لكل منا. هذه هي طبيعة الحياة إذ نكون خلاصات عن بعضنا البعض. لذلك فاستمرار أي تحالف سياسي يقتضي أن تترسب قناعة لدى كل الفرقاء المحليين بجدوى الاستمرار فيه.هذا بالضبط ما وقع لمستشاري العدالة والتنمية والأحرار ومستشاري الأصالة والمعاصرة الذين كانوا منضوين في أحزاب أخرى مشاركة في التسيير في الولاية السابقة. لقد تكون رأي راسخ لدى كل هؤلاء بإخفاق التجربة السابقة نتيجة استفراد الرئيس بالقرار، مما عطل التنمية وأدى إلى تراجع المدينة في كل المجالات كما كشفت عن ذلك تقارير المجلس الأعلى للحسابات التي تنتظر كل سكان سلا تفعيلها. وما يؤكد أننا منفتحون في المجلس على الأطر الحية التحاق مستشارين وأطر الحركة بالأغلبية، بعدما تبين لهم أن المسار المفروض على هذا الحزب بالمدينة مرفوض من طرف السكان. لكن خلال فترة اعتقالكم، رشحت بعض المنابر إدريس السنتيسي أو شقيقه عمر السنتيسي لمنصب العمودية ما رأيكم؟ هذا مجرد وهم. كانوا يريدون له أن ينطلي على المستشارين. لم ينظر أحد خلال هذه القضية لهذين الشخصين كمحاربين للفساد. فالكل تحدث عن عملية خلط الأوراق التي أريد القيام بها في سلا حتى يتساوى الصالح والطالح والشريف والفاسد. فعندما يتعكر ماء السياسة تنبت الطفيليات والطحالب. لم يهرول أحد من المستشارين في اتجاه هؤلاء، بل توضحت الرؤية أكثر بسلا وهذا من حسنات هذه المحنة التي زادت الصف الديمقراطي والشريف بسلا تماسكا وترابطا. بل سمعت أنه تكونت خلال هذه المرحلة القصيرة مبادرات للمجتمع المدني للحيلولة دون هذا النكوص الذي كان يخطط له من استمرار استغلال خيرات هذه المدينة بشتى الطرق الرديئة والمفضوحة.هل تريدون القول إن المعارضة ليس لها وجود أو تأثير بسلا؟ هناك نوعان من المعارضة بسلا، معارضة تتصرف بحسن نية رغبة منها في إذكاء النقاش، ومعارضة ماكرة تحاول أن تخدع المعارضة والأغلبية على السواء، وتحاول الركوب على الصراعات التي تفرق الأحزاب وطنيا لتتسلل وتنفذ مخططاتها محليا بسلا. المستشارون بسلا واعون بهذه الحقيقة. بل إن مسلسل الإفساد الذي سار فيه جزء من هذه المعارضة يهدف اختراق حتى بعض الأحزاب الوطنية وفي طليعتها حزب الاستقلال لتطويعها لخدمة مشروع الرئيس السابق للعودة للعمودية. ومن هنا نفهم لماذا خرج عمر السنتيسي من الحركة الشعبية لأسباب واهية ورابط بباب الأصالة والمعاصرة طويلا. لكنه رفض رفضا قاطعا من طرف كل المستشارين لهذا الحزب بسلا. ثم بقدرة قادر دخل الفريق الاستقلالي لدفع المناضلين الشرفاء لهذا الحزب نحو اليأس. سلا كانت مهددة بالسكتة القلبية في المجلس السابق كانت ميزانية سلا تصل إلى 60 مليار سنتيم ولم تتخلص من معضلاتها الاجتماعية والاقتصادية و التنموية في إطار تسيير المجلس السابق. بل تفاقمت هذه المشاكل كثيرا بدءا من فشل مخطط سلا بدون صفيح في أفق 2007 وتعثر مخطط التأهيل الحضري بكلفة مالية بلغت 150 مليار والفشل في تعبئة العقار الجماعي وإجهاض عشرات المشاريع الاستثمارية التي غيرت وجهتها إلى المدن المجاورة، مرورا بسوء تدبير المرافق العمومية الكبرى كسوق الجملة للخضر والفواكه، والمحطة الطرقية، وتردي التجهيزات الجماعية وتضرر مرافقها التي يقصدها المواطنون بشكل يومي، ما أثر على خدمة المرفق العمومي وعدم إنجاز عشرات المرافق الجماعية المقررة، ويكلف الجماعة خسارات بالملايير سنويا، بالإضافة إلى الحدائق العمومية التي أنجزت بجودة أقل من قبيل حديقة المدار الإسماعيلي، وتبذير الملايين على حديقة الأمير مولاي عبد الله في صفقات للصيانة، لم تنته منذ العام 2005 . كذلك ظل المجلس السابق بعيدا عن ملامسة المشاكل المترتبة عن تدهور النسيج العمراني من خلال تفاقم مشكل السكن والتضييق على السكن الاجتماعي ومحاربة رجال الأعمال الشرفاء، ما أنتج أمراضا وتداعيات أصبحت تهدد المدينة بالانفجار وبالسكتة القلبية.