تطورات ملف “أركان المغشوش”

اعتقال تاجرة من أزرو ومهاجرة مغربية بألمانيا فجرته بعد حلقات من "التمرميد" بين مصالح إدارية تواصل المحكمة الابتدائية بفاس، اليوم (الأربعاء) البت في ملف «زيت أركان المغشوش»، بعد تأجيل ذلك في 6 مرات سابقة، لأسباب مختلفة بينها إمهال دفاع تاجر مسرح ومساعده المعتقل، للإدلاء بالسجل التجاري للمحل المشتراة منه كمية الأركان المغشوشة. ومن تطورات هذا الملف الذي فجرته عاملة مهاجرة بألمانيا انتصبت طرفا مدنيا، ضم ملف آخر إليه بناء على طلب ممثل الحق العام لوحدة الموضوع والحيثيات، وتتابع فيه تاجرة خمسينية من أزرو، ورد اسمها على لسان المتهمين باعتبارها مزودتهما بالمادة المغشوشة. واعتقلت المتهمة من قبل مصالح أمن فاس بتنسيق مع أمن أزرو، يوم 21 أبريل قبل إحالتها على النيابة العامة بعد يومين قضتهما رهن الحراسة النظرية التي أمرت بإيداعها سجن بوركايز، قبل الشروع في محاكمتها بعد يومين وتأجيل ذلك لجلسة الأربعاء 27 أبريل. ويتابع مساعد التاجر ابن إقليم تاونات الأب لطفلين (49 سنة)، والمعتقل منذ نحو شهر ونصف، بتهم «النصب والغش في البضائع»، فيما يتابع مشغله الأب ل4 أبناء (59 سنة)، صاحب معشبة لبيع الزيوت والأعشاب والتوابل بدرب بوحاج بالطالعة الكبيرة، لأجل «المشاركة في ذلك». وفجرت التاجرة المتزوجة بدون أبناء، الملف بعدما اقتنت نحو الخامسة مساء 21 دجنبر الماضي، لترا من هذا الزيت من المحل عبر شاهد استدعته المحكمة، ليتضح بعد أدائها قيمته المقدرة في 300 درهم، أنه مغشوش من خلال رائحته ولونه، ويفتقد للجودة اللازمة.واجهت المعنية، تاجر المادة بتلك الحقائق الصادمة، فثار في وجهها مدعيا أنها ليست للأكل بل للتجميل وعلاج الأمراض الجلدية، محاولا نزع القنينة من يديها وإرجاع مبلغها، لكنها تشبثت بها أملا في إخضاعها للخبرة وكشف مثل هذه السلوكات التي تضر بسمعة المغرب السياحية.وتحدثت عن تعرضها إلى «مساومات وإغراءات مادية وصلت لحد عرض 5 ملايين سنتيم للكف عن متابعة صاحب المحل» حسب شكايتها التي تقدمت بها إلى النيابة العامة بعدما ذاقت ألوانا مختلفة من العذاب، تحولت معها إلى كرة تقاذفتها الأرجل بين الدوائر الأمنية.لم يكن «إسقاط» المتهمين ومتابعتهما، أمرا سهلا، بل سبقته «مرمدة» للمشتكية تصلح أن تكون سيناريو فيلم «هوليودي» ما زالت فصول حلقاته مفتوحة على كل الاحتمالات أمام مراسلتها للديوان الملكي أملا في التحقيق في سلوكات بصمها مسؤولون في الأمن والسلطة، موضوع تشكيها.طرقت المعنية في اليوم ذاته باب المنطقة الأمنية الأولى بالبطحاء قبل توجيهها إلى دائرة القطانين، دون قضاء غرضها البسيط بالاستماع إليها وإلى التاجر ومساعده والشاهد الوسيط، لتعود في اليوم الموالي وتتجرع مرارة «القذف نفسه»، إلى أن وجهت للملحقة الإدارية البوعنانية.في العاشرة صباح 23 دجنبر، كانت في الموعد المحدد لها مع القائد، إلا أن حدثا وقع بدخولها المقر، إذ اصطدمت بعون سلطة (مقدم) في حادث تطور إلى احتجاج للموظفين وتدخل للمسؤول الأول بالملحقة، قبل اقتيادها إلى مقر المنطقة الأمنية لاتهامها بإهانة موظفين.وكان اكتشاف انتهاء صلاحية بطاقتها الوطنية، وإدلاؤها بجواز السفر الألماني، نقطة حولت طريقة التعامل معها ليذوب الاتهام وينطلق مسلسل الترغيب دون أن ينقطع حبل ممارسات وثقتها في تسجيلات صوتية لمكالمات قد تطيح برؤوس مسؤولة، بعد استنجادها بالملك. لجأت هذه العاملة المهاجرة إلى الديوان الملكي الذي اتصلت به هاتفيا ليقترح عليها خطوات كان بعضها ناجحا سيما شكايتها إلى مصلحة زجر الغش ومراقبة الجودة والنيابة العامة، دون مسؤولي الأمن الذين طرقت أبوابهم للتشكي من سلوكات أمنيين بالوجهات التي قصدتها.أمر وكيل الملك بالتحقيق في شكايتها وإخضاع زيت أركان للخبرة اللازمة، قبل أن يستمع إليها من قبل أمن دائرة القطانين في محضر استمع فيها إلى مساعد التاجر الذي أنكر أن اللتر المباع لها ب300 درهــــم حســـب إفادتــــــــه، عن طريــــق مرشـــــــــــــــــــد ســــياحـــــــــــــي، للاستهلاك بل للتجميل.وأكد أنه تلقى مكالمة هاتفية من المرشد السياحي بعد ساعة يخبره أن الكمية غير صالحة للأكل، ســــــــاردا تفاصيـــــــــل لاحقة أعقبها توجهه إلى محل ببوجلود وما وقع مع المعنية، فيما جاءت أقوال مشغله متطابقة حرفيا مع تلك التي أدلى بها للشرطة القضائية، وبتفاصيل متقاربة. وعكس ذلك ذكر الشاهد حقائق أقرب لتلك الواردة على لسان المشتكية، بينها تكلفه بشراء الكمية وحضورها وملاحظتها أنها مغشوشة، ما أربك برأيه، مساعد التاجر الذي «تراجع عن أقواله بأن الزيت معد للأكل، مدعيا إعداده للتجميل وعلاج الأمراض الجلدية فقط».حميد الأبيض (فاس)

تطورات ملف “أركان المغشوش”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكومة تعاقب مديرا تحرش بتلميذة

الحبس لمتسبب في عاهة بأزمور

مقالات ذات صلة