مشاغبـون فـوق المنـابر

أئمة وخطباء أحدثوا "البوز" بأسلوبهم في الدعوة وأثارت "قفشاتهم" الجدل لم تعد الخطب والمواعظ الدينية على منابر المساجد، مجرد وسيلة لنشر الثقافة الدينية في أوساط الناس وتقريب أحكام الشريعة إليهم، فمع فئة من الخطباء والوعاظ، تحولت منابر المساجد إلى وسيلة لتصريف مواقف تعبر عن ميولات فكرية وأهواء لا تكون بالضرورة منسجمة مع الخط الرسمي للدولة، وهو ما يجلب بعض المتاعب لهؤلاء الخطباء، الذين يكتسبون بشغبهم شعبية كبيرة في أوساط مرتادي المساجد، فتساهم وسائل التواصل الحديثة في نشر مضامين خطبهم على أكبر شريحة من الناس. في هذا الملف تتوقف "الصباح" عند نماذج من الخطباء والأئمة والدعاة الذين أثاروا الجدل بأسلوبهم في تبليغ أفكارهم. أئمة "الفيديوهات"... نجوم الأنترنت مفتون بدون مستوى علمي وآخرون يستهدفون سياسيين وفنانين في حرب بالوكالة لم يعد الأئمة، يكتفون بمن حولهم من مصلين، لتلقينهم وجهات النظر التي يرونها شرعية، أو لبت فتاويهم المختلفة في كل المجالات، بل تعدى طموح بعض الأئمة، منابر المساجد، ليختاروا الفضاء الرقمي، رغبة في تحقيق شهرة أوسع، بل منهم من أصبح يعتمد تقنيات تصوير احترافية، للظهور بالمظر اللائق، ومنح المتلقي صورة فنية تستهويه وتشده.... فتاوى خارج السياق الخطير في فتاوى الفيديوهات، أنها تنتقل بسرعة وتعتمد كل الوسائط الرقمية، من فيسبوك وواتساب وغيرهما، ما يحقق رواجا وانتشارا واسعين، يصل إلى العامة، قبل الخاصة، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير في العموم، سيما أن المستهدفين غالبا ما لا يفقهون الكثير من أمور الدين، بل منهم من لا يفهم النصوص، بل يأخذها على شكلها، ويتأثر بطريقة الإلقاء أو بمزج الحديث بالبكاء أو بالانفعال الذي يبديه المفتي أو الخطيب، فيكون وقع الكلمات وانعكاسها على نفسية المتلقي، ذا مفعول كبير. والأخطر أيضا في هذا الباب، أنه ليست هناك مواصفات محددة ولا شروط خاصة، لنشر مثل هذه الفتاوى والخطب، إذ أن كل من هب ودب، يمكنه التحدث في الناس والإفتاء فيهم عبر الأنترنت، دون علم المتلقي بالمكانة العلمية لـ"النجم" الذي يصغي إليه، ولا حتى بهويته، وهو ما يجعل المتلقين أمام خطر آخر، وتوجيهات تعتمد غطاء الدين وتتخذ من الموعظة سبيلا لقلب المفاهيم والتأثير على الناس. حرب بالوكالة لم يقتصر نجوم الأنترنيت من الأئمة، على إلقاء الخطبة في الناس، أو نقل مراسمها من مكانها الطبيعي في المساجد، بل انبروا للتصدي لكل أشكال التعبير، ليفتوا فيها عن علم ومن دونه، بل هناك من أصبح معروفا بالظهور لإلقاء موقفه حول المهرجانات الفنية وحول اللقاءات الفكرية أو الآراء والأفكار التي تصدر من بعض المفكرين، للركوب عليها وتوجيه السهام لها، وتأليب المتلقين ضدها، فتتحقق شهرة هذه العينة من شهرة أولئك المفكرين أو تلك المهرجانات، لتصدح أسماء جديدة على السطح، ويخضع المتلقي لتأثيرات مغطاة بذكاء ماكر وإسقاطات دينية، غير مبنية على أسس التروي والبحث، بل عبارة عن خواطر ممزوجة بالانفعال، ومؤثثة بطريقة إلقاء جذابة أو ذات انفعال مؤثر. ولم تقتصر هذه الخرجات على المهرجانات والمفكرين، بل تعدتها إلى انتقاد صحافيين ومسؤولين سياسيين وفنانين، باستغلال الدين والتقنيات سريعة التواصل، في ما يشبه حربا بالوكالة، حركت في العديد من الأحيان نخب المجتمع للتنديد بها. إرهاب رقمي رغم أن مؤسسات الدولة، تصدت إلى ما وصف بالإرهاب العالمي، عبر السلطات الأمنية المختصة، التي تتوفر على تقينات عالية ووسائل لوجستيكية لترصد الحركات الإرهابية ومنع الأشرطة ذات الحمولات الداعشية التي تهدف إلى الاستقطاب، وتعقب المتعاطفين أو الموالين لها، فإن جزءا من نجوم فيديوهات الأنترنيت، لم تطلهم الرقابة ولا منعوا من ممارسة حقهم في التشهير بالناس وتكفيرهم. وطالت الأشرطة من هذا النوع، مسؤولين سياسيين بالاسم وفنانين وغيرهم كثير، بل وتكررت لمناسبات عديدة من خلال مناقشة مجالات محددة، كالحقوق والحريات... المصطفى صفر

مشاغبـون فـوق المنـابر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبو النعيم... عراب التكفير

"هيفو"... لأول مرة بالمغرب

مقالات ذات صلة