الموجة الغنائية الجديدة في طريقها للزوال

محمد عدلي قال إن أغنية "نديكلاري نبغيك" مهداة للراحل عقيل قال المطرب محمد عدلي إن أغنيته الجديدة "نديكلاري نبغيك" التي قدمها بأسلوب الراي تعد بمثابة تكريم للفنان الجزائري الراحل عقيل، وأضاف نجم "ذي فويس" أنه يفضل أن لا يسجن نفسه في نمط غنائي واحد، وأن دقة اختياراته الغنائية هي التي تجعله يلحن لنفسه في أغلب الأحيان. < فاجأت الجمهور بأغنية جديدة بعنوان “نديكلاري نبغيك” التي تحولت فيها إلى نمط الراي ما هي أسباب نزول هذه الأغنية؟ منذ أن بدأت الغناء سعيت أن أكون منفتحا على جل الأنماط الغنائية السائدة، لذا لم يكن نمط الراي غريبا عني، خاصة أن جيلي فتح عينيه على أغاني الشاب خالد وحسني ومامي ولامين وميمون الوجدي وغيرهم، وهو ما جعلني أتشبع كثيرا بهذا الفن الذي يتطلب أسلوبا خاصا في الأداء، لكنه لن يكون بصعوبة الأدوار والموشحات والأغاني الطربية التي درجت على غنائها وتربيت عليها، فكان طبيعيا أن أعود لهذا اللون الغنائي وأجرب نفسي فيه علني أفتح طريقا أخرى وسط ما هو سائد. ألا تشكل هذه الخطوة تراجعا أو تنازلا عن بداياتك الطربية؟ أنا أمثل جيلي، فلمن سأغني الطرب هل لأبي وأمي؟ فالأغاني الطربية ما زلت أؤديها لكن إذا طلب مني ذلك في حفلات خاصة، لكن عندما يتعلق الأمر بالاختيارات الغنائية التي أضع بها اسمي في المشهد الغنائي، فإنني أختار التوجه إلى الشباب الذين أمثلهم، لذا لست مجبرا على أن أسجن نفسي في الأنماط الطربية. من الملاحظ في أغنيتك الجديدة أن هناك تأثرا واضحا بأسلوب فنان الراي الراحل الشاب عقيل؟ فعلا وهذه المسألة مقصودة، لأن أغنية “نديكلاري نبغيك” في الأصل بمثابة خطوة تكريم واعتراف بهذا الفنان الراحل الذي يمثل مرحلة أخرى في تاريخ أغنية الراي الرومانسية، وما زاد إصراري على تحقيق هذه الخطوة هو أنني التقيت بعض أصدقاء هذا الفنان الجزائري الراحل، بل منهم من كان معه خلال اللحظات الأخيرة التي غادر فيها الدنيا إثر حادثة سير، مثل مومن صديقه الذي كان يكتب كلمات بعض أغانيه وهو أول من أدخله إلى المغرب، فضلا عن هشام خاتير الذي سبق أن تعامل مع فناني راي آخرين مثل فضيل والشاب بلال، وهو الذي لحن أغنيتي الجديدة التي تعتبر بمثابة مصالحة مع فن الراي الذي ما زال محافظا على حضوره وقاعدته الجماهيرية العريضة التي تعشق كل جديد فيه، كما أنه يشكل أسلوبا فنيا مغايرا عما عرفت به الساحة من أغان هجينة تتوسل الإيقاعات الخليجية وهي الموجة الغنائية الجديدة التي تسير حاليا نحو الزوال بعدما استنفذت أغراضها في الوقت الذي ما زال فن الراي حيا. لكنك أيضا انجرفت خلف هذه الهجانة بأغنية في بداياتك وظفت فيها إيقاعات خليجية وهي “كول لي شكون”؟ هذه الأغنية تبقى في الأصل مغربية، وظفت فيها إيقاعا قريبا من الخليجي وليس خليجيا تماما، وكانت مجرد تجربة من تجارب البدايات اختبرت فيها نفسي في هذا النمط دون أن يعني ذلك بالضرورة أنني انجرفت خلف تيار الهجانة، خاصة أن الأغنية نجحت ومع ذلك لم أبق في النمط نفسه، إذ قدمت بعدها أغنية مغربية خالصة هي “خلوني” ثم أغنية أخرى بطابع رومانسي لتأتي بعدها أغنية “حالة خاصة” التي كانت شكلا مغايرا. يلاحظ أن الجيل الحالي يتواصل مع الجمهور عبر الأغاني المنفردة (سينغل) عوضا عن الألبومات الغنائية؟ هذه المسألة متعلقة بظروف الإنتاج والتوزيع، فمثلا لدي ألبوم غنائي جاهز لكن لحد الآن لم أجد في المغرب شركة لتوزيعه، رغم أنني توليت إنتاج أغانيه بنفسي، وهذه مسألة تستحق الوقوف عندها لأنه لا يعقل أن يستمر الوضع على هذا الحال. باستثناء تعاملك مع هشام خاتير في الأغنية الأخيرة ما زلت مصرا على التلحين لنفسك وأيضا كتابة الكلمات، ما سبب ذلك؟< المسألة ترتبط بطبيعة الاختيارات التي أحرص على أن أكون دقيقا فيها وأقدم من خلالها ما يعبر عن وجهة نظري الفنية، فمثلا هناك العديد من الأغاني الناجحة حاليا بأصوات أخرى عرضت علي في ما قبل ولم أغنها فقط لأنني لم أقتنع بها، رغم أنها انتشرت في ما بعد، فليست كل أغنية ناجحة تجاريا بالضرورة ناجحة فنيا والعكس صحيح كذلك، لكن عندما فكرت في تقديم نمط الراي تعاملت مع اسم مختص وناجح في هذا المجال. أما في مجال الأغنية المغربية فالاسم الذي يمكنه أن يلحن لمحمد عدلي ويقنعه هو محمد عدلي نفسه، وليس في الأمر غرورا أو تعاليا وإنما هي مسألة اختيارات، ولا أمانع في التعامل مع ملحنين آخرين إن وجدت أشياء عندهم تقنعني.ـ هل هناك جديد غنائي آخر تحضره؟ـ أفكر في إعادة بعض أغاني الراحل سليم الهلالي خاصة مواويله التي انفتح فيها على فن الفلامنكو، فضلا عن أغان أخرى منها واحدة قريبة من الراب.في سطورـ من مواليد البيضاء.ـ درس الموسيقى والغناء بالمعهد الموسيقي بالدار البيضاء.ـ التحق سنة 2007 بالمجموعة الصوتية التابعة للفرقة المغربية للموسيقى العربية برئاسة المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي.ـ بلغ نهائي برنامج "ذو فويس".ـ من أشهر أغانيه "كول لي فين" و"حالة خاصة". أجرى الحوار: عزيز المجدوب

الموجة الغنائية الجديدة في طريقها للزوال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقدم خجول في حقوق الإنسان بالمغرب

البخاري ينتهي من تصوير "كايرو بلانكا"

مقالات ذات صلة