يعتبر النظام اللائحي النسبي الأكثر ديمقراطية، لأنه يضمن تمثيل كل الأحزاب، حسب نسبة الأصوات المحصل عليها، وهو نظام معمول به في أغلب الديمقراطيات الأوربية مثل ألمانيا وهولندا وإسبانيا ودول أمريكا الجنوبية.ويرى محمد بولامي، القيادي في الاشتراكي الموحد أن هذا النظام الانتخابي شكل مدخلا إلى الانتقال الديمقراطي في إسبانيا، بعد الحرب الأهلية وسقوط نظام فرانكو، وقد سمح بتمثيل جميع الاتجاهات السياسية في البرلمان، كما ساهم في الاستقرار السياسي وضمان التعددية، بالإضافة إلى تشجيع المشاركة السياسية، وهو يعكس فلسفة الحرية والتعايش الموجودين في المجتمع ويعكسها في البرلمان. وأوضح بولامي أن الأحزاب التي تحصل على 30 في المائة من الأصوات الصحيحة، تأخذ 30 في المائة من المقاعد في البرلمان، بعد أن تكون قد وصلت إلى العتبة، التي يتم تحدديها سلفا في 3 أو 5 أو 6 في المائة، حسب ما وضعته الحكومة، وهي العملية التي تتم بعد احتساب الأصوات الصحيحة داخل الدائرة، وتقسم على عدد المقاعد، للحصول على القاسم الانتخابي، الذي يعادل مقعدا، على أساس احتساب البقايا بالنسبة إلى لوائح الأحزاب المشاركة لاقتسام باقي المقاعد.وأكد بولامي أن لا قيمة للنظام اللائحي النسبي، إذا لم يرفق بتقطيع انتخابي، يقوم على أساس دوائر انتخابية لا يقل عدد مقاعدها عن ثلاثة، ولا يتجاوز سبعة، موضحا أن النظام المعمول به في المغرب، يعتبر لائحيا فرديا مغلفا، إذ أن أغلب الدوائر يبلغ عدد مقاعدها اثنين أو ثلاثة، يحصدها الحزب الفائز بأعلى الأصوات.وانتقد المسؤول في الحزب الاشتراكي الموحد تجربة التقطيع الحالي، لأنه لا يضمن التوازن بين الدوائر، موضحا أن دوائر بعدد مقاعد أكبر تسمح بضمان توزيعها على أكبر عدد من الأحزاب، حسب عدد الأصوات المحصل عليها.ويعتبر معارضو تخفيض العتبة من الأحزاب التي تعتبر نفسها كبيرة، أن المبادرة ستسمح بصعود عدد كبير من الأحزاب إلى البرلمان، ما سيعقد تبعا لذلك مهمتها في تشكيل الحكومة، إذ ستصبح رهينة الأحزاب الصغرى في موضوع التحالفات.برحو بوزياني