“همزة” المعرض تخرج نوايا الشراء إلى العلن

إقبال على السيارات التي يقل سعرها عن 150 ألف درهم والنساء في مرمى الوكلاء التجاريين تقاطر الآلاف من الزوار من البيضاء وخارجها مع نهاية الأسبوع الماضي، على فضاء المعرض الدولي للسيارات «أوطو إكسبو 2016»، آملين في أن تحمل الدورة العاشرة من هذا المعرض «همزة»، تتلاءم مع ميزانية فئة واسعة منهم، أصبحت ترى في السيارة ضرورة يومية للتنقل، بعد أن كانت إلى الأمس القريب مظهرا من مظاهر الرفاه. شحذ الموزعون والمستوردون، أسلحتهم التسويقية والتجارية، والأمر نفسه بالنسبة إلى البنوك وشركات القروض والتأمينات، التي لم يدخر وكلاؤها التجاريون جهدا لإغراء الزوار بعروض معدة سلفا لهذه المناسبة. دلف الزوار بشكل متسارع عبر الحواجز الإلكترونية والبشرية، للتجول في أروقة المعرض، والغايات من الزيارة مختلفة، إذ فضل البعض من المهووسين بالسيارات الراقية، التقاط صور مع جديد السوق، تؤرخ للحظات قيادة افتراضية لهذه السيارة أو تلك، وأغلب هؤلاء ينتمون إلى فئة الشباب، فيما فضل زوار آخرون، وتحديدا من النساء الشابات، ترصد أروقة بعض العلامات، الرائدة في تسويق السيارات الصغيرة، من أجل اقتناص عرض لشراء سيارة، وهو الإقبال الذي تفسره مجموعة من التطورات المجتمعية. توضح حنان، موظفة حسابات، حاجتها إلى سيارة جديدة، بعد تهالك سيارتها القديمة التي تجاوز عمرها ثماني سنوات، بسبب انتقالها للعمل خارج البيضاء، الأمر الذي يتطلب الحصول على مركبة متينة واقتصادية.وعاينت «الصباح»، تركز الطلب على علامات معينة توفر للفئة المذكورة من الزبناء مطلبها، يتعلق الأمر بـ»ستروين» و»بوجو» و»رونو- داسيا»، إلى جانب «تويوتا»، إذ أكد مصدر مهني في هذا الشأن، على توجه النسبة الأكبر من الطلب في السوق حاليا، إلى السيارات التي لا تتجاوز قيمتها المالية 150 ألف درهم. وبهذا الخصوص، تعرض العلامة الفرنسية سيارتها «بوجو 208» بسعر يتراوح بين 136 ألفا و900 درهم و154 ألفا و900، حسب مستوى التجهيزات «ليزوبسيون»، وهو السعر الذي تقترحه العلامة خصيصا للمعرض، عوض سعر يتراوح بين 161 ألفا و900 درهم و171 ألفا و900 خلال الفترات العادية.ومن جهتها، تعرض «ستروين» طراز «سي3»، الذي ينتمي إلى فئة السيارات الحضرية الصغيرة، بـسعر معرض «بري صالون» يبدأ من 131 ألفا و900 درهم، مقابل 148 ألفا و900 خلال الأيام العادية، في الوقت الذي وفرت «تويوتا» طراز «ياريس» الصغير بسعر يبدأ من 127 ألف درهم بالنسبة إلى السيارات التي تحوي محركا يعمل بالبنزين، فيما يبدأ سعر تلك التي تمتلك محركا يعمل بـ»الغازوال» من 150 ألف درهما، ويصل إلى 164 ألف درهما، بالنسبة إلى السيارة كاملة التجهيزات، في الوقت الذي يبدأ سعر طراز «ستيبواي» الشبابي الصغير من «داسيا»، من 139 ألفا و340 درهما، في إطار تخفيضات تتجاوز 10 آلاف درهم عن الأسعار خلال الأيام العادية، في الوقت الذي يتراوح سعر طراز «رونو كليو» الرياضي الصغير بين 141 ألفا و900 درهم و165 ألفا و900.