حـرب حـول المـاء ببولمـان

69 جريحا في مواجهات بين مواطنين وقوات عمومية بسبب تغيير مسار واد خلفت مواجهات دامية اندلعت صباح أول أمس (الخميس)، بين القوات العمومية وسكان قبيلة آيت حمزة إزكاغن بكيكو، على بعد نحو 25 كيلومترا من بولمان، بسبب نزاع مستفحل بين قبيلتين حول مياه نهر، إصابات متفاوتة الخطورة بين الطرفين وخسائر مادية بعربات الدولة. وأحصى مصدر حقوقي 57 مصابا، بينهم 17 امرأة وطفلة أصيبت بجروح في رأسها ورضيع اختنق نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق السكان المحتجين، مؤكدا أن غالبية الجرحى ضمدوا جراحهم بمنازلهم ولم يتوجهوا إلى المستوصف المحلي للاستشفاء، خوفا من اعتقالهم. وتحدث عن إصابات أخرى في صفوف القوات العمومية، لم يتم تحديد رقمها بدقة، كما هو حال حجم الخسائر التي أصيبت بها السيارات المستعملة في التدخل، بينها سيارة للوقاية المدنية وأخرى لقائد المنطقة، شوهدتا منقلبتين بقارعة طريق متربة في فيديو تم تداوله إلكترونيا. وتحدثت مصادر أخرى عن 12 جريحا في حالة حرجة جدا، نسبة مهمة منهم من أفراد القوات العمومية الذين تبادلوا العنف والرشق بالحجارة مع السكان، على طول مزارع آيت حمزة، فيما توافدت عدة سيارات إسعاف سيما من بولمان، لإغاثة المصابين من الطرفين. وأكد تسخير 48 سيارة أمنية وحافلتين، مليئة بمئات أفراد القوات المساعدة والدرك والتدخل السريع، لتأمين تحويل مجرى ساقية قبل اندلاع تلك المواجهات التي تواصلت طيلة نحو 7 ساعات قبل انسحاب القوات العمومية ظهرا، دون أن يستبعد احتمال اعتقال مشاركين فيها. وهاجم السكان الغاضبون سيارتي القائد وخليفته وألحقوا بهما خسائر مادية جسيمة، محاولين تدميرهما، قبل أن يترك القائد سيارته ملقاة على سطحها بقارعة الطريق، فيما استعانت القوات العمومية بالغاز المسيل للدموع لتفريق السكان الغاضبين من الجنسين، ونسبة مهمة منهم شباب. وحلقت مروحية (هيلوكوبتر) تابعة للدرك، في سماء مسرح المواجهة، محاولة لتهدئة روع المحتجين والتقاط صور للمواجهة والمشاركين فيها وجمع المعلومات في حادث ينذر بتطورات خطيرة أمام استمرار أجواء الاحتقان، في غياب حل جذري لمشكل استغلال مياه الري بين القبيلتين. وانطلقت شرارة المواجهة لما وصلت القوات العمومية يتقدمها رئيس دائرة بولمان وقائد كيكو وخليفته، نحو السادسة صباحا إلى منطقة إزكاغن ومحاولتها استعمال جرافة لتغيير قناة الماء عن مسارها الطبيعي، ما أغضب نساء وجدن بالمكان واحتججن على ذلك.وحاولت النساء منع الجرافة من تغيير مسار الماء إلى ساقية ثانية لضمان استفادة القبيلة والدواوير المستفيدة من دوارات الري والسقي، والمحرومة من هذه المادة الحيوية منذ مدة، ما ضاعف معاناتها سيما في أوقات الجفاف والزراعات الربيعية، ورفع من حدة التوتر بين الطرفين. وتطورت الأمور بشكل لافت بشيوع الخبر والتوافد المتتالي لسكان القبيلة الذين حاولوا منع المصالح المختصة من مباشرة الإجراء، لحقن غضب زملائهم في قبيلة آيت حلي وآيت فريكو وألميس، متهمين قبيلة آيت حمزة بالاستحواذ على منابع المياه إلى درجة شحها بحقولهم الفلاحية.ورفض السكان الغاضبون الذين رموا القوات العمومية بالحجارة، تغيير مسار المياه، بعد احتجاجات متواصلة منذ عقد نفذوها للمطالبة بحقهم منها سيما بعد تضرر الوحيش والأسماك الموجودة بجداول مسار الوادي أحد أهم منابع نهر سبو. ورغم تدشين الملك لسد المرجة منذ 8 سنوات، فإن المشاكل بين القبيلتين تناسلت بسبب الخلاف حول تدبير ملف الري على وادي كيكو بين قبيلة آيت حمزة وقبائل آيت حلي وتاغزوت وتافراوت وبني داود وآيت أفقير وآيت فريكو وآيت الميس وآيت عمر أعبيد وآيت خباش. وتواصلت طيلة الأشهر الأخيرة، عملية شد الحبل بين سكان القبيلتين بشكل ينذر ب”حرب أهلية”، دون أن تجد السلطات الحل الناجع لإرضاء كل الأطراف المتناحرة، لتستمر المناوشات في انتظار تدخل حازم يضع حدا لخلاف عمر طويلا وينذر بتطورات غير محمودة العواقب. حميد الأبيض (فاس)

حـرب حـول المـاء ببولمـان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إتلاف أزيد من 10 أطنان من المخدرات بطنجة

محكمة النقض ... نموذج الدبلوماسية الموازية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات