سقوط “الكوديم” … رصاصة الرحمة

أبو خديجة في قفص الاتهام ومجلس إداري «شبح» وجرائم الأموال تحاصر الفريقشكل اندحار النادي المكناسي إلى قسم الهواة صدمة كبيرة في الوسط الكروي، عقب هزيمته أمام شباب أطلس خنيفرة السبت الماضي ، والتي تدخل ضمن مسلسل من تراجع الفريق منذ سنتين.نزول «الكوديم» يعد الأول منذ اندماجه مع الرشاد المكناسي في 1962، بعد سنوات من التألق والإنجازات. لم يكن هذا النزول مفاجئا للمتتبعين، بل تحصيل حاصل، بالنظر إلى حجم المشاكل المالية وسوء التدبير.بكاء وإغماءات وحسرة وغضب هيستيري، تلك حالة اللاعبين والمحبين بعد نهاية مباراة شباب أطلس خنيفرة، فيما توارى الرئيس عبد المجيد أبو خديجة منذ مدة، تاركا وراءه فريقا عريقا يغرق. سنتان من المعاناةالذين يعتبرون نزول»الكوديم» منتظرا، يتحججون بمعاناته، بسبب مشاكله المالية في السنتين الأخيرتين، إذ كان فيهما الفريق قاب قوسين أو أدنى من النزول.وشكلت الأزمة المالية النقطة التي أفاضت الكأس في بداية الموسم، خاصة بعدما طالب عبد المجيد أبو خديجة، رئيس الفريق، بمبلغ 400 مليون مقابل التنحي، متحججا بأنه سيتنازل عن 800 مليون لفائدة «الكوديم»، لكن دون الاستجابة إلى طلبه رغم عديد المحاولات، التي ظلت بمثابة ذر الرماد في العيون، لتستمر المعاناة والمشاكل والصراعات والتطاحنات بين فرقاء الفريق.واتخذت أزمة «الكوديم» أشكالا متعددة، كتأخر صرف رواتب اللاعبين والمدربين والمستخدمين، وقطع التيار الكهربائي والماء عن مركز الاستقبال، بسبب عدم أداء الفواتير. النزاعات تفقر "الكوديم"في ظل وضعية «الكوديم» غير المستقرة، لجأ لاعبون ومدربون إلى لجنة النزاعات بالجامعة من أجل استخلاص مستحقات مالية، والتي ظلت متراكمة لأكثر من ثلاث سنوات، عبارة عن رواتب ومنح التوقيع، فحصل المدرب عبد العزيز كركاش على 94 مليون سنتيم، إضافة إلى لاعبين آخرين انتهت عقودهم مع النادي دون التوصل بمتأخراتهم. ارتفع عدد الملفات المعروضة على الجامعة في السنتين الأخيرتين، وقررت الجامعة حجب المنحة السنوية عن الفريق، بسبب تراكم ديونه. ولم يجد النادي سوى انتظار منح المجلس البلدي، البالغة قيمتها 100 مليون دون أن تفي بالغرض. وأوضح مصدر مقرب أن 92 مليونا سحبت من البنك بعد سبع ساعات. اعتصامات ومحاكم خاض مستخدمون وأطر تقنية اعتصامات مفتوحة، احتجاجا على عدم التوصل بمستحقاتهم المالية لأكثر من سنتين، ورفعوا تظلماتهم إلى السلطات المحلية والمنتخبة دون جدوى، قبل أن يقرروا اللجوء إلى القضاء. وتوالت اعتصامات المستخدمين أمام مقري العمالة والمجلس الإداري وبالملعب الشرفي، كما دخلت الهيآت النقابية على الخط لمؤازرة العاملين ب»الكوديم»، إلى أن قضت المحكمة لفائدة المستخدمين والإداريين في نزاعهم مع إدارة «الكوديم» بصرف رواتبهم ومستحقاتهم. التعاقدات... فشل ذريعبدت علامات النزول بادية على الفريق قبل انطلاق البطولة، بسبب فشل الانتدابات التي قام بها النادي المكناسي وعدم قدرة اللاعبين الذين تعاقد معهم على تحمل ظروف النادي الصعبة.وسرح الفريق مجموعة كبيرة من اللاعبين في السنوات الماضية، يشكلون أعمدة في الفرق التي انتقلوا إليها، دون أن يجلب الفريق بدلاء لهم.وساهمت تغييرات المدربين وسوء الاختيار في اللاعبين، وصعوبة ظروف النادي، في تراجع أداء الفريق بشكل مهول هذا الموسم.