“بلوكاج” في ميناء البيضاء

الناقلون أحجموا عن عبور "السكانير" احتجاجا على تدبيره تسبب احتجاج الناقلين الطرقيين بالموانئ، في شل الحركة التجارية بميناء البيضاء لساعات طويلة الجمعة الماضي، إذ عمدوا إلى التمركز في طوابير انتظار، وأحجموا عن المرور عبر جهاز المراقبة "السكانير"، خلال الفترة بين الثامنة صباحا والسابعة مساء، في حركة احتجاجية على الأعطال المتكررة لجهازي المراقبة، الموجودين في الميناء لدى "صومابور" و"مرسى ماروك"، واللذين تديرهما الوكالة الوطنية للموانئ، وهي الخطو ة التي أقدم عليها المهنيون في سياق تنسيق نقابي. واستمر "البلوكاج" في ميناء البيضاء إلى غاية الساعة السابعة مساء، قبل أن ينهي المهنيون احتجاجهم، ليتم تمرير 400 حاوية عبر جهاز "السكانير" في ظرف ثلاث ساعات فقط، أي بحلول العاشرة ليلا، ما يطرح مجموعة من التساؤلات، حسب المصطفى نكيمات، رئيس الفدرالية العامة للنقل عبر الطرق والموانئ، حول طريقة تدبير جهاز المراقبة من قبل سلطات الميناء، ذلك أن الناقلين يضطرون إلى الانتظار ساعات أمام الجهاز، قبل أن يتم إخبارهم من قبل أعوان الجمارك بإعفائهم من المراقبة، والمرور مباشرة إلى رصيف التفريغ، وما يترتب عن ذلك من هدر للزمن وارتفاع في الكلفة.وكشف نكيمات في اتصال هاتفي مع "الصباح"، أن عامل عمالة أنفا استقبل ممثلين عن النقابات والجمعيات المهنية للنقل الطرقي والنقل في الموانئ، من أجل إيجاد حل لمشكل "السكانير"، الذي أثر سلبا على وتيرة الرواج التجاري، التي أنعشتها الزيارات الملكية الأخيرة إلى الخارج، إذ تطورت الصادرات بزائد 37 %، دون مواكبة من قبل سلطات الميناء بالبيضاء، ذلك أن التجهيزات استمرت على حالتها، دون تغيير يذكر، موضحا بالقول، "تلقينا وعودا من قبل مدير عام الوكالة الوطنية للموانئ في ميناء البيضاء، بتثبيت جهاز مراقبة ثالث في الميناء خلال 2017".واجتمع المهنيون خلال وقت سابق، بمدير عام الوكالة الوطنية للموانئ في ميناء البيضاء، وكذا مديري "صومابور" و"مرسى ماروك"، من أجل مناقشة مشاكل تنظيم المراقبة في الميناء، التي كبدت المقاولات والناقلين خسائر مادية مهمة، ذلك أن طول فترات الانتظار أمام "السكانير"، تخل بالتعاقدات التجارية، ما يدفع البواخر إلى مغادرة الميناء دون حمولتها في كثير من الأحيان، باعتبار أن فترة التفريغ والتحميل محكومة بجدول زمني معين، في الوقت الذي أصبح بعض الناقلين يفضلون إنجاز عملياتهم في ميناء طنجة المتوسط، هروبا من حالة الازدحام التي يشهدها الميناء، الذي يستقبل ما متوسطه ألف حاوية مستوردة، و400 مصدرة، تخضع كل واحدة منها لمراقبة عبر الجهاز المذكور، لمدة لا تتجاوز 10 دقائق للحاوية.وطالب المهنيون من السلطات خلال الاجتماع المذكور، تعويضا قيمته 1800 درهم لفائدة كل شاحنة متوقفة عن العمل، ذلك أن تأخر الناقلين في الوفاء بالتزاماتهم، يكبدهم والمقاولات المصدرة والمستوردة خسائر مادية مهمة، في الوقت الذي أكد مصدر مهني، أن غموض تدبير المراقبة، يساهم بالدرجة نفسها، لعطل "السكانير"، في الإضرار بمصالح المهنيين، ذلك أن أعوان المراقبة (الجمارك)، يعمدون إلى مراقبة 70 حاوية من السلعة نفسها في بعض الأحيان، ويكتفون بمراقبة حاوية واحدة في أحيان أخرى، ما ينتج عنه ارتباك في وتيرة تمرير الحاويات عبر جهاز المراقبة، موازاة مع تكثيف شركات كبرى مثل "كوسيمار" و"لوسيور"، وكذا "مناجم" والمجمع الشريف للفوسفاط لصادراتها، خصوصا في اتجاه دول إفريقيا جنوب الصحراء.بدر الدين عتيقي

“بلوكاج” في ميناء البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز 566 طنا من المواد الفاسدة

ملفات مثيرة أمام أمن مراكش

مقالات ذات صلة