“زبالة” المخدرات…الطريق السيار إلى الجنون

تتلف خلايا الدماغ وتلوث دماء القلب وتصيب صاحبها بالهلوسات والحمق ثلثا مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية وعنابر "الأولياء الصالحين" محجوزة لمدمني المخدرات الرخيصة والباحثين عن النشوة ولذة "التبويقة" بسعر التراب، فيدفعون عقولهم، في الأخير، ثمنا غاليا لذلك.لا تخطئهم العين، بقسم الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي ابن رشد (جناح 36).مجموعات مراهقين وشباب لحست "زبالة" المخدرات أدمغتهم وسممت أليافهم الداخلية، وحولتهم إلى أشباه بشر، بعيون نصف نائمة وجفون متدلية، وأنامل ترتعش في كل الأوقات، يتجولون بين الأقسام وغرف النوم، أو في الحديقة الخلفية، بحثا عن عقب سيجارة يطفؤون به عطش إدمان حرموا منه من أجل العلاج.مرضى من نوع خاص، يخضعون لحصص علاج مكثف لتنقية دمائهم، أولا، من سموم المخدرات، بموازاة استفادتهم من عدد من العقاقير والأدوية المهدئة المساعدة على إنجاح جلسات العلاج النفسي. أغلب هؤلاء دون أسر، أو أقارب، وجدتهم سيارات المساعدة الاجتماعية بالبيضاء مغمى عليهم في زاوية مظلمة، أو على قارعة الطريق، فحملتهم إلى المركز الاسشفائي، وآخرون يرحلون إلى المراكز الاجتماعية بضواحي المدينة، حيث يختلط المتسولون بالعجزة والمسنين والمتخلى عنهم، بمجرمين هاربين من العدالة يلبسون عباءة "مسطيين"، وأطفال الشوارع بالمقرقبين ومدمني "الجانكا".الجميع هنا في هذا "المطرح" الآدمي الكبير، حيث يصعب التفريق، فعلا، بين الحالات الاجتماعية العادية التي تتطلب قدرا قليلا من العناية، وبين الحالات الميؤوس منها، ومنهم شباب أدمنوا "السيليسيون" و"السيراج" والكحول الرخيصة، حد التلف، ففقدوا أهليتهم العقلية وقدراتهم الجسدية جراء ذلك.يقول مؤطر بمركز للرعاية الاجتماعية إن أغلب الحالات التي تتوصل بها المؤسسة تتعلق بمراهقين وقاصرين أدمنوا منذ الصغر أنواع المخدرات الرخيصة، وكثير منهم يجهل الآثار الجانبية لهذه المواد التي تحتوي على نسب عالية من السموم التي تتسرب إلى الكريات الدموية وتتلف خلايا المخ، وتصيب المدمن باضطرابات عقلية ونفسية حادة، ينقل هنا من أجل العلاج، أو الرعاية، أضعف الإيمان.وأنجزت الجمعية المغربية للحق في الصحة دراسة حول خطورة المخدرات الرخيصة والمواد السامة على متعاطيها، وذلك حسب مفعولها وتأثيراتها السلبية والجانبية ومضاعفتها. فبعضها يمنح شعورا مزيفا بالقوة والتفوق على الغير، وبعضها الآخر قد يصل إلى تعرض المستهلك لحالة جنون مؤقت تتضمن الهذيان والهلوسة والارتباك والخروج عن التصرفات الطبيعية والإصابة بنوبات القلب والميل للسرقة وللانحرافات الجنسية والشذوذ، وتنتهي بالفصام والجنون وحتى الانتحار.كما أن تعاطي هذه المواد السامة، حسب الدراسة نفسها، يتسبب في أضرار جسيمة بصحة وسلامة المستهلك، كما يؤدي الإدمان على المخدرات الرخيصة إلى مضاعفات، إما نفسية متشعبة تشمل الاكتئاب والتوتر العصبي والهلوسة والهيستيريا، أو إلى إتلاف الجهاز العصبي المركزي، ما ينتج عنه هبوط حاد في الجهاز التنفسي ينتهي بالوفاة.ويمكن للاستهلاك المفرط للمخدرات أن يسبب في اضطرابات خطيرة وأضرار بالغة في الجهاز العصبي وأمراض القلب والشرايين والكبد وخطر الإصابة بأمراض سرطانية في الجهاز الهضمي وسرطان البنكرياس، علاوة على سهولة انتقال مرض السيدا من خلال استعمال إبر المخدرات والعلاقات الجنسية غير المراقبة، كما أن الإدمان على هذه العقاقير المخدرة يضع المدمنين في مواجهة الإصابة بأمراض ومضاعفات خطيرة، منها حالات الانتحار، أو فقدان الوعي والغيبوبة والموت المفاجئ، مع ظهور مركبات جديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ.يوسف الساكت

“زبالة” المخدرات…الطريق السيار إلى الجنون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثة أسئلة: الإدمان مرض مزمن

فكيكيون يرفضون بناء "غوانتانامو" فوق أراضيهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات