يزور المغرب، ابتداء من اليوم (الثلاثاء)، خوصي إيغناسيو كاليخا، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإسباني، وعمدة الجزيرة الخضراء، على رأس وفد إسباني، يجري خلالها عدد من اللقاءات والمباحثات التي تستهدف تقوية علاقات التعاون بين البلدين.وقال محمد دعيدعة، المستشار عن مجموعة العمل التقدمي بمجلس المستشارين، الذي يقف وراء تنظيم هذه الزيارة، في إطار نشاط الديبلوماسية البرلمانية، إن الوفد البرلماني، الذي يمثل الحزب الشعبي، سيعقد لقاءات مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية، ورئيس مجلس النواب والمستشارين، ورئيسي لجنة الخارجية بالمجلسين. وأوضح دعيدعة في تصريح لـ"الصباح" أن البرلمانيين المغاربة مطالبون بتفعيل العلاقات مع نظرائهم الإسبان، بهدف تعميق الحوار، والإعداد لعقد الدورة الثانية للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني بالمغرب، بعد عقد الدورة الأولى في إسبانيا، وتعميق الحوار في القضايا ذات الاهتمام المشترك.وأكد دعيدعة أن اللقاءات مع الوفد الأسباني، تأتي في أعقاب موقف الحزب الشعبي الإسباني، من مبادرة برلمانيين إسبان إرغام حكومة مدريد على تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، وهي المبادرة التي أفشلها الحزب الشعبي.وطالب المستشار في مجموعة العمل التقدمي بمجلس المستشارين، بتفعيل الديبلوماسية البرلمانية في إسبانيا، لمواجهة خصوم الوحدة الترابية. وتصدى الحزب الشعبي، الأسبوع الماضي، لمحاولة إصدار إعلان باسم البرلمان يعادي الوحدة الترابية للمغرب، في إطار الحملات التي تقودها أحزاب اليسار، للتأثير على مجريات مناقشات ملف الصحراء بمجلس الأمن.وصوت الفريق المشترك للحزب الشعبي بمجلس النواب الإسباني، ضد الإعلان الذي سعى المحرضون عليه إلى تبنيه بالإجماع. وشكل فشل أحزاب اليسار الإسباني في التصويت بالإجماع على مبادرتهم، صفعة جديدة لخصوم الوحدة الترابية ومن يساندهم، لتنضاف إلى النكسات السياسية التي تلقوها في الآونة الأخيرة بعدد من الهيآت بأوربا، ناهيك عن موجة سحب الاعترافات بـالجمهورية الوهمية، سيما في أمريكا اللاتينية وإفريقيا.وحاول برلمانيو الأحزاب المشكلة للمجموعة الموقعة على البيان، الضغط على حكومة مدريد لتغيير سياستها تجاه ملف الصحراء، في محاولة يائسة لإعادة سيناريو توسيع مهام مينورسو لمراقبة حقوق الإنسان، والذي تصدى له المغرب بقوة.كما سعت المجموعة إلى تنشيط مبادراتها المؤيدة للانفصاليين من داخل البرلمان الإسباني، للضغط على الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تسبب في أزمة مع المغرب، بسبب تصريحاته المنحازة، والبعيدة عن دور الوساطة الذي تقوم به الأمم المتحدة، قبيل تقديم تقريها السنوي حول الصحراء.وتزامن تحرك البرلمانيين الإسبان، مع الجهود المتواصلة بمجلس الأمن لإيجاد حل توافقي مع المغرب، من أجل إعادة الفريق المدني لمينورسو إلى الأقاليم الجنوبية، بعد طردهم، مقابل التأكيد على مواصلة الأمم المتحدة لجهودها من أجل دفع بوليساريو، ومن يقف وراءها، إلى قبول التفاوض في مقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الوحيد المطروح على المفاوضات، بعد استحالة تطبيق الاستفتاء، والذي يحظى بدعم العديد من الدول الكبرى، التي اعتبره مقترحا جديا.برحو بوزياني