وأفاد مصدر مهني، تنامي الطلب في فئة الشباب حديثي العهد بالعمل والوظيفة على اقتناء سيارات جديدة، موضحا أنهم على قناعة بأن السيارة عبارة عن استثمار، إذ توفر عليهم تكاليف التنقل إلى مقرات عملهم بواسطة وسائل النقل العمومية، وتمثل استثمارا «مربحا»، عند بيعها بعد استغلالها فترة خمس سنوات، والانتقال إلى اقتناء أخرى جديدة، وهو التحليل الذي يتقاسمه الوكلاء التجاريون لشركات القروض، إذ شدد يونس، وكيل تجاري لدى «وفا سلف»، في تصريح لـ»الصباح»، على أهمية أنشطة تمويل السيارات بالنسبة إلى الشركة، إذ تحضر لمناسبة المعرض الدولي للسيارات قبل ذلك، بإعداد عروض تمويل تتراوح مدة استحقاقها بين 12 شهرا و72، حسب قيمة التسبيق والقسط الشهري، مؤكدا أن بعض الزبناء يؤدون بين 30 % و40 من قيمة السيارة سلفا، ثم يسددون باقي قيمة السيارة على مدى خمس سنوات. اقتناء السيارة عبر "المرابحة" شهد رواق «دار الصفاء»، فرع مجموعة «التجاري وفا بنك»، المتخصص في التمويلات الإسلامية، إقبالا مهما خلال أول أيام المعرض الدولي للسيارات، إذ شرع الوكلاء التجاريون في شرح المنتوجات التمويلية الخاصة بالشركة للزبناء، تحديدا منتوج «مرابحة»، الذي يرتكز على مبدأ اقتناء الشركة السيارة من الموزع، ثم بيعها بعد ذلك بالتقسيط إلى الزبون، إلا أن مبلغ القسط الشهري، غالبا ما يكون مرتفعا، نظرا لقصر مدة الاستحقاق، الأمر الذي حول عددا مهما من الزوار نحو شركات القروض المتخصصة مثل «إيكدوم» و»صوفاك»، التي تعتمد مبدأ التمويل الكلاسيكي، لكن مع امتياز السرعة في إعداد الملف والموافقة على القرض، بشروط تفضيلية، تحذف معها في أحيان كثيرة تكاليف الملف. أما عروض شركات التأمين، فظلت على حالها في ظل تفعيل الدورية الجديدة لهيأة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، التي تنص على أداء قسط التأمين دفعة واحدة. سطوة "الغارديانات" استقطب المعرض الدولي للسيارات في نسخته العاشرة، بعد نقل مكانه إلى شارع «لاكورنيش» بعين الذئاب، عشرات حراس السيارات والدراجات النارية، الذين وجدوا في المناسبة «همزة»، لتحصيل أرباح مالية مهمة، فانتشرت الوزرات الخضراء على امتداد الشارع، والأزقة المقابلة له، إذ وجد الزوار صعوبة في ركن سياراتهم، واضطر بعضهم إلى تركها في مواقع بعيدة عن المعرض، والاستعانة بسيارات أجرة لبلوغه، فيما مارس هؤلاء الحراس سطوتهم على الزوار «المحظوظين»، الذين ركنوا سياراتهم بمحاذاة فضاء المعرض، من خلال إجبارهم على دفع مبالغ محددة بواسطة تذاكر، تتراوح بين خمسة دراهم و10.ورغم وجود المصالح الأمنية لتنظيم عملية المرور، إلا أنها وقفت عاجزة أمام العدد الهائل من السيارات، التي زارت الفضاء خلال نهاية الأسبوع الماضي، وتسببت في عرقلة حركة السير بشارع «لاكورنيش»، الذي يقود إلى المركز التجاري «موروكو مول»، وجهة البيضاويين المفضلة خلال الفترة المذكورة، بسبب ارتفاع حالات الركن في الوضع الثاني والثالث، والازدحام عند البوابة الرئيسية، في الوقت الذي وجد بعض الزوار في «باركينغات» عين الذئاب الأخرى، تحديدا المحاذية للملاهي الليلية، حلا للمشكل، رغم ارتفاع كلفة الركن هناك، والتي تصل إلى 20 درهما.ودخل بعض الزوار في ملاسنات، فصل في بعضها الأمن، مع حراس السيارات، بسبب المبلغ المفروض لقاء الركن في هذا المكان أو ذلك، فيما كثفت شاحنات القطر «ديباناج» حركتها خلال ساعات الذروة، من أجل تسهيل حركة السير والجولان بالمنطقة، وتغريم المخالفين لضوابط المرور.بدر الدين عتيقي

“همزة” المعرض تخرج نوايا الشراء إلى العلن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"السيلفي" مع السيارات... "لي ما شرا يتنزه"

إحراق الذات... النار لإطفاء الغضب

مقالات ذات صلة