انتحار طفل مدمن على أفلام العنف

استنفرت المصالح الأمنية بتاوريرت جهودها، أول أمس (الأربعاء)، إثر توصلها حوالي الثانية زوالا، بإشعار يتعلق بالعثور على طفل مشنوق داخل غرفة بمنزل والديه.وأفادت مصادر مطلعة أن عناصر الشرطة القضائية ولجت المنزل الموجود بشارع المغرب العربي بالمدينة ذاتها، واتجهت إلى الغرفة مسرح الانتحار، بدلالة من رب الأسرة، لتقف على مشهد مأساوي، لطفل لا يتعدى عمره تسع سنوات، وهو متدل بواسطة حزام مربوط إلى قفل نافذة. وأضافت المصادر نفسها أن المعاينة الأولية بينت أن الضحية فارق الحياة قبل وصول الشرطة، ليجري على الفور، ربط الاتصال بمصلحة الطب الشرعي التي حضرت عناصرها، ونقلت الجثة إلى مصلحة التشريح الطبي من أجل إنجاز تقرير حول الوفاة.وأوضحت المصادر نفسها أن الأبحاث الأولية التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية، انطلقت بالاستماع إلى والدي الضحية، كما استجمعت تحريات ميدانية، انتهت كلها إلى أن الضحية كان يحاكي أحد المشاهد المرئية التي أثرت فيه، ما دفعه إلى تقليدها بالحرف، للوصول إلى النتيجة البشعة التي أدمت قلب والديه.وعلمت «الصباح» أن الأبحاث التمهيدية التي جرت مع والدي الضحية، خلصت إلى أن الطفل، المزداد في 2007، كان يكثر من تتبع أفلام الحركة والرسوم المتحركة، كما أنه مدمن على فيديوهات التحدي في يوتوب، لدرجة أنه كان يقلدها، وهو ما كان موضوع تنبيهات من والديه دون أن يدركا أن تأثره بتلك الأشرطة إلى درجة الإدمان وتقليد مشاهدها، ستكون نتيجتهما المشهد المأساوي، الذي عاشاه زوال أول أمس (الأربعاء). وفي تفاصيل واقعة الانتحار، التي وقعت في غفلة من والدي الضحية، أشارت مصادر «الصباح» إلى أن الطفل اختار الانزواء داخل غرفته وإغلاق الباب، قبل أن يأخذ حزامه ويهيئه على شكل مشنقة ويربطه بقفل النافذة، مع لفه على عنقه قبل الارتماء، ليتدلى المسكين دون أن تصل قدماه الأرض، إذ ظل على تلك الحالة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، واكتشف والداه انتحاره بعد تفقد غرفته. ونبهت دراسات عديدة إلى مخاطر ألعاب الفيديو وأفلام العنف على الأطفال، وانعكاسها على سلوكهم، إذ أن المحتوى العنيف الذي تتضمنه لقطات ومشاهد تلك الأشرطة، يؤثر في الأطفال والمراهقين، بل وفي حالات عديدة تتم محاكاة المشاهد وتقليدها.وخلصت الدراسات نفسها إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقتا طويلا في اللعب بألعاب الفيديو ذات المحتوى العنيف، أكثر عرضة، لتبني سلوكات عدوانية، بل وتحدث لهم مشاكل نفسية بسبب صعوبة الفصل بين الحقيقة والوهم.المصطفى صفر

انتحار طفل مدمن على أفلام العنف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلث التلاميذ عُرضت عليهم مخدرات أمام المدارس

الاستقلال يطلق النار على بلمختار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات