فكيكيون يرفضون بناء “غوانتانامو” فوق أراضيهم

شبهوا السياجات والخنادق الحدودية بمعتقل كبير وهددوا بالتصدي لمحاولة حصارهم داخله التحق غاضبون جدد بإقليم فكيك بحركة الاحتجاج الواسعة التي تقودها أحزاب ونقابات وهيآت مدنية وحقوقية، بالمغرب وخارجه، ضد ما أسموه حصارا حديديا تضربه السلطات العسكرية المغربية على واحات المنطقة وقصورها وأراضيها الفلاحية ومراعيها، حولتها، حسبهم، إلى معتقل كبير أشبه بمعتقل «غوانتانامو» بكوبا. وخرج السكان المتضررون من الحصار في مبادرات احتجاجية مختلفة بشوارع المدينة، مرتدين صدريات برتقالية، أشبه بلباس معتقلي السجن الأمريكي الرهيب، ومشوا في صفوف طويلة واضعين أياديهم فوق رؤوسهم.وتعيش المنطقة، منذ أكثر من شهر، على صفيح ساخن، إذ دعا الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والفدرالية الديمقراطية للشغل والتجمع الوطني للأحرار والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والمركز المغربي للديمقراطية والأمن وغيرها من الجمعيات، إلى وقف التهام الأراضي الفلاحية وضمها إلى المناطق الحدودية المسيجة، خصوصا في حي بابا عمر والعرجة وزوزفانة وكروز.وقال السكان، عبر تمثيلياتهم المدنية والحزبية، إن السلطات المحلية تقطع جميع خطوط التواصل معهم وتمنعهم من الوصول إلى معلومات ومعطيات حول ما يجري بالمنطقة بالضبط، ما ساهم في سيادة جو من الإحباط واليأس والتذمر حذر السكان من عواقبه. وقال السكان إنه في الوقت الذي كانوا ينتظرون إجابات عن ملف الممتلكات المغتصبة لأهل فكيك، مثل طاسرة وامغرور وتمضايت والملياس وزوزفانة وتاغيت، إذا بهم يفاجؤون بمشروع جديد لتقزيم مجالهم الحيوي وإفقادهم مزيدا من الأراضي الفلاحية، دون استشارتهم وفتح قنوات التواصل معهم، والاستماع إلى مقترحاتهم وملاحظاتهم.وقال المحتجون إنهم يدفعون ضريبة فوضى الحدود بين المغرب والجزائر من أراضيهم ومجالهم الحيوي، كما دفعوها سابقا، بسبب مخلفات الاستعمار الفرنسي المقيت والتعاطي مع إشكالية ترسيم الحدود، في إشارة إلى معاهدة مغنية الموقعة في 1927 بين الدولتين، وتسببت في الإجهاز على ممتكات وأراضي جماعتي فكيك وعبو لحكل، وإلحاقها بالجزائر.وبادرت أحزاب التجمع والاتحاد والتقدم والاشتراكية والفدرالية الديمقراطية للشغل لطلب لقاء مع عامل الإقليم، بعد تفاقم حالة الاحتقان والإحباط، مشيرة، في بلاغ توصلت به «الصباح» إلى غياب المعلومات والمعطيات الحقيقية والواقعية حول نوع التحصينات التي تشمل منطقتهم ومسارها والأراضي التي تشملها العملية ميدانيا.وعبرت الأحزاب عن تخوفها من عزل ممتلكات الفلاحين وحرمانهم من استغلالها، والتقليص من المساحات الرعوية، على قلتها ومحدوديتها والتضييق على المجال الطبيعي للمنطقة، سيما أنها محاطة من ثلاث جهات، ما قد يتسبب في اختناقها أكثر وعزلة سكانها.من جانبها، تعهدت السلطات الإدارية، في اتصال غير رسمي مع هيآت مدنية وحزبية، بالتشاور مع السكان وممثليهم حول جميع الإجراءات التي تخص ممتلكاتهم وأراضيهم، مؤكدة أن واحة فكيك وضواحيها وبواديها لن يشملها التحصين الممثل في حفر الخندق والتسييج على المحيط الحدودي المحاذي للواحة. وطالبت الجمعيات بالإيقاف الفوري للأشغال المرتبطة بالسياج الحديدي، مع إخطار الجهات المعنية عزمها على التصدي لكل محاولات ضرب حصار على المنطقة، وذلك بالطرق الاحتجاجية المخولة للمواطن المغربي بموجب القانون لحماية ممتلكاته. وأكد السكان أن السياج، بالطريقة التي ينجز بها حاليا، سيؤدي إلى تهجير السكان وتوقيف جميع فرص الاستثمار بالمنطقة، كما أنه سيؤدي إلى خلق جيوب يمكن أن تشكل خطرا على أمن البلاد. يوسف الساكت

فكيكيون يرفضون بناء “غوانتانامو” فوق أراضيهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"زبالة" المخدرات...الطريق السيار إلى الجنون

"خلية الدم" تنبعث من جديد

مقالات ذات صلة