إن التجربة الجماعية السابقة لم تحقق شيئا، إذ كان المجلس مجرد أداة لخدمة الهاجس الانتخابوي لرئيسه وأنفق جل مخصصاته في أوراش انتخابية قبل مواعيد الاقتراع سواء للانتخابات التشريعية أو الجماعية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جودتها. إن مثل هذه الممارسات لا تمكن من معرفة الخريطة السياسية الحقيقية بسلا، لقد كانت دائما خريطة مغلوطة. زج بنا في السجن في ملف مطبوخ ليس هناك أصعب من الحرمان من الحرية، لكن المحن والشدائد ضرورية لصهر الرجال الذين يعبرون عن مواقف آمنوا بها ويكافحون لأجل قضية قد يضحون من أجلها بوقتهم وبأبدانهم وبشبابهم ولم لا بحريتهم. إن السجن يفزعك قبل أن تلجه، بعد ذلك يصبح تجربة تحيلك على قضية ما. لقد زج بنا في السجن في إطار ملف مطبوخ لا نتحكم نحن في خيوطه، بل خيوطه خارج سلا. فعندما اقتضت حسابات بعض النافذين دخولنا إليه فتحت أبوابه على مصراعيها ودخلنا بضغطة زر أو بإشارة منهم فقط. كنت أعرف أن هناك بؤرا فاسدة بالمدينة. لكني لم أتخيل قط أن هذا الفساد ستكون له كل هذه الجرأة وسيستعرض عضلاته إلى هذا الحد دون أن يستحيي من سكان المدينة ومن المغاربة. إن هذا يسائل كل ما قطعناه من أشواط وبذلناه من جهود في سبيل بناء دولة الحق القانون.لقد مكنتنا هذه التجربة من فضح جيوب مقاومة الإصلاح سواء محليا، أو وطنيا، التي تبدو ومستعدة، لأن تقامر بكل شيء في سبيل الإبقاء على مصالحها وثرواتها التي راكمتها من خلال استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة، بما في ذلك أن تقامر بأمن المغرب واستقراره.لقد استوعبنا أن التغيير صعب، وله تكلفة. ونحن أدينا هذه التكلفة محليا لكي تستمر قاطرة الإصلاح التي انطلقت بمدينة سلا. وهذا أقل دين نوفيه لهذه المدينة التي احتضنتنا ورعتنا وأعطتنا الكثير. إن الإحساس بالظلم أمر فظيع، لكنه يجعلك تشعر بقيمة العدل، فكما يقولون تعرف الأشياء بأضدادها.ولا أخفيكم أنه كان للحظة الإفراج الشحنة الانفعالية نفسها للحظة الاعتقال. فعندما كانوا يهمون بإيداعنا السجن كانت تصلنا أصداء التضامن الذي يبديه السكان خارج أسوار المحكمة بنسائهم وشبابهم وكل حساسياتهم الجمعوية والحقوقية والسياسية، لينددوا باغتصاب خياراتهم، لقد زارني كذلك خلال تلك المدة العديد من الأصدقاء الأوفياء الذين كنت أعلم منهم أن دائرة التضامن هاته تزداد اتساعا وإحكاما.لقد شعرت سلا أنها جرحت في كبريائها وشموخها من طرف عدد من المفسدين الذين حاولوا الرجوع من خلال المحاكم لمنصب العمودية الذي تحسم فيه صناديق الاقتراع، انظري أي منحدر نزلوا إليه، وأي إسفاف وتمييع أرادوا أن يتسببوا فيه للشأن السياسي، حين تتحول شكاية عادية إلى مطية استغلها البعض لتصفية الحسابات الضيقة والرخيصة جدا.لحظة الإفراج ستبقى عالقة بالذاكرة وبالقلب مدى الحياة. إنها لحظات لا تنسى ودين طوق به الشرفاء من سلا عنقي أبد الدهر، فصراخهم ضد الظلم والجور، كان فرحهم العارم بالعدل. إنها تلقائية الناس التي تتفاعل بشكل إيجابي مع الخير والفضيلة وكل قيم النبل والعدل.إن هذا الالتفاف الذي عبر عنه الناس شكل ولادة نضالية وسياسية جديدة بالنسبة إلي ستجعلني أجدد انخراطي كواحد منهم في معركتهم ضد التهميش والفقر والتيئيس الذي كانت المدينة مرتعا له طيلة السنوات الماضية لحل المشاكل العالقة المتراكمة جراء سوء التدبير والتبذير والتصرف في سلا كملك أو كمزرعة خاصة. أجرت الحوار: نادية البوكيلي

عواد: لوبي ضاغط تسلل إلى حزب الاستقلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المذكرة 204... صعوبات بالجملة والقادم أسوأ

جمال وعلاء مبارك في سجن طره بالقاهرة

مقالات ذات صلة