روسيا… رسالة إلى من يهمهم الأمر

الملك علق على زيارة موسكو بأن المغرب حر في قراراته وليس محمية تابعة لأي بلد لم ينتظر الملك مناسبة انعقاد القمة المغربية الخليجية ليكشف عن الوجه الآخر للمغرب، ويكشف للعالم أنه لن يقدم تنازلات أخرى، ولن يسمح أن يصل الابتزاز إلى حد ضرب وحدته الترابية، إرضاء لصناع خارطة جديدة في المنطقة، فقد تغير الوضع منذ أن أطلق ورش الدبلوماسية الهجومية القائمة على قاعدة المعاملة بالمثل والعمل بمبدأ الند بالند في العلاقات الدولية. وعكس الزمن الذي كان فيه المغرب يعتمد، بشكل كبير، على باريس وواشنطن من أجل الترافع عن قضية الصحراء في مجلس الأمن باعتبارهما دولتين دائمتي العضوية، بدأ يغير خارطة علاقاته بالقوى العظمى، خاصة بعد البلاغ المشترك الأخير للملك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شدد على أن روسيا تأخذ بعين الاعتبار ما تم إنجازه في الأقاليم الصحراوية، ومقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا للنزاع.وتضمن الخطاب، الذي ألقاه الملك أمام أشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون، رسائل أكبر من بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي اعترف بعدم ضبطه لحيثيات النزاع المفتعل بالصحراء تاركا المبادرة لموظفين يشتبه في حيادهم، وأكبر من بوليساريو ومن الجزائر، بل سيصل لهيب حزمها إلى كواليس مجلس الأمن ، خاصة تلك التي يقول فيها بأن "المغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد"، وإنه "سيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم".واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الخطاب الذي ألقاه الملك قبل أسبوع بالرياض، حمل إشارات واقعية، سيادية تستند على تحالفات جديدة، كما جسدتها الزيارة الأخيرة إلى موسكو في مارس الماضي والزيارة المرتقبة إلى الصين.واستدعت التطورات المتسارعة لملف الصحراء ومحاولات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الدفع في اتجاه الضغط على المغرب، وإبقاء الاتصال دائما بين الملك وفلاديمير بوتين، رئيس روسيا الفدرالية، العضو الدائم العضوية بمجلس الأمن، الذي ينتظر أن يصدر توصيته السنوية في الملف قبل نهاية أبريل الجاري، إذ كشف بلاغ للديوان الملكي أن الملك أجرى قبل أيام مباحثات هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي، جدد خلالها قائدا البلدين التأكيد على ارتياحهما التام لنتائج الزيارة الملكية الأخيرة لموسكو، والتي فتحت عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين وكرست إرساء شراكة إستراتيجية معززة.وعبر الملك والرئيس الروسي عن انشغالهما القوي بشأن التطورات الأخيرة لقضية الصحراء، من قبيل ما تم تسجيله على مستوى الأمانة العامة للأمم المتحدة، مشددين على تعزيز تنسيقهما والإبقاء على اتصال دائم بهذا الشأن من أجل التوصل في متم أبريل الجاري إلى نتيجة متوازنة ومثمرة، مع الإشادة بالتقدم الذي يعرفه تفعيل مختلف أوجه هذه الشراكة الإستراتيجية المعززة، والتزام مسؤولي البلدين بضمان تجسيدها التام في جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية.وأعرب قائدا البلدين أيضا عن ارتياحهما لجودة التشاور السياسي بين البلدين، وقاما، في هذه المباحثات الهاتفية، ببحث مختلف القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي، سيما تلك المرتبطة بالوضع في المشرق والمغرب العربي.وأعلنت روسيا بعيد الزيارة الملكية الأخيرة إلى موسكو أنها تدعم جهود مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من كلا الطرفين لمشكل الصحراء، وذلك في إطار مصالح السكان. لا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول التزمت موسكو بأنها ستأخذ، على النحو الواجب، بعين الاعتبار موقف المملكة المغربية في ما يتعلق بتسوية هذا المشكل، وأنها لن تدعم أي محاولة تسريع أو تسرع في الاضطلاع بالمسلسل السياسي، وكذا أي خروج عن المعايير المحددة سلفا في القرارات الحالية لمجلس الأمن، خاصة في ظل المشاريع السوسيو-اقتصادية الهادفة إلى تنمية الأقاليم الجنوبية وتحسين ظروف عيش سكانها.كما دعت روسيا الاتحادية إلى احترام التراث التاريخي والتقاليد الثقافية ومنظومة القيم وخيارات التنمية للدول السيادية، مجددة التأكيد على تشبثها بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفضها للانفرادية خارج مهمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإيمانها بنظام متعدد الأطراف عادل ومنصف، عماده التمسك بمبادئ التسوية السلمية للنزاعات والأزمات، وإرادتها الصادقة في بروز نظام دولي متعدد الأقطاب قائم على الاحترام الشامل لقواعد ومبادئ القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة.وتأتي المكالمة أياما قليلة على الزيارة التي قام بها عبد اللطيف الحموشي ، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية، إلى موسكو وعقده لقاءات مع مسؤولين أمنيين روس في مقدمتهم نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، العقل الأمني الأول في البلاد، بعد أن قاد مخابراتها الداخلية والخارجية خلفا لفلاديمير بوتين الرئيس الحالي لروسيا الفدرالية. ياسين قٌطيب

روسيا… رسالة إلى من يهمهم الأمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الغالي: دعوة البرلمان إلى اليقظة

الصحراء ... الضرب تحت الحزام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات