لم تمنع الأمطار العاصفية التي تهاطلت على العاصمة الرباط، أول أمس (الاثنين)، عشرات الأساتذة المتدربين من تنفيذ اعتصامهم، بساحة باب الحد، بقلب العاصمة، تحت شعار "لا نريد الوظيفة العمومية، بل نريد الكرامة"، في خطوة تصعيدية جديدة، تنضاف إلى المحطات النضالية التي انخرط فيهــا الأساتذة المتدربون منذ شهور في معــركتهــم لإسقـــاط مرسومين يقضيان يفصل التكوين عن التوظيف وتقليص منحة التكوين إلى النصف، بعدما انقطعت سبل التفاوض والحوار مع الحكومة لإيجاد حل يرضي الطرفين وينهي الأزمة.وظل الأساتذة المتدربون معتصمين رغم غزارة الأمطار، متكدسين تحت مطريات وأكياس بلاستيكية في مشهد تناقله العديد من سكان الفضاء الأزرق الذين أبدوا تضامنهم ودعمهم لنضال الأساتذة، وحملت العديد من تعليقاتهم انتقادات واسعة لمختلف وزراء الحكومة، بمن فيهم وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي عابوا عليه وصف الأساتذة المتدربين بالإرهابيين.ويصر الأساتذة المتدربون على أنهم لا يطمعون في الوظيفة بقدر ما يسعون إلى تحقيق الكرامة، إذ أكد الخمار الصابري، أحد أعضاء تنسيقية الأساتذة بالرباط، أن الأساتذة يناضلون دفاعا عن الحق في الكرامة، موجها سهام نقد لاذع إلى رئيس الحكومة الذي قال إنه "كان أسدا أيام كان في المعارضة، وعندما وصل إلى القيادة، أصبح الشعب المغربي لا يساوي شيئا بالنسبة إليه". ودعا الشعب المغربي إلى تحمل المسؤولية، مؤكدا أنه لا عودة إلى مقاعد الدراسة "إذا كان بنكيران يريد توظيف سبعة آلاف، وإحالة البقية على البطالة أو على القطاع الخاص، فالإعدام أحسن لنا، الموت أحسن لنا من بيع أو خيانة القضية".واستنكر الأساتذة أيضا غياب تضامن الأطر النقابية والسياسية، رغم أن اعتصام أول أمس كان في مدينة، صبغتها الأساسية إدارية وسياسية، لتتوالى رسائل وتعليقات التضامن، أكد بعضها "كلنا أساتذة"، ودعا البعض الآخر إلى مواصلة النضال في زمن "صار عنوانه الحكرة وينذر بعودة قوية لعهد البصري، وسنوات الجمر والرصاص".هجر المغلي