معاقة تقتل دفاعا عن شرفها

طعنت شابا حاول اغتصابها وأودعت السجن انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة اغتصاب المعاقين، والاعتداء عليهم،مما صار يدق ناقوس الخطر، ويسائل مكونات المجتمع، التي مازالت تتعاطى مع الظاهرة وكأنها "طابو". ففي 2013، ارتفعت بعض الأصوات في إحدى الدول العربية، داعية إلى استئصال رحم الفتيات المعاقات، مسعى لتخليصه من مشاكل الدورة الشهرية التي لا يستطعن أن يتعاملن معها، بالإضافة إلى منع استغلالهن جنسيا من أصحاب النفوس المريضة، غير أن هذه الدعوة أثارت جدلا واسعا بين خبراء علمي الاجتماع والنفس، واعتبرها الكثيرون هدرا لكرامة المرأة بشكل عام والمعاقة بشكل أخص. في المغرب، تسجل حوادث اغتصاب المعاقين وهتك عرضهم والاعتداء عليهم، ارتفاعا مطردا، في ظل غياب أي نقاش حول ظاهرة صارت تتغلغل في المجتمع. قتل لصد الاغتصاب ذاقت "عائشة" خلال عقود من حياتها الحرمان، وتعايشت مع حياة التشرد والضياع، وتقاذفتها أمواج الفقر والإعاقة الجسدية والذهنية، ووجدت الشارع مأوى وحيدا لها. حياة "عائشة" حبلى بالمغامرات، فمنذ أن غادرت بيت والديها، في سن صغيرة، وهي تعاني من نظرات الناس الذين لم يترددوا في نعتها بأقدح النعوت، وتارة يتم استغلالها من قبل شبكات التسول، في حين كانت محط أطماع العديد من الراغبين في إطفاء نار غرائزهم الجنسية، رغم إعاقتها. مع مرور الزمن، احترفت "عائشة" التسول، وصارت تقضي أوقاتا غير يسيرة رفقة المشردين والأطفال المتخلى عنهم والمتسولين وغيرهم ممن ألقى بهم الزمن إلى قارعة الطريق، وصارت محط احترام وتقدير من قبل "رفقائها" الذين يقضون رفقتها ساعات طويلة من الليل، أمام الحانات أو محلات الأكلات ليلا أو بالمحطات الطرقية. ورغم كل هذا الضياع والتشرد، الذي تعيشه "عائشة" فإنها ظلت متمسكة بعفتها وشرفها، والويل كل الويل لمن تجرأ وحاول مراودتها عن نفسها، إذ سرعان ما تكشف عن شخصية رجولية، اكتسبتها من حياة الليل، التي لا استمرار فيها إلا للقوي. رغم كل ما عانته "عائشة" طيلة حياتها، فإنها لم تكن تعتقد أن أحدا ما سيتجرأ ويحاول مراودتها عن نفسها، من منطلق أن كل أصدقاء الليل، يعرفون موقفها جيدا من ذلك، وأنه لا تساهل لها في هذا الجانب، غير أن القدر كان يخبئ لها أشياء لم تكن في الحسبان. في ذلك اليوم، كان البرد قارسا، وكانت "عائشة" تنزوي إلى أحد أركان قرب المحطة الطرقية، وتتأمل أجساد المارة، الذين يكسرون هدوء وصمت الليل بآسفي تلك الليلة، وبعض لحظات اختلت إلى ركن بعيد لقضاء حاجتها، ليلحق بها شاب في عقده الثالث، حاول مراودتها عن نفسها، غير أنها ألمحت له أنها مجرد متسولة تقضي أوقاتها بين جدران المحطة، وأنها معاقة إعاقة حركية تمنعها، غير أن ذلك الشاب والذي كانت تبدو عليه علامات التشرد، أصر على قضاء وطره من "عائشة"، قبل أن يتعاركا ففرت "عائشة"، بعد أن وجهت للمتهم ضربة بواسطة رجلها إلى أسفل بطنه، في حين سقط من المتهم السكين الذي كان بحوزته، والذي التقطته "عاشة" ووجهت به طعنة إلى الضحية، سقط معها أرضا، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ذلك، فأشعرت المصالح الأمنية، التي حضرت إلى المكان، ونقلت الضحية إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي، في حين تم اعتقال "عائشة"، والاستماع إليها في محاضر قانونية، قبل إحالتها على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بآسفي، من أجل الضرب والجرح المفضي إلى الموت، وإيداعها خلف قضبان السجن المدني، في انتظار محاكمتها. هتك عرض شابين قبل سنوات تفجرت واقعة تعرض شخصين، يعانيان إعاقة ذهنية وجسدية، للاغتصاب من طرف أحد المتهمين، الذي أحيل على قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بمحكمة الاستئناف بآسفي، فقرر إطلاق سراحه، ما أثار موجة غضب عارمة في صفوف عائلتي الضحيتين ومعارفهما والمتضامنين معهما. ذات يوم خرج "أمين" ذو 19 سنة، والذي يعاني إعاقة ذهنية وحركية إلى ساحة أحد الأسواق الممتازة بشارع الحسني الثاني، غير بعيد عن منزل أسرته. في ذلك اليوم المشؤوم، اعترض سبيل أمين شخص ذو بنية قوية، وهدده بالضرب بحجر إن لم يرافقه. لم يفهم "أمين" ما يجري أمامه، وما كان من المسكين في آخر المطاف، سوى الإذعان لرغبة ذلك الشخص، الذي اصطحبه لمسافة تقارب 300 متر، وهناك قام بهتك عرضه بالعنف وتحت التهديد. وبعد أن قضى وطره منه، رافقه إلى حيث ساحة السوق الممتاز وتركه هناك، ليعود أمين أدراجه إلى منزل أسرته، وهناك اكتشفت الأسرة ما جرى لتتقدم بشكاية ضد مجهول. بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر، تقدمت أسرة أخرى بشكاية مشابهة، وتمكنت الأسرة المشتكية الثانية من تحديد أوصاف المتهم الذي هتك عرض فلذة كبدها بأحد أحياء المدينة، ليتم الاهتداء إلى المتهم. محمد العوال (آسفي)

معاقة تقتل دفاعا عن شرفها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعارضة تستدعي بنكيران لمساءلته عن فتوى بوسعيد

مثليا بني ملال... قانون الغاب

مقالات ذات صلة