دقت الفدرالية المغربية لناشري الصحف والنقابة الوطنية للصحافة المغربية ناقوس الخطر، أمام تدهور الأوضاع المادية والمهنية للصحافيين، والمخاطر التي أضحت تهدد المقاولة الصحافية الوطنية، وضمنها مناصب الشغل. وأكدت الهيأتان المهنيتان أن المقاولة الصحافية باتت تعرف متغيرات كبرى تهدد استقرارها، ما ينعكس على أوضاع العاملين فيها، ويحد من تطورها، وهو الأمر الذي استدعى تنسيق الجهود بين فدرالية الناشرين ونقابة الصحافة، لمواجهة التحديات الجديدة.وفي هذا الصدد، أكد نور الدين مفتاح، رئيس الفدرالية أن الجديد اليوم هو الاتفاق على التشخيص المشترك بين الفدرالية والنقابة، بعد مرحلة من الاختلاف في تحليل أوضاع المهنة والصحافيين، أمام خطورة الوضعية، وهو ما يتطلب معالجة استثنائية، لأن التحدي الأساسي اليوم هو الحفاظ أولا على مناصب الشغل.وأوضح مفتاح في تصريح لـ «الصباح» أن الحكومة مطالبة اليوم، باعتبارها مسؤولة عن حماية ودعم المؤسسات التي تؤسس للحياة الديمقراطية، وضمنها الصحافة، أن تساهم إلى جانب المهنيين في حماية استقرار المقاولات الصحافية، من خلال آلية الدعم العمومي، الذي لا يتجاوز 6.5 ملايير سنويا، في الوقت الذي تساهم الصحف في نشر القراءة بحوالي 900 ألف قارئ بالمجان، بما قيمته 150 مليارا. وسجل مفتاح أن الفدرالية والنقابة انتقلتا اليوم إلى توحيد خطابهما ومقاربتهما لقضايا الدعم وتحسين شروطه، من خلال تقديم نموذج استثنائي يشترك فيه أرباب المقاولة الصحافية وممثلو الصحافيين، لمواجهة الإعصار الذي يتهدد استقرار عدد من المؤسسات.وأكد رئيس الفدرالية أن العديد من الوزارات والقطاعات الحكومية معنية بالجهود المطلوبة، وضمنها وزارتا التجارة والصناعة المالية، من خلال مراجعة عدد من الأعباء الضريبية التي تثقل كاهل المقاولة الصحافية، بالإضافة إلى مقترح خلق صندوق لدعم القراءة، يسعى إلى رفع نسبة قراءة الصحف في المؤسسات والإدارات.وأوضح البلاغ المشترك للفدرالية والنقابة، الذي توصلت «الصباح» بنسخة منه، أن الوضعية المادية والمهنية للصحافيين سجلت تدهورا ملموسا، يتطلب الانكباب عليها جديا، من أجل بحث سبل تصحيحها، ووقف تدهورها.وفي هذا الصدد، اتفق أعضاء الهيأتين على الاشتغال بصفة مشتركة بهدف تعديل مقتضيات الاتفاقية الجماعية، بما يسمح بتحسين الأوضاع المادية للصحافيين، ويحفظ شروط الكرامة والثقة في المهنة، وتنسيق الجهود في البحث عن الموارد المالية الضرورية.كما اتفق وفدا المكتبين التنفيذيين للفدرالية والنقابة على إعداد برنامج تمرين خاص بالصحافيين وبالمقاولة الصحافية الوطنية، يشمل أكبر عدد من الزملاء المهنيين في مختلف جهات المملكة، على أن تعد النقابة مشروعا متكاملا في هذا الموضوع.وقال مفتاح إن تمويل هذا البرنامج التكويني سيتم بغلاف مالي قيمته مليون درهم، تم تخصيصه لهذا الأمر، بموجب اتفاقية ثلاثية وقعتها، في وقت سابق، فدرالية الناشرين ونقابة الصحافة ووزارة الاتصال.وأجمع المشاركون في الاجتماع الذي تطرق إلى الأوضاع المادية والمهنية للصحافيين وأوضاع المقاولة الصحافية، والاتفاقية الجماعية للصحافيين المهنيين، وقضايا التكوين والتنسيق في التعامل مع المستجدات، على ضرورة مواصلة العمل بين النقابة الوطنية للصحافة والفدرالية المغربية لناشري الصحف في مختلف القضايا المهنية والإعلامية، خصوصا ما يتعلق بإخراج المؤسسات المحدثة بالقوانين الجديدة، وضمنها المجلس الوطني للصحافة.ب. ب