ولم يستثمر الفريق المجموعة التي تركها المدرب السابق عزيز كركاش، ولا العمل الذي قام به إيرول مالكوك، فسقط في مجموعة من الأخطاء والاختيارات الفاشلة التي دفع الفريق ثمنها غاليا. واعتبر ياسين أيت أحمد، متتبع وفاعل جمعوي، سقوط «الكوديم» نتيجة حتمية، بسبب تعنت الرئيس أبو خديجة، وشد الحبل بينه وبين الفعاليات الاقتصادية والمنتخبين والمسيرين السابقين.وأكد أيت أحمد في تصريح ل»الصباح الرياضي»، أن الانتدابات الفاشلة وتسريح أبرز نجوم الفريق، أحد الأسباب الحقيقية وراء اندحاره، داعيا في الوقت نفسه إلى تصحيح مسار النادي من أجل إعادته إلى القسم الثاني. الحجز على الحافلةحجزت المحكمة الابتدائية في مكناس على حافلة «الكوديم»، بعد تماطل إدارة الفريق في تسديد مستحقات المستخدمين والإداريين وبعض أطر الفئات الصغرى، بعد الدعوى القضائية التي رفعها هؤلاء ضد مشغلهم «الكوديم» منذ الموسم الماضي.ويأتي قرار الحجز على الحافلة، بعد انتهاء المهلة التي طلبها مسؤولو «الكوديم» المحددة في 15 يوما لتسديد رواتب المتضررين، بمجرد توصله بإنذار من المفوض القضائي، قبل أن يضطر الأخير إلى الاستعانة بعربة الجر لوضع الحافلة بالمحجز.لكن إدارة الفريق استعادت حافلتها، بعد أداء تعويضات مالية لفائدة خمسة مستخدمين وأطر، والبالغ قيمتها 168 ألف درهم، في انتظار أن تحسم المحكمة في ملفات أخرى.ووضعت الحافلة في المحجز من جديد من قبل مصالح الدرك الملكي، لسببين، الأول عدم توفرها على الضريبة المتعلقة بالسيارات، والثاني يعد أكثر غرابة، ويتعلق الأمر باستغلالها في النقل السري للركاب أثناء عودة سائقها من مراكش. المجلس الإداري... المتفرجيتعرض المجلس الإداري لانتقادات شديدة اللهجة عقب نزول النادي المكناسي إلى قسم الهواة، لعدم قدرته على تدبير فرع كرة القدم وإيجاد الحلول لمشاكله المتراكمة.ووصفت مصادر متطابقة المجلس الإداري بالمتفرج، في إشارة منها إلى فشله في إنقاذ الفريق من خلال التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها باعتباره الجهاز الوصي، إذ كان يفترض توجيهه ومساعدته ماليا، في الوقت الذي تعتبر فيه فعاليات مكناسية أن المجلس الإداري افتقد الشرعية منذ عام ونصف، بسبب عدم انعقاد جمعه العام. وتدعو هذه الفعاليات السلطات المحلية والرياضية إلى التحرك لإعادة المجلس الإداري إلى جادة الصواب.وترى مصادر أخرى أن المجلس المديري لم يعد لديه ما يقدمه إلى الفرع أو باقي الفروع، بسبب الحجز على حسابه البنكي من قبل مديرية الضرائب، بسبب تراكم الديون والعجز عن تسديدها في ظل قلة الموارد المالية. جرائم الأموال تحاصر "الكوديم"مازالت محكمة جرائم الأموال بفاس تتابع ملف النادي المكناسي، بشأن اتهامات متبادلة بين فرع كرة القدم والمجلس الإداري.وسبق للمحكمة أن استمعت إلى عبد المجيد أو خديجة، رئيس فرع كرة القدم، ومحمد بلماحي، رئيس المجلس الإداري، وأمينة مال الفريق سابقا في أولى جلسات التحقيق التفصيلي بشأن صلتهم بملف التجاوزات المالية التي عرفتها ميزانية الفريق.وباشر قاضي التحقيق التفصيلي في ملف مواز، ويتعلق الأمر بالرئيس الحالي لفرع كرة القدم وأميني المال السابقين، المتابعين في حالة سراح.ويتابع المتهمون في هذه القضية، بناء على شكايات تتضمن اتهامات متبادلة بين الطرفين، ما دفع الوكيل العام للملك إلى إصدار أوامره بالتحقيق مع أفراد كل مجموعة على حدة، وذلك للوقوف على مدى صحة الاختلالات التي يصر كل طرف على إلصاقها بالآخر، وتتعلق بظروف صرف الدعم الذي يتلقاه فرع كرة القدم من المجلس الإداري، والذي كان موضوع عدة احتجاجات، فجرها أحد المنخرطين عندما طعن في التقرير المالي المعد لجمع عام سابق.