“الحبة والبارود من دار الكازينو”

ابن وزير فرنسي يبيض أمواله في مراكش وينصب على "كازينوهات" بلاس فيغاس لا تعد "الكازينوهات" بالمغرب، مجرد فضاءات للمبتدئين، إذ تستقطب زبناء يرتادون أيضا "كازينوهات" وملاهي لاس فيغاس الأمريكية، ويأتون إليها ومعهم عاداتهم وتقنياتهم في الاحتيال وتبييض الأموال، وهو الأمر الذي انكشف، قبل أشهر، بإثارة اسم "كازينو" يوجد في مراكش، في تحقيقات مع طوماس فابيوس، نجل لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسية، حول نظافة أمواله ومحاولته النصب على "كازينوهات" عالمية. وجاءت إثارة اسم "كازينو المامونية"، الموجود في مراكش، ضمن مسلسل من فضائح طوماس فابيوس، التي تردد صداها في ثلاث قارات هي أوربا وأمريكا وإفريقيا، ضمن شكاية قدمها ضده بنك "الشركة العامة" الفرنسي، يتهمه فيها بإنتاج رسالة إلكترونية غير صحيحة ومنسوبة إلى البنك، لاستعمالها في الحصول على أموال لدى "الكازينو" المذكور. ويستنتج من التقارير التي واكبت القضية، أن طوماس فابيوس، الذي كان حينها موضوع مذكرة بحث صادرة عن السلطات الأمريكية من أجل قضية مماثلة وتحقيقات في فرنسا حول مصدر مال شراء عقار فاخر، قدم ل"الكازينو" المراكشي، رسالة إلكترونية هي شهادة حررها مستشاره في الشؤون البنكية، على أنها صادرة عن بنك الشركة العامة، تضمن أنه مقتدر ماليا، وبالتالي تمكينه من أموال ليقامر بها. وفي وقت تغيب فيه تفاصيل عن القضية، يبدو أن ابن الوزير الفرنسي، مكنته الشهادة المزورة، أو كانت ستمكنه من اقتراض مبلغ ضخم من العملة الرمزية (الجوطون) الخاصة بالكازينو، وعن طريق اللعب، سيتمكن من تحصيل ضعفها، أو استخلاصها في ما بعد، مالا حقيقيا دون اللعب بها، على أن يصطدم "الكازينو" بالبنك الذي نسبت له شهادة الضمان المزورة، ويفلت هو بالمال. ولم تختلف تلك الطريقة، عن ممارسات مماثلة قام بها طوماس، في "كازينوهات" لاس فيغاس الأمريكية، وأدت إلى صدور مذكرة بحث وإيقاف في حقه من قبل الشرطة، إذ تمكن عبر الاحتيال، من الحصول على حوالي 4 ملايين دولار، من ثلاثة "كازينوهات"، ودفع ضمانا لها، شيكات و"كمبيالات" فارغة وغير صحيحة. وترافق انفجار القضية، مع تعيين لوران فابيوس، والد الفتى طوماس (33 سنة)، وزيرا للخارجية، هو السياسي الشهير وكان وزيرا أول في عهد الرئيس فرانسوا متيران، كما تزامنت مع فتح القضاء الفرنسي، تحقيقا بشأن ملابسات حركة أموال ضخمة ودولية تعرفها حسابات توماس فابيوس، ومصادر حوالي 7 ملايين أورو، اشترى بها شقة فاخرة في باريس. وعلى خلفية ذلك، تم إيقاف طوماس لمدة 12 ساعة من أجل التحقيق معه، من قبل محققي المكتب المركزي لمكافحة الجنح المالية في الإدارة المركزية للشرطة القضائية الفرنسية، فلم يخف أنه اشترى الشقة بأموال كسب جزءا منها في ألعاب قمار ب"كازينوهات"، ما يحيل إلى أن التقنية المذكورة آنفا، وكان الكازينو المراكشي، ضحيتها، جنى من ورائها المتهم الملايين بخطة يصدق عليها القول "الحبة والبارود من دار الكازينو". امحمد خيي

“الحبة والبارود من دار الكازينو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تظاهرات عالمية للقمار بمراكش

مـلـح "القـمـرة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات