لم يكن بوعزيزي تونس الرجل الوحيد الذي يحرق جسده احتجاجا، غير أنه، في العالم العربي، كان بمثابة الانطلاقة الرسمية لوسيلة احتجاج جديدة، لم يتخلف اليائسون من المغاربة عن اعتناقها وتحويلها إلى تهديد للسلطات، وإثارة الرأي العام ضدها. وإذا كان البعض يحرق نفسه احتجاجا على وضع اجتماعي ما، فإن البعض الآخر قد يصل إلى هذه النقطة الفاصلة، بدافع الحب أو بدافع خلافات بسيطة، وهي الحالة التي يجسدها مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، دفعته خلافات، وصفها البعض بالعاطفية، مع امرأة، إلى صب البنزين فوق جسده العليل وإحراقه لوضع نهاية لحياته. تدخل المواطنون لإنقاذ حياته، غير أن النيران التهمت من جسده الملامح، وخلفت فيه ندوبا لن يكون الزمن كفيلا بمحوها. وكانت واقعة إحراق المعاق لنفسه صادمة ومربكة لسلطات القنيطرة، إذ لم تمر على حادث إحراق بائعة الحلويات لنفسها أمام مكتب قائد، إلا أيام قليلة، حتى قام الشخص نفسه بعملية مماثلة، ما جعل سلطات المدينة تسارع إلى فتح تحقيق وتصدر بيانا أكدت من خلاله أن المعاق أضرم النار في جسده، بحي المغرب العربي بالقنيطرة، ليتم نقله، على وجه السرعة إلى مستشفى الإدريسي لتلقي العلاجات الضرورية، قبل أن يحال على مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. وأظهرت نتائج التحقيق الذي أنجزته السلطات، أن المعني بالأمر اختلف مع امرأة، قبل إضرام النار في جسده، مشيرة إلى أن الحادث ناتج عن مشاكل عائلية وشخصية.ض. ز