ابتدائية فاس… الاحترام الواجب للمحكمة

الهيأة أخرجت مشتكيا تمادى في الصراخ وزوجته طالبت باعتقالها بدلا عن زوجها وأم ندبت حظ ابنتها المعتقلة إنجاز: حميد الأبيض (فاس) تشهد بعض جلسات الجنحي تلبس الزوالية بالمحكمة الابتدائية بفاس، حالة فوضى وضوضاء يخلقها من حين إلى آخر، متهمون أو أقاربهم، دون وعي بخطورة ذلك وما تقتضيه القوانين من عقوبات حيال ذلك وأي تصرف يخل بالاحترام الواجب لهيأة المحكمة. يكشف متهمون ومشتكون وشهود أحيانا عن سلوكات غير مسؤولة تستدعي تدخل عناصر الشرطة المكلفين باستتباب الأمن داخل القاعة وحراسة المعتقلين، على غرار ردود فعل غاضبة وغير مستساغة من جمهور القاعة بالصياح أو النطق بكلام غير مسؤول. تفاعل مع الأحكام يطرق الباب الخلفي في الواحدة زوال الخميس 3 مارس، لينفرج فاسحا المجال أمام هيأة الحكم لولوج القاعة 2 بابتدائية فاس، التي وقف حضورها احتراما لهيبة المحكمة، قبل أن يجلس رئيس الجلسة وممثل الحق العام وكاتب الضبط، في مقاعدهم المتناسقة المواقع. النطق بالأحكام أول خطوة باشرها رئيس الجلسة. 14 ملفا مدرجا للتأمل في جلسة سابقة التأمت قبل أسبوع. أفئدة الحضور «محبوسة» في انتظار أحكام أقاربهم التي تفاعلوا معها برسم ردود فعل متباينة على ملامحهم. 57 شهرا حبسا نافذا وزعت على 13 متهما حكم عليهم ب24 ألف درهم غرامة، بعد متابعتهم بجنح مختلفة نصفها متعلق بالسرقة (6) المقرونة بالعنف والضرب والجرح والتهديد، و5 ملفات خاصة بالخمور ومسك واستهلاك المخدرات، وملف لشغب الملاعب. ملف وحيد قررت المحكمة عدم الاختصاص النوعي للبت فيه، وأحالت مقيم الدعوى على من له حق النظر، وأرجأت البت في الصائر إلى حين البت في الملف، مع الإبقاء على المتهم رهن الاعتقال الذي يطوله منذ إحالة ملفه على هذه المحكمة قبل شهرين. هدوء سبق العاصفة بعد طلب المحامين ملفاتهم حسب الأولوية المرتبطة بالأقدمية والصفة في النقابة والانتماء إلى الهيأة أو خارجها، شرع في المناداة على المتهمين تباعا، إذ كانت البداية بالمعتقلين والملفات الجاهزة للمناقشة التي جرت في هدوء سبق عاصفة مشتك غاضب. وضع الشاب المشتكي ضمادة على يده، دليل إصابته. ولم يكف عن الكلام بصوت مرتفع بشكل لم يرق رئيس الجلسة وممثل الحق العام، قبل إخراجه خارج القاعة بعد تماديه، فيما بدا المتهم البائع المتجول، هادئا واثقا مما قاله من دفاعه عن نفسه لما تعرض له من ابتزاز. لكل واحد منهما وللشاهدين الحاضرين، روايته للواقعة وطريقة حبكها، بالتناسق اللازم وليس بالصوت المرتفع وإثارة الضوضاء التي امتعض لها حضور القاعة، كما تصرف زوجة متهم بمسك المخدرات وتسهيل استعمالها على الغير، مؤجل النظر في ملفه بأسبوعين.«شوف يا سيدي القاضي، قبطوني وطلقوه، راه 5 د الأولاد شكون غادي يخدم لي عليهم».. قالت الزوجة بعدما تقدمت خطوات في اتجاه قفص الاتهام، محتجة بطريقة تطلبت تدخل الأمن، لإبعادها وإخراجها، وهي تجهش بالبكاء كما باقي أفراد الأسرة. "الضسارة" وقلة الاحترام الاحترام اللازم للمحكمة وهيأة الحكم، غاب نسبيا في هذه الجلسة التي أدرج فيها 27 ملفا جنحيا آخرها ملف 10 طلبة بجامعة فاس اعتقلوا على خلفية مواجهات أعقبت مقاطعة الامتحانات للمرة الثالثة، قبل تمتيعهم بالسراح المؤقت مقابل 1000 درهم كفالة.أجواء مناقشة والبت في الملفات المدرجة، مرت هادئة في بعض مراحلها، وسط انضباط المتهمين وأسرهم، لكنها زاغت عن واجب الاحترام في حالات أخرى، اضطرت معها الهيأة إلى التدخل لتنبيه المخالفين وإخراج بعضهم، خارج القاعة أو أسوار المحكمة. ولم يقتصر مثل هذا التصرف الممتعض منه، على السالف ذكرهما، بل تصرفت بالطريقة ذاتها أم شاب توبع وزميله لأجل «السرقة والتهديد وانتحال اسم في ظروف من شأنها تقييد حكم بالإدانة وتهريب مجرم من مكان الاعتقال ومساعدته على الهروب». بدورها تقدمت من مقعدها بين الجمهور، في اتجاه منصة الحكم، محاولة «تقليد» سابقتها، لتهدأ الأمور قبل ادعاء «ضحية» ضرب وجرح، الإصابة بعاهة مستديمة وتكراره مشهد «الضسارة» نفسه بإخراج مختلف نسبيا، لكنه مثير للامتعاض والتقزز. فتاة معتقلة وأم باكية توالت المناداة على المتهمين إلى أن دخلت فتاة وشخص آخر القاعة، لتتم المناداة على الثاني، قبل أن يأتي الدور على تلك الفتاة الوحيدة بين المتهمين المعتقلين. المتهمة أحيلت على الجلسة في اليوم نفسه لإحالتها على النيابة العامة بتهمة «حيازة المخدرات وتسهيل استعمالها على الغير»، إذ امتثلت دون رد فعل، عكس والدتها التي أثارت الضوضاء بالقاعة، على إيقاع بكائها بحرقة قبل أن تنخرط قريباتها في العويل. ولم تقف قلة الاحترام للقاعة، عند هذا الحد، بل تمادى شخص أثناء مناقشة ملف متعلق بالضرب والجرح بالسلاح، في استعمال هاتفه المحمول والرد على المكالمات، ما أثار استغراب الجميع قبل تدخل عناصر أمنية لثنيه وتحذيره وتذكيره بلاقانونية ما أقدم عليه. وختم متهم بمسك المخدرات وتسهيل استعمالها على الغير، مسلسل «الضسارة»، على إيقاع القسم «لإثبات براءته»، ولو بترجي المرض بالسرطان، و»الله يعطيني العذاب» و»بركة علي حماقيت وتهديت» أملا في براءة مستبعدة أمام قوة القرائن والأدلة المواجه بها.

ابتدائية فاس… الاحترام الواجب للمحكمة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وجدت نفسية اللاعبين مهزوزة

مسيرة بالبيضاء للتحسيس بأمراض الكلي

مقالات ذات صلة