قال إن خطابات رئيس الحكومة حول الملكية تشوه صورتها الحديثة اتهم إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بتغذية التوجه الإيديولوجي لثقافة التطرف، من خلال تصريحاته حول الدين.وهاجم لشكر بنكيران ووزراءه وأعضاء من حزبه وقادة جماعته التوحيد والإصلاح بالتواطؤ مع المتطرفين الدينيين الذين ينشطون في المواقع الإلكترونية، إذ تمكنوا من استقطاب أئمة مساجد ووعاظ لنشر ثقافة التطرف، التي تطورت من خلال استقطاب أشخاص يتبنون النهج الإرهابي، ويجندون آخرين للالتحاق ببؤر التوتر بسوريا والعراق وليبيا.ودعا لشكر أطر حزبه إلى وضع مخطط ضمن برنامجه الانتخابي للمساهمة في تأهيل الحقل الديني، قصد إبعاد المتطرفين، والدفاع عن حرية الإبداع في الفن والثقافة والإبداع، والحريات الفردية والجماعية، وتفتح المجتمع عبر التربية بالمدارس لمناهضة المشروع المجتمعي الرجعي.وأكد لشكر، الذي كان يتحدث في اجتماع خاص بلجنته الوطنية التي تهيئ البرنامج الانتخابي، نهاية الأسبوع، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أن الحكومة لم تبادر إلى تبني أية إستراتجية لمواجهة التطرف.ورفض لشكر الطريقة التي يتحدث بها بنكيران عن المؤسسة الملكية، معتبرا إياها تصريحات رجعية تريد أن ترجع بالمغاربة إلى القرون الوسطى، لأنها تجمع كافة السلط في سلطة واحدة، ما يعد مخالفة للدستور الجديد الذي يفصل بينها.واعتبر لشكر أن الاتحاديين، بوعيهم النضالي التاريخي لأجل الديمقراطية ومساهمتهم مع باقي القوى التقدمية في البلاد، حققوا مكاسب شتى، ما يجعلهم يرفضون أي محاولة للعودة بالمؤسسات الدستورية إلى الوراء، من خلال مجموعة من الخطابات التي يلقيها بنكيران بشأن دور المؤسسة الملكية ووظيفتها.وقال لشكر إنه يخشى اليوم بأن تسيء هذه الممارسات إلى ثوابت البلاد خاصة الدين الإسلامي والمؤسسة الملكية، من خلال تصريحات رسمية صادرة عن رئاسة الحكومة التي سقطت في منزلقات خطيرة تمس بوظيفة المؤسسات الدستورية.ودعا لشكر عموم الاتحاديين إلى الرفع من شأن ما وصفه بالملكية العصرية، التي يؤمنون بها والتي تعد أنجع من الملكية التقليدية، وتدفع نحو تحديث المجتمع وتطويره.واعتبر لشكر أن خطابات بنكيران حول الملكية تشويه لصورتها الحديثة، وهي إيهام للرأي العام أن لا شيء تغير في البلاد، رغم التعاون القائم بين المؤسسات، وبين الدولة والمجتمع، باستثناء اللحظات العصيبة التي كان يسود فيها الظلم والاستبداد.وهاجم لشكر حكومة بنكيران، متهما إياها بأنها تحاول القيام بانقلاب شامل على الإصلاح، عبر وضع مخطط سياسي محكم لإرساء هيمنة إيديولوجية رجعية على المجتمع والدولة.ووصف لشكر سياسة الحكومة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، بالرجعية التي استهدفت مكتسبات الطبقة العاملة والشغيلة وعموم الجماهير الشعبية، بوحشية لا مثيل لها، وبنوع من التعالي والعداوة إزاء المطالب المشروعة لعموم الشعب المغربي، مسجلا أن المغرب عاش كابوسا حقيقيا مدة خمس سنوات، طبقته الحكومة لأجل إفراغ المؤسسات الدستورية وتقليص هوامش الإصلاح الدستوري، ما يعد انتكاسة مناهضة للحداثة. وأكد لشكر أن حكومة بنكيران سعت إلى بناء مجتمع يكرس الفوارق الاجتماعية، ويجهز على القطاع العام لصالح الخاص الذي يغلب عليه طابع الاحتكار والريع، ما أدى إلى تعميق الهشاشة والخصاص في المناطق، مضيفا أن هم الحكومة هو نيل رضا المتحكمين في الاقتصاد ودواليب الدولة، وهو توجه رجعي يميني انعكس سلبا على قضايا المرأة والتربية والتعليم والثقافة والفن والإبداع والحقوق الفردية والجماعية وحقوق الإنسان.وسخر لشكر من رفع الحكومة شعار محاربة الفساد الذي تضخم حجمه بمختلف الأشكال وفق مؤشرات المؤسسات الوطنية والدولية.أحمد الأرقام