تهكم محمد الوفا، وزير الشؤون العامة والحكامة، على تصريح لإلياس العماري، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، الذي برر فوز "بيجيدي" بتنازل حزبه على عدد كبير من الدوائر. كما سخر من تصريحات إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي أكد أن الإدارة الأمريكية زورت الانتخابات ليفوز العدالة والتنمية في 25 نونبر 2011.ورد الوفا بطريقته المراكشية، في لقاء لشبيبة حزب "المصباح" بالمهدية بالقنيطرة، في شريط فيديو تم تسريبه أول أمس (الأحد)، ومدته 51 دقيقة و35 ثانية، دون أن يسمي لشكر والعماري بالاسم، قائلا "أش كاتخرف، باش تقول مريكان؟ وأنت أش كان عندك باش تنازل عليه؟". كما سخر من العماري بخصوص مآل 100 مليون دولار الممنوحة من بيل غيتس بضمان البنك الإسلامي، قائلا "أسي، إلى دخلت هاذ لفلوس لخزينة الدولة ووقع عليها وزير المالية، مبارك ومسعود، وإلى غير كتهضر خاوي، شديتي الريح".واعتبر الوفا أن الوضع في المغرب كان سيئا، قبل مجيء حكومة عبد الإله بنكيران، إذ حث نزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية السابق، على قول الحقيقة لرئيس الحكومة ولكبار مسؤولي البلد، حتى يعرفوا وضعية البلاد المفلسة، لذلك اضطرت الحكومة إلى الخروج للأسواق المالية للاقتراض لأداء أجور الموظفين في يونيو ويوليوز 2012.وأوضح الوفا أنه فطن إلى أهمية إصلاح صندوق المقاصة الذي التهم 57 مليار درهم، لدعم المحروقات، وتخفيض العجز الذي كان في حدود 7.2 %، ورفع الاحتياطي من العملة، وإيقاف نزيف عرقلة العمل بالمؤسسات، جراء تنامي الإضرابات في كل القطاعات طيلة سنة، ما كان سيؤدي إلى إفلاس كلي للدولة، مشيرا إلى أنه كشف هذه الحقائق، رغم أن صهره عباس الفاسي، الوزير الأول السابق، كان مسؤولا عن تلك الوضعية، وكان يرفض أن يكشف الوفا عنها.وانتقد الوفا بعض المسؤولين، وبعض قادة الأحزاب الذين تخوفوا من الحراك الشعبي لـ 20 فبراير، قائلا "كانو كيترعدو من رجليهم لراسهم، تخلطو عليهم لعرارم، وتلفو"، وعليهم تذكر ذلك، واحترام منطق صناديق الاقتراع، لأن الدوائر تدور.وانتقد الوفا إدريس جطو، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، دون ذكره بالاسم، مؤكدا أن الذي يتحدث الآن عن ارتفاع المديونية كان مسيرا للحكومة، ولم يفعل شيئا، والآن "كايخرج جنوي ديالو ضد بنكيران" الذي ساهم بجرأته السياسية في إنقاذ البلاد من الإفلاس التام، إذ طبق اتفاق 26 أبريل المرحل من حكومة الفاسي، بأداء زيادة للموظفين كلفت 13 مليار درهم، زائد 5 ملايير درهم للترقية. وأكد الوفا أن الملك لعب دورا هاما في استقرار البلاد، وإبعادها عن منطقة الخطر، إذ ذهب لدول الخليج للبحث عن التمويل، وحصل المغرب على 5 ملايير دولار لخمس سنوات. كما لعب الموسم الفلاحي في 2015، وتراجع أسعار النفط والمواد الاستهلاكية في الأسواق الدولية، دورا في تخفيف العبء، وإصلاح المقاصة، ما أدى إلى تخفيض العجز ورفع احتياطي العملة الصعبة إلى 7 أشهر وهو رقم قياسي لم يحصل بالمغرب منذ الاستقلال، ما طمأن الحكومة أنها تستورد ما تشاء من السلع لتزويد السوق الوطنية وتخفيض الأسعار.أ. أ