وغاب رئيس فرع كرة القدم ورئيس المجلس الإداري على جلسة قاضي التحقيق في خامس أبريل الماضي، بسبب ارتباط الأول بطواف المغرب للدراجات، واستحالة حضور الثاني، لوجوده في فرنسا، حيث يتلقى العلاج، فيما أعفى قاضي التحقيق محمد الشاوي من الحضور في الجلسة المقبلة، لعدم صلته بهذه القضية.إنجاز: عيسى الكامحيخالي: أبو خديجة مسؤول عن النكبةقال خالد خالي، نائب رئيس النادي المكناسي، إن الرئيس عبد المجيد أبو خديجة مسؤول مباشر عن هبوط الفريق إلى قسم الهواة.وأضاف خالي، في تصريح ل»الصباح الرياضي»، أن الرئيس افتعل مشاكل مع أغلب الفعاليات الرياضية في مكناس من خلال استهدافهم بتصريحات غير مسؤولة، ما انعكس سلبا على الموارد المالية.وتابع «إن الفعاليات الاقتصادية رفضت دعم النادي ماليا، بسبب تصريحات أبو خديجة غير المسؤولة، وقررت الابتعاد كليا، في الوقت الذي شكل دعم الجماعة الحضرية، الوحيد المتبقي دون إغفال دعم السلطات المحلية المتأخر».وحدد نائب الرئيس مسؤولية الرئيس أبو خديجة في تكوين مكتب مسير غير قادر على تقديم الإضافة.وزاد قائلا «إن أغلب الأعضاء لا يحضرون مباريات «الكوديم»، بحكم استقرارهم خارج مكناس، مقابل إقصاء كفاءات أبلت البلاء الحسن في وقت سابق. على كل نحن جميعا نتحمل مسؤولية النكسة، بمن فيهم شخصي المتواضع. وعلينا الرحيل عن النادي، وتكوين لجنة مؤقتة تسهر على شؤون النادي».وقال خالي بخصوص دور المجلس الإداري، إنه افتقد إلى السيولة المالية الكافية، إذ لم يحصل الفرع سوى على 19 مليونا بدل 180 مليون سنتيم، نصيبه السنوي، مضيفا أن المجلس الإداري فشل في تدبير مشكل الضرائب والحجز على حسابه البنكي، بسبب تراكم عائدات الضريبة على الدخل.وكشف خالي أن هناك من انتظر سقوط الكوديم للتشفي، نكاية في تشبث الرئيس بمنصبه وتصريحاته، التي جانبت الصواب في كثير من الأحيان. حميدوش: على المسؤولين أن يرحلوا فورا قال حمادي حميدوش، الإطار الوطني والمدرب السابق للنادي المكناسي، إن التسيير العشوائي والأحادي أحد الأسباب الرئيسية في سقوط النادي المكناسي.وأضاف حميدوش، في تصريح ل»الصباح الرياضي»، أن المسيرين الحاليين اهتموا بإبعاد الكفاءات الرياضية، بدل الاستعانة بهم لإنقاذ الفريق من النزول، مضيفا أن الرئيس أبو خديجة يتحمل مسؤولية هذه النكبة.وتابع «لا يعقل أن مكناس بتاريخها لا يمثلها فريق بالقسم الأول أو الثاني، إنها قمة الاستهتار بهذا النادي، الذي ساهم في تعزيز صفوف المنتخب الوطني بلاعبين متميزين».وأكد حميدوش أن دور المجلس الإداري كان سلبيا، إذ لم يتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، وزاد «كان على مسيري هذا الجهاز أن يدقوا ناقوس الخطر، قبل فوات الأوان».وحدد حميدوش مسؤولية المكتب المسير في عدم انفتاحه على ذوي التجربة للقيام بانتدابات وازنة وتدبير الفريق بشكل عقلاني دون حسابات أو صراعات مجانية، مضيفا «يجب على المكتب المسير أن يقدم استقالته فورا، بعد تسببه في اندحار الفريق إلى قسم الهواة».

سقوط “الكوديم” … رصاصة الرحمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سنفوز بكأس إفريقيا مع رينار

الحسناوي يجدد عقده مع الدفاع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات