تحولت حياة أسرة الطاهر، القاطنة في حي سباتة الشعبي بالبيضاء، إلى جحيم، حين تسبب حادث اعتداء في إعاقة الشاب الذي لم يتجاوز عمره 16 سنة، من قبل شاب آخر يجاوره السكن، إذ بلغت نسبة العجز لدى الشاب عند استخدام إحدى يديه إلى 20 %، إثر ضربة بواسطة آلة حادة، نتج عنها قطع أعصاب حيوية على مستوى المعصم، وهو الوضع الذي أثر سلبا على نفسية التلميذ، الذي يواظب على متابعة دراسته في إحدى المؤسسات التعليمية بالحي.ويتحدث أبو الضحية، عن تغير حالته النفسية بشكل جذري، بعد صدور حكم على الجاني بشهرين موقوفي التنفيذ، ما أدخله في حالة هيجان داخل قاعة الجلسات، عقب النطق بالحكم، الأمر الذي جعله يحمل ضغينة في نفسه تجاه المعتدي وأبناء حيه، الذين أصبحوا يتهكمون على وضعه، ما دفعه إلى حيازة سلاح أبيض، بنية استخدامه للانتقام من الجاني، إلا أن يقظة الأم كانت وراء اكتشاف نيته.ويوضح الأب بحرقة، أن ابنه لم يعد يقوى على مواجهة الشارع أو أقرانه، وأصبح يتصرف بمنطق عدائي داخل البيت، خصوصا أن حالته الصحية ساءت كثيرا خلال الفترة الأخيرة، رغم استنفاده حصص العلاج الطبيعي، إذ ما زال معصمه ملتويا بشكل طفيف، فيما عمقت آثار القطب عذابه النفسي، ذلك أنها تذكره دائما بحادث الاعتداء والشخص الذي تسبب فيه، علما أن الفتى كان منطلقا ومحبا للرياضة واللعب مع أقرانه.وأثقلت الضغينة كاهل الطاهر وأسرته، التي أصبحت تجد صعوبة في التعايش مع سكان الحي، خصوصا أن القضاء لم ينصفهم، حسب زعمهم، ولم يأخذ بعين الاعتبار وقائع محضر الضابطة القضائية، وكذا الشهادات الطبية، التي سجلت مدة عجز في حدود 45 يوما، فيما بلغت نسبة العجز البدني 20 %، بينما ظل الجاني يجول في الحي متبجحا بأفعاله، وفق تصريحات الأب الساخط على وضع ابنه.بدر الدين عتيقي