عامل آسفي ينصاع لضغوط مافيا البناء العشوائي

وعدهم بربط آلاف المنازل العشوائية بشبكتي الكهرباء والماء دون القيام بإعادة الهيكلة كشفت مصادر مطلعة ل "الصباح"، أن الوالي عامل إقليم آسفي، عقد أخيرا اجتماعا مع ممثلي العديد من الأحياء الهامشية التي شيدت عشوائيا، ولا تتوفر على الربط بشبكتي الماء والكهرباء، إذ وعدهم عامل الإقليم، بربط منازلهم بشبكة الكهرباء والماء، داعيا إياهم إلى التوجه نحوم المقاطعات الإدارية قصد الحصول على شهادات إدارية للربط بالماء والكهرباء، وذلك بحضور ممثلي الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقليم آسفي.وتزامن هذا الاجتماع، مع الذكرى الخامسة لـ 20 فبراير، وهي المناسبة التي كان تسونامي البناء العشوائي بآسفي قد اندلع بها، وشيدت الآلاف من المنازل عشوائيا في العديد من أحياء المدينة، في وقت اختارت السلطة آنذاك الرجوع إلى الوراء، والتغاضي عن جرائم التعمير بالمدينة، التي كان من بين أبطالها جهات وشخصيات نافذة من رجال أعمال ومستثمرين ومنتخبين.ووضع الوالي عامل آسفي، من خلال قراره هذا، الذي يروم من خلاله امتصاص غضب العشرات من الأسر، التي تحتج بشكل شبه يومي أمام عمالة آسفي، (وضع) قياد الملحلقات الإدارية في ورطة قانونية، كما يؤكد ذلك أحد المهتمين، بالقول "كيف لمسؤول بالإدارة الترابية، أنجز محاضر للبناء العشوائي، وأعد تقارير بذلك، أن يعود اليوم إلى منح شهادات إدارية للربط بشبكتي الماء والكهرباء؟".وأضافت المصادر نفسها، أنه إذا كان من حق العشرات من الأسر، الاستفادة من حق الربط بالماء والكهرباء، لأنها تعيش في وضعية غير إنسانية، فإن مافيا البناء العشوائي، التي شيدت العشرات من المنازل، تتحين الفرصة للحصول على الترخيص بالربط بالماء والكهرباء، لإعادة بيع العديد من المنازل والشقق، وجني مبالغ مالية كبيرة، دون التقيد بضوابط التعمير.وأردفت المصادر، أن السلطات الإقليمية، تعرف أن مافيا البناء العشوائي بآسفي، ضغطت قبل أزيد من سنتين بكل الطرق من أجل ربط منازل عشوائية بشبكتي الماء والكهرباء، ليعود عامل آسفي اليوم ويخضع لضغوطها.وتساءلت المصادر نفسها، عن الأسباب التي دفعت عامل إقليم آسفي، إلى التسرع والاستجابة للضغوط، بإنهاء أزمة منازل عشوائية، دون سلوك مسطرة إعادة الهيكلة، باعتبارها المنفذ الوحيد والقانوني، الذي يضمن إيجاد تسوية نهائية لهذا الملف الشائك، الذي تتحمل فيه السلطات الإقليمية قسطا وافرا من المسوؤلية، بحكم تغاضيها عن البناء العشوائي.وجدير ذكره، أنه تم الاستيلاء على عشرات الهكتارات من الأراضي، منها تلك التي تمتد من حي البيار مرورا بحي القليعة وكاوكي ووصولا إلى حدود المركب الكيماوي، وهي منطقة شاسعة ومترامية الأطراف، بمحاذاة مع طول السكة الحديدية التي تربط الميناء بالمركب الكيماوي، إذ يؤكد عبد الله النملي، الباحث في الشأن المحلي، "أنه تمت تجزئة كل الأراضي الواقعة بهذه المنطقة بشكل عشوائي لم يسبق له مثيل، فالأمر هنا لا يتعلق بعمليات بيع وشراء لأراض وتجزئتها بطرق غير شرعية، وإنما هي عملية ترام على أملاك خاصة، بمبادرة فردية وطوعية من السكان، رغم أنها لا تصلح للتعمير، نظرا لوقوعها، إما في سفح الربوة، أو في أعلى الربوة، في منطقة مرتفعة عن سطح البحر.ويلاحظ كل من زار المكان حركة كبيرة ونشيطة في عمليات"تزوين" الأراضي على طريقة البدو، أي وضع"زون" إما بواسطة الحجارة المصفوفة على شكل مربع، أو تخطيطها بالجير والكبص، إذ لا مجال هناك للمساحات الفارغة التي تفصل بين القطع المجزأة من الجهات الأربع، حيث لم يترك المجزئون غير الشرعيين المترامون أي شبر بهذه المنطقة، اللهم خط السكة الحديدية والشارع المزفت، على مساحة تمتد لكيلومترين، في سباق مع الزمن لتملك أكبر قدر من الأراضي"، يقول الباحث نفسه.محمد العوال (آسفي)

عامل آسفي ينصاع لضغوط مافيا البناء العشوائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العلوة: مكناس لا تختلف أمنيا عن باقي المدن

التامك: موظفو السجون في وضعية صعبة

مقالات ذات صلة