تحولت الحملة التي تقودها طالبات فرنسيات للدفاع عن حق النساء ارتداء الحجاب، إذا اخترن ذلك، إلى غرفة في محكمة "فيسبوك"، لمحاكمة الجسد الأنثوي من جديد وإخضاعه لسلطة الحلال والحرام."يوم الحجاب"، هو العنوان المناسب لنقاش فيسبوكي محتدم، تفاعلا مع حملة تنظمها طالبات فرنسيات للدفاع عن النساء في اختيار اللباس الذي يناسبهن بما في ذلك الحجاب. وإن كان البعض اختار الانضمام من شرفات "فيسبوك" إلى هذه الحملة ومساندتها، من باب الحجاب فرض على النساء، فإن آخرين اختاروا الاصطفاف إلى جانب الطالبات المنظمات للحملة، من باب مساندة الحريات الفردية، والتي لا تعني بالضرورة طرفا دون آخر، بل تشمل الجميع بمختلف مرجعياتهم. وككل مرة خرج النقاش عن سكته العادية، أي احترام كل الآراء، في قضية مرت، في منطلقها، بشكل عاد، وقوبلت بما يشبه اللامبالاة، لكنها وجدت عند مستقبليها المغاربة على الفضاء الأزرق، العطش إلى نقاش يحاول فيه طرف إقصاء الطرف الآخر، وتهريب الموضوع من رقعته الأصلية أي الحريات الفردية، إلى فضاءات أخرى تنتشر فيها لغة السب لكل مساند لحرية اللباس ولحق المرأة وحدها في اختيار ما يناسب قناعاتها الشخصية وذوقها وجسمها. ليس النقاش وحده ما احتدم في الفضاء الأزرق حول الحملة نفسها، بل أيضا اختار البعض أن يشارك فيه عبر نشر صور لأنواع الحجاب، بل وإخضاع بعض أشكاله لانتقادات حادة، على اعتبار أن ما يمكن تسميته بالحجاب العصري ليس حجابا، وأن الخمار على الطريقة السلفية هو الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة ارتداؤه.ض.ز