ندمت على ممارسة التمثيل

الفنان عبد القادر مطاع قال إنه لم يجن من الفن سوى "قلة الصحة والفقر" قال الفنان عبد القادر مطاع، إنه لا يوجد أي سبب يمكن أن يمنعه من ممارسة الفن، مادام قادرا على الوقوف، مشيرا إلى أنه على استعداد دائم للعب أدواره بالقدرة نفسها التي كان عليها وبالقيمة الفنية نفسها. وكشف مطاع في حوار أجرته معه «الصباح»، أن التهميش الذي تعرض له بعد مرضه، رغم أنه ما زال قادرا على العطاء، جعله يندم على اختيار ممارسة مهنة التمثيل. في ما يلي تفاصيل الحوار : < هل الوضعية الصحية التي تمر منها سبب غيابك عن الساحة الفنية؟< أبدا ليس هناك أي سبب يمكن أن يمنعني من ممارسة الفن، مادمت قادرا على الوقوف، فأنا على استعداد دائم للعب أدواري بالقدرة نفسها التي كنت عليها وبالقيمة الفنية نفسها والمجهود ذاته وهي خصائص يتميز بها الفنان بغض النظر عن سنه ووضعه الصحي.الفن مهنة ليست عادية ولا ترتبط بمجهود عضلي بل هي مجهود فكري وروحي مرتبط بحبه وممارسته، والاستماتة من أجله ورفعه إلى أعلى الدرجات. اخترنا التضحية بصحتنا ووقتنا وعائلاتنا وتناسي مشاكلنا الشخصية والمادية من أجل العطاء دون انتظار المقابل، لأن الفن نضال من أجل الآخرين. تجربتي التي تتجاوز 54 سنة خير دليل على ذلك وهناك أسماء عديدة تجاوزت هذه المدة إلى أن وافاها الأجل وهي حاملة أماني كانت ترغب في ترجمتها على أرض الواقع. < في ظل الظروف الصحية التي تمر منها والتي أثرت على وضعيتك الاجتماعية هل تلقيت مبادرات من قبل وزارة الثقافة لمساعدتك ؟< قبل الحديث عن وزارة الثقافة لا بد من التساؤل عن دور البرلمانيين الذين منحناهم أصواتنا لتسليط الضوء على مشاكلنا والدفاع عن وضعيتنا في حين أن البعض منهم يفلح فقط في الحضور ومضغ العلكة، هل يفكرون في حال الفنان المغربي أم لا؟ هل يوجد من بينهم من طرح موضوع الفنان ونادى بأعلى صوته بضرورة تسوية الوضعية المزرية التي تمر منها مكونات الفن ببلادنا، وعلى الخصوص منها المسرحيين، لأن التاريخ سيسجل مواقف الذين دافعوا عن قضية الفنان المغربي.أما في ما يتعلق بالوزارة الوصية على القطاع فهي مسؤولة عن الوضع الذي يمر منه الفنان المغربي ومسؤولة عن تكوين الأجيال سواء في المسرح أو باقي أصناف الفن، لكن للأسف إزاء المحنة التي أمر منها لم أتلق أي مبادرة من وزارة الثقافة لمساعدتي.عندما تقضي 54 سنة وأنت تمارس التمثيل المسرحي والتلفزيوني وفي آخر أيامك وأنت تبلغ 75 سنة تجد أنك قد جنيت الوضعية الصحية الحرجة والكآبة والفقر والوضعية الاجتماعية الهشة فماذا تنتظر في المستقبل وأنت تتساءل عما تبقى لك من العمر لتعيش.ندمت على ممارسة مهنة التمثيل، رغم أنني أحبها وأعشقها لكن القائمين على الفن ببلادنا هم من جعلوني أندم على هذا الاختيار.فقط يوجد بلسم واحد ووحيد إزاء الألم الذي أشعر به والذي يتمثل في حب الجمهور وتقديره لنا. هذا هو البلسم والدواء الذي يشفي جراحنا والذي يعتبر بمثابة يد حنونة تمر على جسدك المتعب لتنسيك ما تمر به من أزمات. < هل تلقيت بعض العروض للعمل سواء في مسلسلات أو سيتكومات؟< مر الموسم الماضي دون أن أتلقى أي عرض وأظن أنه في الموسم المقبل لن أتلقى أي عروض مادمت في الوقت الحالي معرضا للتهميش والتجاهل.كان هناك وعد من قبل أحمد بوعروة للمشاركة في مسلسل «نوارة» الذي هو الآن في مراحل التصوير لكن لحد الساعة لم أتلق أي اتصال لمعرفة ما إذا كنت سأشارك أم لا، إذا أراد انضمامي إلى طاقم العمل فإنني على أتم الاستعداد لذلك، وإذا لم يرغب فالرزق على الله. < ما هي الرسالة التي تود توجيهها للجمهور المغربي في ظل الوضعية التي تمر منها ؟< ألتمس العذر من الجمهور المغربي إذا رأى مني عملا لم يكن في مستوى تطلعاته، و»اللي شافو قبيح إديرو مليح» أنا من جهتي أحاول قدر الإمكان تقديم أعمال جادة تبني ولا تهدم. أعمال توجه ولا تخرج عن المسار. أعمال فنية يمكن عن طريقها الدخول إلى بيوت العائلات والأسر بكل افتخار. أعمال تحظى بتقدير واحترام المتلقي لأن هذا واجبنا ودورنا.نعتذر للجمهور المغربي عن مستوى كتابة السيناريو والحوار لأننا ما زلنا لم نكون بعد في هذا الميدان تكوينا أكاديميا بالشكل الصحيح والمطلوب، فرغم أن هناك أشخاصا يكتبون السيناريوهات لكن ليس بمستوى عال مثل ما هو عليه الحال بالنسبة إلى الدول الأخرى، لأنهم لا يتوفرون على تكوين أكاديمي، ويكتفون فقط بالتقليد. أنا لست ضد التقليد لكن شريطة أن يكون مصحوبا بالإبداع لأننا نمثل مجتمعا مغربيا له ثقافته وروافده وعاداته وتقاليده ولذلك يجب مراعاة هذه الخصائص التي نتميز بها إذا كانت هناك الرغبة الحقيقية في الوصول إلى قلوب الجمهور المغربي.التمثيل هو مرآة المجتمع يمكن عبره التطرق لما يعيشه من معاناة ومشاكل وأحلام وطموحات لكن بطريقة احترافية وراقية.أجرى الحوار : محمد بها في سطور ممثل من رواد التمثيل المغربي.ولد بالبيضاء سنة 1943.شارك في عدة أعمال فنية كبيرة من بينها «ذراعي أوفروديت (فيلم مغربي/روماني 1978)، و»كريستيان (فيلم دنماركي/إيطالي 1989 )، ومسلسل «أولاد الناس» و»دواير الزمان» و»الغالية»، وفيلم «البانضية»، وسيتكوم «الربيب» وغيرها ...شخص العديد من الأدوار الكوميدية والتراجيدية في المسرح.اشتهر لدى المغاربة بصوته الرخيم في الإشهارات التي تبث في الإذاعات والتلفزيون.

ندمت على ممارسة التمثيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هنا راديو شدى اف ام

بنكيران يرقص مع "الدقايقية"

مقالات ذات صلة