كواليس مهمة الحموشي بموسكو

لم تدم زيارة عبد اللطيف الحموشي ، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية، إلى موسكو أكثر من 48 ساعة، لكن أجندتها كانت مكثفة، إذ تعددت الأجهزة الروسية التي سعت إلى إجراء مباحثات مع الوفد الأمني المغربي، بدأت بلقاء مع نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، الذي يعتبر العقل الأمني الأول في البلاد، بعد أن قاد مخابراتها الداخلية والخارجية خلفا لفلاديمير بوتين الرئيس الحالي لروسيا الفدرالية.وعقب اجتماع أول حضره المساعدون الأقربون، عقد الحموشي مباحثات على انفراد مع باتروشيف، الذي يشرف بصفته الحالية على المخابرات الخارجية والداخلية والعسكرية. وكشف أعضاء من مجلس الأمن القومي الروسي، الذي يضم وزراء القطاعات الحكومية المعنية وكبارقادة الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لوسائل إعلام محلية، أن المباحثات انصبت على المواضيع ذات الراهنية، مع التركيز على تلك المتعلقة بالتهديد الإرهابي على المستويين الإقليمي والعالمي.سجلت المصادر المذكورة أن الحموشي أطلع الروس على التجربة المغرب في مكافحة الإرهاب ورؤيته للوضع في بؤر التوتر على الصعيد العالمي، كما هو الحال بالنسبة إلى سوريا والعراق وشمال إفريقيا والساحل والصحراء، وأن المباحثات تناولت كذلك ملفات الجريمة المنظمة، خاصة في جانبها المرتبط بتهريب المخدرات والهجرة السرية، وأن كل ملف من الملفات المذكورة خصصت له جلسة عمل خاصة لتدارس تفاصيل عمليات التنسيق والتعاون، وخارج نطاق الأجندة الاستخباراتية أجرى الحموشي والوفد المرافق له لقاءات أخرى أبرزها لقائه بإيغور زويوف، نائب وزير الداخلية الروسي.واعتبرت المصادر أن الزيارة، التي تعتبر الأولى في تاريخ العلاقات المغربية الروسية، شكلت خطوة كبيرة في طريق التفعيل العملي لبروتوكولات التعاون، التي تم توقيعها بين حكومتي البلدين في موسكو، وذلك تحت إشراف شخصي من الملك وبوتين، خاصة في ما يتعلق بالإعلان الموقع بين ناصر بوريطة، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وسيرغي لافروف الوزير الروسي للشؤون الخارجية، القاضي بالتنسيق والتعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب الدولي.وفي ضواحي موسكو قام المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية والوفد المرافق له بزيارة إلى معسكر الحرس الوطني الروسي، حيث تتمركز وحدات قوات النخبة، المكلفة بمهام حفظ النظام ومكافحة الإرهاب، خاصة فرقة أصحاب القبعات الحمراء المعروفة بصرامة نظامها وكفاءة المنتسبين إليها، إذ كان من أبرز مهامها حماية العاصمة أثناء الحرب العالمية الثانية، وتشكل اليوم رأس حربة معركة الروس مع الإرهاب في جبال الشيشان وتخوم داغستان. من جهتها أكدت مصادر دبلوماسية مغربية، النجاح الكبير للزيارة، مشددة على أن الروس يتعاملون مع الأجهزة الأمنية الأجنبية بكثير من البراغماتية، وذلك في إشارة إلى طغيان الجانب العملي التطبيقي على اللقاءات والزيارات التي حضرها المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية.ياسين قٌطيب

كواليس مهمة الحموشي بموسكو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاضر "السبت الأسود" في قفص الاتهام

بوسعيد: لست "مسخوط" رئيس الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات